-->

من تمزيق العلم الجزائري إلى تجارة المخدرات وتبييض الاموال .. تصريحات مساهل واستفزازات المخزن


أثارت تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل حول تبييض أموال المخدرات المغربية في القارة الإفريقية، حفيظة سلطات الرباط، رغم أنها أقل خطورة من خرجات عديدة ومتكررة من مسؤولين مغاربة ضد جارتهم الشرقية وكذا حادثة تدنيس العلم عام 2014.
أصابت السلطات المغربية حالة فزع كبيرة، إزاء تصريحات عبد القادر مساهل الذي تحدث عن وجود عمليات تبييض أموال واسعة النطاق لعائدات المخدرات في القارة السمراء.
وتجلى هذا "الفزع" في حملة إعلامية ضخمة وكذا استدعاء سفير الرباط للتشاور والقائم بالأعمال الجزائري في المغرب، بشكل ساهم في جعل هذه القضية تجوب أنحاء العالم وتفتح ملفا كان مسكوتا عنه، رغم وجود تقارير أممية وأمريكية حول ريادة المغرب لتجارة المخدرات عالميا.
وبإجراء مقارنة لتصريحات مساهل التي يعتبرها المخزن "خطيرة" و"غير مسؤولة"، مع خرجات سابقة لمسؤولين مغاربة يتضح أن السلطات الجزائرية التزمت سابقا "اللباقة الدبلوماسية" في التعامل مع تجاوزات مسؤولي الجارة الغربية.
ومن الخرجات المأثورة لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، انه زعم نهاية عام 2015 أن رفض السلطات الجزائرية فتح الحدود مرده تخوفها من هجرة جماعية للجزائريين نحو المملكة التي تشهد تطورا حسب اعتقاده.
وفي الفاتح نوفمبر 2013 قابل المخزن احتفالات الجزائريين بعيد الثورة التحريرية باحتجاجات "مخطط لها" أمام قنصلية الجزائر بالدار البيضاء، انتهت بإنزال العلم وتمزيقه، وهذا كله ردا على رسالة لرئيس الجمهورية إلى قمة إفريقية يعتبر فيها الصحراء الغربية إقليما غير مستقل وهو نفس وصف الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي له.
وفي جوان الماضي نشر عبد القادر بن قرينة الوزير الأسبق، أن رموز حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب، قدموا من خلال كتاب لهم مشروعا حول طريقة تقسيم الجزائر في حال حدوث أي أزمة داخلية بحيث يكون لبلادهم نصيب من المناطق الغربية.
ولا تكاد التصريحات الخطيرة للمسؤولين المغاربة سواء منهم السياسيين أو الأمنيين تحصر، وقد وصلت حد اتهام الجزائر والجمهورية الصحراوية برعاية الإرهاب عبر التستر على عناصر إرهابية في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف.
من جهة أخرى يطلق سياسيون مقربون من المخزن باستمرار تصريحات عدائية ضد الجزائر وفي مقدمتهم حميد شباط، الذي لا يتوانى عن المطالبة بما يزعم أنها أقاليم شرقية لمملكته ممثلة في الولايات الواقعة على الحدود بين البلدين.
وتأتي تصريحات هذا السياسي الموالي للعرش، في إطار وهم المملكة التي تسيطر على الصحراء الغربية وأجزاء من موريتانيا حسب الفكر التوسعي لمسؤولي بلاده.
المصدر : الشروق اليومي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *