-->

ذكرى الرحيل .


يقول عز وجل في محكم كتابه بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم باسم الله الرحمن الرحيم :
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " ] الأحزاب :25[ .
بعد عشرة أيام بتمامها و كمالها على حلول الذكرى الأولى لرحيل قائد الشهداء: محمد عبد العزيز في 31 أيار/مايو 2017 عن الصحراء الغربية التي نعته و بكته أرضٱ و بشرٱ .. تحل اليوم الذكرى 41 لرحيل عريس الشهداء: الولي مصطفى السيد الذي قاد الموكب ليلة دخلته في 9 حزيران/يونيو 1976 .
مرت سنة كاملة كلمح البرق على غياب شمس القائد المضيئة عن سمائها تمامٱ كغياب قمر العريس المنير الذي تتشبه به النجوم في عتمة ليل الوطن منذ أربعة عقود ونيف . رحل القادة/الزعماء الكبار عنا، مرغمين على الرحيل، و مازال الطيف يراود القلوب، وفي الذاكرة صور جميلة و ألف حكاية عن الفراق وقد تعلمنا في حضنهم معنى الحياة بالتسامي في الإيثار، الدمث في الخلق،
الكرم في السجية و البسمة المنثورة في كل زمن و مكان و تعلمنا أيضا معنى المبادئ والثوابت التي لا تقبل التصرف , من وفاء , إخلاص , التزام , حب الوطن والتضحية من اجله.ز
بقيت الذكرى نتلوها على القلب كل مساء لمواساته حتى لا يقتله الألم وكأننا نمارس الموت بعدهم، نعيش تفاصيله و تضاريسه ونحن مازلنا على قيد الحياة. لكننا مؤمنون بأن أشرف موت هي موت الشهداء الشجعان الذين ترفع لهم التحية العسكرية وتسجد لهم الملائكة في السماء، لأن الجبناء يموتون مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة بشرف الشهادة .
نعم ، لقد رحل عظماء الوطن ، واليوم ، ماذا عساني أن أقول في رجل بعمق و ثقل محمد عبد العزيز ؟! و بحجم الولي مصطفى السيد ؟!.. وماذا عساني أن أكتب عنهما مهما نظمت جيوشٱ هائلة من الأحرف و الكلمات ! ومهما ألفت من مجلدات النثر و ملاحم الشعر..؟!. يبدو أنه كلما حاولت أن أنبس لفظٱ إلا وتلعثم لساني و ابتلعت كلامي..و كلما حاولت أن أخط حرفٱ إلا وطأطأت الحروف رؤوسها خجلٱ و إجلالٱ أمام تلك الأرواح الطاهرة التي صيغت من سبيكة الذهب الخالص . لن أقول إلا باقتضاب أن الأمة التي تنسى عظماءها لاتستحقهم ، و رحم الله كل قطرة دم سقت نخيل الوطن ليرتفع سامخٱ . المجد للشهداء الأبطال..المجد لك يامحمد..المجد لك يا ولي..
المجد لكل شهيد نذر حياته من أجل أن يحي الوطن..المجد للآباء الذين قد أنجبوكم..المجد للأمهات اللواتي قد أرضعنكم..المجد للخط الذي قد عبأكم.. أرقدوا بسلام.. هناك رجال عاهدوا الله و الوطن على إكمال نهجكم و طريقكم و اقتفاء أثركم حتى تحرير آخر حبة رمل من الوطن .
بقلم محمود فراجي بوزيد 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *