-->

المسار التفاوضي على مستقبل الصحراء الغربية هل نجحت تنازلات البوليساريو في كبح اساليب الاستعمار


الصحراء الغربية 09 اغسطس 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ يمر المسار التفاوضي بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي على مستقبل الصحراء الغربية بمرحلة عسيرة في ظل العراقيل المغربية والرفض المستمر لاستئناف المفاوضات ووضع شروط تعجيزية وربط التفاوض بمقترح الحكم الذاتي ورفض اي مقترحات اخرى تطرح على الطاولة في تنصل من القاعدة التي تأسس عليها مسلسل السلام واتفاق وقف اطلاق النار الذي بموجبهة شكلت البعثة الاممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية سنة 1991.
وبالرغم من التنازلات الكثيرة التي قدمتها جبهة البوليساريو للحفاظ على المسار السلمي إلا ان المغرب ظل يضع العقبات وتكشف مصادر مطلعة وبعض الوثائق بخصوص التنازلات التي قدمها الطرف الصحراوي لاثبات نية جبهة البوليساريو في البحث عن عل سلمي، خاصة التنازلات في موضوع الجسم الناخب والمستوطنين المغاربة وملف الثروات الطبيعية ومستقبل العلاقة مع الدولة المغربية في حال تحقق الاستقلال.
هذه المعطيات تكشف ان الطرف الصحراوي لم يكن يراهن على ارادة صادقة من الطرف المغربي الذي ظل يخرق كل الاتفاقيات ويتمادى للحصول على المزيد من التنازلات وجر الطرف الصحراوي لقبول الحكم الذاتي بشكل تام.
ومع التعيين الوشيك للرئيس الالماني الاسبق أورست كوهلر كمبعوث اممي جديد للصحراء الغربية.
و سيصبح السيد كوهلر المبعوث الشخصي الرابع للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية بعد المبعوثين الامريكيين جيمس بيكر و كريستوفر روس و الهولندي بيتر فان فالسوم، و تأتي عملية تعيينه في ظرف صعب يتميز بعرقلة المغرب للمسار الاممي الذي يتوجب عليه تفعيله.
في هذا الصدد سبق للأمين العام الاممي انطونيو غوتيريش ان كشف في تقريره الاول حول الصحراء الغربية الذي عرضه في شهر ابريل الفارط بمجلس الامن ان المبعوث الذي سبقه كريستوفر روس قد قوبل طلبه بزيارة الرباط و الاراضي الصحراوية المحتلة من اجل استئناف مفاوضات السلام بالصحراء الغربية بالرفض القاطع.
وفي هذا السياق سبق للمغرب ان افشل في سنة 2004 جهود مبعوث اخر اممي لما رفض مخطط السلام الذي اقترحه المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي جيمس بيكر الذي تمسك بمبدأ تقرير المصير و المطالبة بتنظيم استفتاء خلال خمس سنوات من تجسيده.
و يرى عديد الملاحظين ان الدور الذي يجب ان يلعبه كوهلر يكتسي اهمية كبيرة في مسار السلام بالصحراء الغربية الا انه لن يكون حاسما بدون دعم مجلس الامن الدولي.
و كان قبله السيد روس قد تعرض لعملية عرقلة فرنسية-مغربية بمجلس الامن و لم يكن باستطاعته المضي بعيدا في مهمته دون مساندة الهيئة الاممية.
حيث ابدى المغرب في عهدة السيد بانكيمون تخوفا من الاقتراح الرسمي الذي قدمته الأمم المتحدة لطرفي النزاع والهادف إلى إعداد الأرضية لاستئناف المفاوضات على اساس تقرير المصير.
المفاوضات المتعثرة يعزوها البعض الى تخوف المغرب من الاحراج امام الامم المتحدة بسبب ضعف الطرح المغربي وغياب اوراق ضغط لدى جبهة البوليساريو بعد خسارة ورقة الكركرات التي استطاعت في ظرف وجيز اعادة القضية الى الواجهة والاجندة الدولية.
واصطدمت المناورات المغربية الساعية إلى حمل الأمم المتحدة و أمينها العام على تغيير موقفها بخصوص النزاع في الصحراء الغربية, بالطبيعة القانونية الواضحة للملف الصحراوي, حيث جددت الهيئة الأممية إلتزامها بمواصلة العمل الجاد على حل هذا النزاع بكل الطرق بما في ذلك آلية "المينورسو" المنتشرة في الأراضي الصحراوية المحتلة منها و المحررة.
فبعد محاولة المغرب تحوير وقائع النزاع في الصحراء الغربية من قضية إستعمار إلى قضية ثانوية تتعلق بالوضع في الكركرات ووجود المكون العسكري بعدما حاول النظام المغربي التخلص من المكون السياسي والاداري الذي يعتبر اساس عمل البعثة المكلفة بتنظيم الاستفتاء, أكدت الأمم المتحدة أنها لن تنهى مهام بعثة "المينورسو" المعنية بتنظيم إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا لمخطط التسوية الأممي-الإفريقي لسنة 1991.
وتعود آخر مرة اجتمع فيها الجانبان حول طاولة المفاوضات إلى شهر مارس 2012 بمانهاست بالولايات المتحدة ولا يزال المغرب يضع عراقيل امام مسار المفاوضات المباشرة رغم طلب مجلس الأمن الدولي و الامين العام للأمم المتحدة باستئناف المفاوضات حول وضع الصحراء الغربية المحتلة.
و كانت جبهة البوليساريو قد أخطرت مجلس الأمن اكثر من مرة حول ضرورة وضع مسار من اجل مفاوضات مباشرة و رفيعة المستوى بين الجانبين, كما نددت جبهة البوليساريو في رسالة وجهتها لهذه الهيئة الأممية بالعراقيل التي يضعها المغرب أمام المسار الاممي من خلال عرقلة اجراء جولة خامسة من المفاوضات التي نص عليها قرار مجلس الامن الاخير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *