-->

نظافة الدرج يجب أن تبدأ من الأعلى نحو الأسفل.


بقلم: ازعور إبراهيم.
جزء مهم من تاريخنا الحالي أضعناه في الحديث عن مجتمع بدأ لنا "يفسد" دون سابق إنذار!!
البعض يراه إنعكاس لثقافات مجتمعات أخرى اختلطت بها الأجيال بحكم التعليم والهجرة،بينما يفسرها البعض الآخر بالتقليد الأعمى،و إعادة إنتاج لمسلسلات"مراد" التركية. ولا أحد سأل عن دور النظام فيما حدث،ويحدث الآن،حتى بات وجودنا مهدد!!
فكم من الوقت سمح فيه النظام،منذ أن قطع رحم الكفاح المسلح،لعصابات تهريب المخدرات بالتشكل،والتناسل في مناطق قوته العسكرية؟ وكيف تركها تتقوى حتى امتلكت الثروة والسلاح،وأصبحت قادرة على الاصطدام به في أي وقت؟
وكيف ظل كلام النظام عن ضبط الأمن في مناطق عبور هذه السموم مجرد كلام منابر؟
وكيف أصبحت ولاية العيون نموذجا للولاية "المحررة" من قبل أباطرة تجارة المخدرات؟
وأين كان النظام حتى أصبحت سعة مشاهد تصفية الحسابات بين هذه العصابات وسط الأحياء السكنية تقدر بمئات "الجيقات"؟ 
وكيف كان "السجن"الذي يحتجز فيه تجار المخدرات عبارة عن فندق من خمسة نجوم؟
وكيف كان تلفزيون الدولة يبث مشاهد للقوى الأمنية وهي تقوم بإتلاف شحنات من المخدرات دون إلقاء القبض على مهربين؟
تورط النظام،ممثل ببعض قادته الميدانيين في الجيش،والأسلاك الأمنية واضح وضوح الشمس،ولا يحتاج إلى إثباتات،وهؤلاء استخدموا معرفتهم بتضاريس المنطقة في تنظيم،وتأمين مرور شحنات كبيرة،وكبيرة جدا من الحشيش المغربي خلال الأعوام الماضية. وببساطة شديدة،يخرج الحشيش المغربي من مناطق عسكرية هناك،ليستلم في مناطق عسكرية أخرى هنا،وهذا كل ما في الأمر.
تجزي الأجهزة الأمنية،وانشطارها وظهورها بألوان وأسماء عديدة لم تكن إلا على أساس ولاءات لأتباع وظيفتهم تأمين مصالح من تولوا مهمة الإشراف على ظهور تلك الأجهزة.
نظافة الدرج المتسخ يجب أن تبدأ من الأعلى نحو الأسفل وليس العكس.النظام الذي انتظر طويلا،حتى طلب منه الشعب أن يتدخل لحمايته من بطش عصابات تجارة المخدرات،هدد بشن حملة اعتقالات في صفوف الشباب الذي يعمل ك "حمالين"، وسواق يغرر بهم في كل مرة ويقدمون للموت برصاص دول الجيران،والأجدر به فطام قادته عن لهج تجارة المخدرات أولا،ثم إنشاء شرطة عسكرية قوية لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود،خاصة،بعد النجاح الباهر لوحدة الشهيد الناجم التهليل خلال الأشهر الأخيرة.الذي سيبدأ به النظام ليس الأساس،مادام أنه ينوي البداية بالإطاحة بالحلقة الأضعف،والتي يسهل تعويضها بسرعة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *