-->

الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية للحوار : نقول للمغرب نحن نجيد الحرب لكننا دعاة سلم


مادام الدولة الجزائرية واقفة القضية والشعب الصحراوي بخير .
اكدت الامينة العامة لاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية وكذا نائب رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي للاتحاد الإفريقي (الايكوسوك) “فاطمة المهدي” في حديثها المطول لجريدة الحوار حول الظروف التي عايشتها طوال 42 سنة من اللجوء والنضال السياسي مشيرة الى انها كانت بمثابة تجربة شخصية كانت الدافع لها والمرجع في كل محفل دولي تدافع فيه عن حق الشعب الصحراوي هذا واكدت فاطمة المهدي على ان الشعب الصحراوي يحمل على رقبته دين ثقيل تجاه الدولة الجزائرية نظير دعمها ووقوفها الثابت اتجاه القضية الصحراوية معتبرة ان ما يقوم به المغرب من مشاكل قاريا ودوليا هو تقزيمه وايذان بانه لم يعد ذلك البلد المنشود لاحداث تغيير داخل القارة الافريقية.
كيف كانت السنوات الاولى لتهجيركم ؟
اتذكر اواخر سنة 1975 وفي احد الليالي بعد القصف المغربي الاول اتى والدي رفقة ثلاث مقاتلين في سيارات لاند روفر ، والذي استغربته انذاك هو في السلام الصحراوي والمعروف عندنا بسلام طويل لكن الوالد القى علينا “السلام عليكم هيا بنا” فشعرت بان الوضع اصبح جد معقد نظرا لما كان يشاع هنا وهناك حول القصف الجوي الموالي الكبير فلم نسال سوى ان حملنا ما استطعنا حمله واخراج اكبر عدد ممكن من الصحراويين ، استمرت الرحلة ثلاثة ايام باتجاه منطقة تندوف الجزائرية والشيء الذي مازال محفورا في ذاكرتي هي تلك العائلات التي لم يسعفها الحظ والتي فرت مشيا على الاقدام من جحيم نظام المخزن ، الذي اراد محو الصحراويين من الوجود .

ما الدور الذي ادته المراة الصحراوية في تلك الاثناء خاصة وانها كانت تشهد عزلة ومعاناة ؟
لقد ادت المراة الصحراوية دورا فعالا خاصة في خلق الاستقرار مع تلك الظروف الصعبة والقاسية اذ كانت يد بيد الى جانب الرجل الصحراوي في صورة مماثلة الى تلك التي كانت موجودة ابان ثورة التحرير المباركة في الجزائر ، رغم ان المستوى الثقافي والتعليمي كان متدنيا لكننا كنا نتعلم وفق الظرف والحدث فبالليلكانت جموع النساء الصحراويات يتدربن على الدرس وما سيقمن به في الصباح وهكذا بالنسبة للتطبيب وماتستطيع كل مراة صحراوية تقديمه خدمة لاخواتها الصحراويين وذلك الذي خلق صورة من التضامن ورص صفوف الصحراويين في وحدة واحدة بمعنويات مرتفعة رغم الدعايات المغربية في القضاء كما كان يطلق عليه بالمتمردين .
كيف تصفون الظروف السائدة انذاك بمخيمات تندوف؟
نحن كجيل صحراوي جد محظوظين لاننا ترعرنا بين ثورة 20 ماي وثورة الفاتح من نوفمبر وهو الامر الذي ساعد على التنشئة الثورية التي شكلت للمواطن الصحراوي ذلك الدرع وتلك الارادة للصمود في وجه المحتل المغربي ، فالجزائر لم تبخل باي شيء لتقديم كل المساعدة الممكنة للصحراويين والتي تعد اول المساعدات للاجئين الصحراويين خاصة فيما يتعلق بالحالات من ذوي الامراض الخطيرة والتي كانت ترفع على عجل الى ولاية تندوف في مشهد يكرس التضامن ، بعد ذلك بدات الدولة الجزائرية في تاطير اللاجئين عن طريق استقبال المتمدرسين من ابناء الشعب الصحراوي الى جانب ذلك الدعم المعنوي والذي ان دل على شيء فانما يدل دوما على حب الجزائر للحرية ومناصرة القضايا التحررية، فلم اعش فقط موقف الجزائر وانا لاجئة بل حتى من خلال البرامج الدبلوماسية التي نشارك فيها دوليا والتي تعالج قضايا التحرر في العالم الى وتجد اسهامات الجزائر فيها ففي حادثة وقعت لي شخصيا وفي احد الاجتماعات باحد المؤتمرات الدولية بناميبيا اين كان مناضلي حركة سوابو يعرضون التجربة التحررية والتضحيات المقدمة من خلال ذلك وحول حديثهم عن الدول التي قدمت لهم الدعم تصورت ولبرهة ان الدعم كان من طرف جنول افريقيا او الدول المحيطة بهم لكن عندما ذكرو اسم الجزائر وقعت الدمعة واقشعر بدني نظرا لهذا الارث الكبير الذي تخلفه الجزائر في دعمها للمسارات التحريرية في العالم على غرار الدول المحيطة بها .
يلقبونكم بالمراة الحديدة خاصة والمعارك الدبلوماسية الدولية التي خضتموها كيف تقيمون تجربتكم لحد الساعة ؟
حقيقة وكما ذكرتم ان القضية الصحراوية تمر بتطورات كثيرة وبالمقابل هي تمر ايضا بتحديات متعددة فبالرجوع الى ما فرض على المغرب ايام حسن الثاني من قبوله لاستفتاء والذي كان يمثل بالنسبة له ابعادا للحرب رغم الاختلافات في القوة والعتاد بين الجيش المغربي وبداية تكوين الجيش الصحراوي من طرف جبهة البوليزاريو فالشيء الذي يميزنا في مختلف التوجهات سواء السياسية او العسكرية هي الارادة الكبيرة والذي علمتنا من خلال الازمة التي عشناها فالمرافعات التي نقوم بها يوميا في المحافل الدولية ماهي الى نقطة في بحر من المعركة التي خاضها ويخوضها الشعب الصحراوي فالمغرب وصل الى قناعة ان سياسة العناد والتعنت طوال 32 سنة من عزلة وسياسة الكرسي الفارغ لم تجده نفعا اكثر من انها خدمت القضية الصحراوية داخل الاتحاد اين تجذرت القضية ووثقت من دعاماتها وهو ما يقتصر عليه واجبي والذي ياتي في اطار المعارك الدبلوماسية المتسلسلة والتي باتت الان على كل الاصعدة من سياسية الى انسانية وصولا الى قضية الساعة والمتمثلة في الحفاظ على الموارد الاقتصادية لشعب الصحراوي والتي تعد معركة قانونية اذ ما فتئ نظام المخزن سلب ماليس له حق فيه .
مارايك باداء الدبلوماسية المغربية خاصة والتحديات الموجودة داخل القارة؟
لقد تاكد لدول الاتحاد الافريقي بشكل واضح ان المغرب لن يكون حليفا حقيقيا داخل القارة ولن يساهم بشكل او باخر سوى في تشتيت القارة الافريقية بدل رص الجهود وكما هو معروف فذلك نابع من الطموح الفرنسي في المنطقة والذي يخدم من خلالها اجنداتها فالمغرب لحد الان لم يتحصل على استقلاله فليس سبتة ومليلة محتلتان من طرف اسبانيا لكن التحكم في كل شيء بيد صانع القرار الفرنسي لذلك خلص ند عامة الشعب الصحراوي انه في معركة ضد فرنسا بدل المغرب فلا توجد استقلالية في الداخل المغربي نظرا لغيابه وبعده عن الساحة سوى في إحداث الازمات السياسية والتي لطالما حاول تغطيتها بالقفز على القضية الصحراوية .
ماذا عن حادثة التلاعب باليابانيين في مابوتو والتي اعتبرت وصمة عار في جبين الدبلوماسية المغربية ؟
نحن في الحقيقة نعرف المغرب ونعي جيدا ان كان يجيد شيء فانه لا يجيد الا مثل هذه السياسات والتي تزيد تقزيمه دوليا فهل من الممكن ان يتجرا في الوقوف امام البوابة الرسمية لقاعة دولية لبلد ما ويؤدي دور الشرطي وللاسف الشديد كان ذلك من توقيع وزير الخارجية المغربي هذا من جهة ومن جهة اخرى اقحامه لليابانيين حيث اوهمهم ولفق الاكاذيب حول عدم جدوى ضرورة تواجد الصحراء الغربية في هذا الاجتماع بصفتها عضو غير معترف به فهذه كانت القناعات الموجودة لدى اليابانيين ليتفاجئوا بعد ذلك بقرار الاتحاد الافريقي والذي جاء فيه بانه لن يتم القيام باي شيء الى بجلوس الصحراء الغربية وحضورها لاشغال المؤتمر.وهذا ليس بجديد فقد سبق له وان تحايل على عدة دول افريقية في سعيه لفض العزلة حول نفسه وتاليب الراي العام الدولي حول القضية .
لذلك ندد بما حدث بمابوتو ونعلن استعدادنا لمواجهة هذا التحدي كدولة كاملة الحقوق والواجبات ولن ترك مجالا لتهميشنا واقصائنا او عدم احترام حقوقنا كعضو وهذه ستكون معركتنا المستقبلية والتي سنناضل من اجل تعزيز هذا الدور وهذه المكانة .
هناك من يرى في قرار الامم المتحدة الاخيرة حول استئناف المفاوضات كسب الوقت لصالح المغرب الا ترون ان هذا يمثل تحديا بالنسبة لكم ؟
اذا كان المغرب يتصور ان طول الوقت هو ربح له فنحن مؤمنون انه عكس ذلك تماما ولن يكون حتى في صالحه ودليل كلامي هذا هو تفاقم الوضع الداخلي واشتعال نار الازمة الداخلية وكلما طالت مدة الوصول الى استقلال الشعب الصحراوي كلما اشتدت الازمات والتي ستضرب المغرب من كل حدب وصوب فهي فرصة لاقناع العالم ان الشعب الصحراوي مد يد السلام لطرف المغربي في الخروج ن هذا النفق المظلم الذي يعاني منه حتى الشعب المغربي بحد ذاته وعملوا ما فيه الكفاية من اجل التوصل الى حل سلمي وسيجعلون كفة العالم تميل الى الحق الصحراوي.لذلك نحن نعتبره فرصة لنا وبذلك نعطي للمغرب فرصة من اجل خدمة الصالح العام الافريقي.
ماهو الموقف الروسي للقضية الصحراوية من خلال زيارتكم الاخيرة لها ؟
في الحقيقة روسيا من بين اصدقاء النضال الصحراوي و الذين التفوا حول القضية الصحراوية في بداياتها حيث كان هدف الزيارة الى روسيا بصفتها عضو في مجلس الامن وضعها في مستوى تطورات القضية الصحراوية من وجهة نظر الطرف الصحراوي وللذكر لابد ان اشير الى ان الموقف الروسي يمكن ان نرى فيه تغيير بحيث رفض في وقت سابق في مجلس الامن الادعاءات المغربية بعد طرد المغرب لاعضاء بعثة المينورسو والتي اغلب اعضائها من روسيا لذلك تاثر موسكو بهذا الموقف المغربي جعلها تلتزم الصمت في اجتماعات مجلس الامن الماضي فيما يخص القضية الصحراوية بحيث كانت الزيارة دعوة من روسيا لمعرفة كل جديد اين اصبحت المؤسسات الروسية تولي اهمية كبيرة لهذه القضية فالموقف الروسي الان لا يقتصر فقط على المؤسسات الرسمية بل تعداه الى المجتمع المدني والمؤسسات الروسية الداخلية .
مالذي تنتظرونه من المبعوث الاممي الجديد هورست كوهلر والذي لم يستطع كريستفور روس تحقيقه ؟
كما تعلم فان هورست كوهلر رئيس سابق لالمانيا والذي بصفته كان لاجئ ويعلم ما تعنيه هذه الكلمة من قهر اضف الى ذلك حالة الشعب الصحراوي الشبيهة الى حد بعيد ما عرفته المانيا فيما يتعلق بجدار الفصل يقسم الارض اذ عاشت المانيا هذه التجربة وحاولت القضاء عليها كل هذه المعطيات تحفزنا من اجل كسب الطرف الالماني للقضية والذي من دون شك ستقدم برلين كل ما يحتاجه السيد هورست من اجل انجاح مهمته الامر الذي سيعزز دور المانيا في القضية وسيكون لنوع هذه العلاقة التقرب اكثر للقضية والاطلاع الجيد والمستمر.
كلمة اخيرة سيدتي :
الشيء الوحيد الذي اعجز عن الكلام عنه هو الحديث عن خير الجزائر فكما نقول نحن الصحراويين انه يكفينا فخر ان القضية الصحراوية ترافع بوجود الدول الجزائرية في كل محفل دولي فالدولة الجزائرية الان اصبحت رائدة في بناء السلم والامن في القارة واكثر شيء نحيي عليه الدولة الجزائرية هو ثباتها في مواقفها حتى في اصعب تحدياتها وهو شيء يزيدنا عزما واصرارا على استمرارية نضالنا
حاورها سامي عليلي ـ لجريدة الحوار

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *