-->

الجزائر : قضية الصحراء الغربية ستكون حاضرة في جدول اللقاءات مع الطرف الفرنسي


أوضح مصدر مسؤول، أن الطرفين الجزائري والفرنسي، سيناقشان كل القضايا التي تهم البلدين، خلال انعقاد الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المختلطة، التي تعقد الأحد، في قصر المؤتمرات عبد اللطيف برحال، بما في ذلك المسائل التاريخية المتعلقة بالذاكرة واسترجاع جماجم المقاومين المعروضة في متحف الإنسان بباريس، والقضايا الأمنية في المنطقة، زيادة على الملف الاقتصادي الذي سيحظى بحصة الأسد، على أن يترأس مسؤولا دبلوماسية البلدين عبد القادر مساهل ووجون ايف لودريان الحوار الاستراتيجي، والذي سيتناول بشكل أساسي الملفات الأمنية.
وأورد المصدر الرفيع الذي تحدث لـ "الشروق"، أن الملفات "الملغمة" ستكون حاضرة للنقاش، بما في ذلك ملف الصحراء الغربية، وأورد محدثنا "لا يمكن إنكار أن فرنسا تميل إلى المغرب في قضية الصحراء الغربية، وحاولت إقصاء البوليزاريو من المشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي - الاتحاد الإفريقي - بساحل العاج نهاية الشهر.. لعلمكم قضية الصحراء الغربية حاضرة دائما في جدول اللقاءات مع الطرف الفرنسي، وستكون محل نقاش خلال اجتماع الأحد".
وجدد المصدر التأكيد على مواقف الجزائر الثابتة من الملف الصحراوي بالقول "بالنسبة للجزائر، فالقضية قضية مبدأ، فكما قرر الشعب الجزائري مصيره عام 1962 نقف إلى جانب الصحراويين وغيرهم من الشعوب في أحقية تقرير مصيرهم"، وقدم المصدر بعدا آخر للقضية "الصحراء الغربية قضية أمن وطني كذلك، نحن نعرف الأطماع الاستعمارية للمغرب...من المؤسف أن دستور جيراننا لا يعترف بالحدود، فنص المادة 40 من الدستور المغربي تتحدث عن الحدود الحقة، هذه العبارة لا نستطيع إيجاد ترجمة لها، ففيما تؤكد مواثيق الاتحاد الإفريقي على احترما الحدود الموروثة عن المستعمر"، وقدم المتحدث مثالا آخر عن الأطماع الاستعمارية للمغرب "المغرب لم يعترف باستقلال موريتانيا والسيادة الموريتانية إلا بعد 10 سنوات من نيلها الاستقلال"، وسجل المصدر "قضية الصحراء الغربية سنناقشها مع الفرنسيين، كما نناقشها مع الشركاء الآخرين، فنحن لم نغير أبدا مواقفنا اتجاه الملف الصحراء قيد أنملة".
عن القضايا الخلافية التي لا تزال تُحدث بعض الشرخ على محور الجزائر باريس، قال المصدر "ما من ملف سيتم إغفاله خلال لقاءات اليوم، ومن ذلك الذاكرة، والأرشيف وضحايا التجارب النووية الفرنسية في صحرائنا... لقد تحقق الكثير في مجال استرجاع الأرشيف، لكن فيما يخص استرجاع جماجم المقاومين فلا تعتقدوا أن الأمر سيتحقق بعد طلب نرفعه إلى السلطات الفرنسية"، وأبدى المصدر ارتياحا من التطور الحاصل في ملف الذاكرة، وعلق قائلا "هنالك تطور كبير في لغة المسؤولين الفرنسيين تجاه ملف الذاكرة".
ورفض المعني القراءات التي تتحدث عن عزم فرنسا "توظيف" الجزائر في الملف الأمني، وقال "الجزائر ترفض أن تكون دركيا لفرنسا في المنطقة، ولغيرها من الدول، يستحيل أن يكون هنالك جندي يحارب في الخارج.. نعم هنالك أطراف خارجية تود أن نحارب نيابة عنها، ولكن هذا مرفوض عقيدتنا ترفض هذا ودستورنا يمنع هذا".
في سياق متعلق بالملفات الأمنية، ذكر مصدر "الشروق"، أن الوزير عبد القادر مساهل، ونظيره الفرنسي جون ايف لودريان، سيرأسان الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الأحد، ورغم عدم الطابع الرسمي له، فانه يعكس "أهمية الجزائر ودورها المحوري في المنقطة، بحسب المصدر الذي قال "الطرف الفرنسي أراد تأجيل انعقاد الحوار الاستراتيجي، لكن السياقات التي تعرفها المنطقة دفعت باريس إلى طلب عقد الحوار".
وبالعودة إلى الملف الاقتصادي، خاصة التوقيع على مصنع "بيجو" بعد تعطله لأشهر، قال "بيجو تود الاستفادة من الامتيازات الموجود في قانون الاستثمار، خاصة ما تعلق بجانب الإعفاء الضريبي، لقد أرادوا الحصول على أكبر قدر من التنازلات والامتيازات، وهذا لم يكن مقبولا"، وقدم المعني معطى آخر لقبول فرنسا إقامة مصنع بيجو في الجزائر "فرنسا تعرف الآن انه لن يكون هنالك استيراد للسيارات بعد العام 2019، وبعد سنوات فقط سنتوجه إلى تصدير السيارات".
وبخوص زيارة الرئيس الفرنسي ايمانوال ماكرون إلى الجزائر، ذكر "ليس هنالك تاريخ محدد للزيارة، ولكنه مسجل في جدول الأعمال، ومن المتوقع أن يتم الحديث عن الزيارة خلال انعقاد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين".
المصدر: الشروق الجزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *