-->

المخابرات المغربية استغلت مقتل بوضياف لاقتحام تندوف وتنفيد مخطط اغتيال


كتاب يؤرخ لحياته يكشف عن 4 محاولات قتل جادة استهدفت «محمد عبد العزيز»

الملك خصص مديرية كاملة بإدارة المخابرات لمتابعة تحركات محمد عبد العزيز وإعداد تقارير يومية له
مخابرات المغرب جنّدت مراسلا أجنبيا للتجسس على الرئيس والأمن الجزائري أبطل اللعبة
الأمن الجزائري كشف لعبة «الرجال الزرق» للمخابرات المغربية التي حاولت تبني قضية الصحراء الغربية
تعرض رئيس جمهورية الصحراء الغربية الراحل «محمد عبد العزيز» لأربع محاولات اغتيال من قبل نظام المخزن، كانت جلها خلال فترة الحرب التي كانت تقودها جبهة «البوليساريو» ضد الاحتلال المغربي لتحرير أراضيها، وهي الممتدة بين 1975 و1992، نصب خلالها المخزن الكمائن ونفّذ عمليات عسكرية لاستهدافه، حيث استطاع الرئيس الصحراوي تفادي بعضها وكان للمخابرات الجزائرية الفضل في إبطال أخرى.
وتناول كتاب من 222 صفحة لصاحبه المؤلف والإعلامي «حمة المهدي البهالي»، حياة الرئيس الراحل منذ ولادته إلى وفاته تحت عنوان «محمد عبد العزيز رجل الحرب والسلم»، الذي يوجد قيد الطباعة، أين تطرق في بداية القصة إلى أول لقاء للرئيس الصحراوي مع السلطات الجزائرية وكيفية إبطال مفعول المخطط المخابراتي المغربي من قبل الأمن الجزائري الذي حاول القضاء على البوليساريو قبل ولادتها.
الجزائر تبطل لعبة «الرجال الزرق» وتعترف بـ «البوليساريو»
وكانت البداية في لقاء الرئيس الصحراوي الراحل «محمد عبد العزيز» بالسلطات الجزائرية، حسبما تناوله المؤلف، وبالضبط سنة 1973 حين قصد تندوف بغرض التعبئة لجبهة «البوليساريو»، فنقل إلى مكتب حركات التحرر في العالم التابع لجبهة التحرير الجزائرية، والتي كانت تلقت قبل ذلك طلبا للاعتماد من أجل الدفاع عن نفس القضية من قبل جماعة «الرجال الزرق»، وكانت جماعة «الرجال الزرق» التي يقودها «إدوارد موحا» من تأسيس المخابرات المغربية، إلا أن المخابرات الجزائرية استطاعت من خلال تحقيق معمق -حسب المؤلف- كشف حقيقة هذه الجماعة، حيث تم تنظيم لقاء بين الطرفين ادّعى خلاله «إدوارد موحا» معرفة «محمد عبد العزيز» الملقب بـ«الولي احمتو»، ولكن لم يكن يعلم بأنه الشخص الذي يقوم بمناظرته في تلك الجلسة، ليتم بذلك كشف لعبة «الرجال الزرق» لمخابرات المخزن.
مديرية خاصة بالمخابرات المغربية لمراقبة «محمد عبد العزيز» وتزويد الملك بتقارير يومية
بلغ الهوس بالمخابرات المغربية في تصفية الرئيس الصحراوي الراحل إلى درجة إفراد قسم كامل في المديرية العامة لمراقبة التراب الإقليمي للمخابرات المغربية، كان مكلفا بإعداد تقرير يومي حول تحركات «محمد عبد العزيز»، حيث تقوم هذه المديرية برفع التقرير إلى ديوان الملك المغربي بل وإليه شخصيا.
وبالعودة إلى محاولات الاغتيال الأربع التي ذكر المؤلف بأن الرئيس الصحراوي السابق تعرض لها، فقد كانت أول محاولة سنة 1978، حيث نفذ سلاح الجو المغربي عملية عسكرية، وذلك بقصف موكب من السيارات كان يفترض أن يكون الأمين العام لحركة «البوليساريو» فيه، وكانت قوات المخزن تلقت تقارير بشأن تنقل «محمد عبد العزيز» على متنه داخل المناطق المحررة، غير أن الأخير قرر في آخر لحظة عدم الخروج في هذا الموكب. وأما العملية الثانية فكانت سنة 1981، حين استهدف المغرب مخبأ سريا في الصحراء الغربية بقصف صاروخي، حين كان الطرفان المغربي وقوات «البوليساريو» يخوضان مواجهات ضارية في معركة أوركزير، أين استهدفت طائرات المخزن مقرا سريا تحت الأرض لقيادة الحركة، بعدما كانوا يعتقدون بأن كامل القياديين داخله بمن فيهم الأمين العام «محمد عبد العزيز»، غير أن الرجل لم يكن داخل ذلك المخبأ فاستطاع النجاة للمرة الثانية. وفي محاولة الاغتيال الثالثة التي كانت سنة 1983، كشف الكتاب عن نصب القوات الخاصة المغربية كمينا في طريق بين بلدة بير لحلو في الصحراء الغربية بالجدار الرملي، حيث قتل في الكمين مقاتلين صحراويين، منهم قيادي في جبهة «البوليساريو»، غير أن هدف المغاربة لم يكن هؤلاء وإنما اعتقادهم بأن «محمد عبد العزيز» شخصيا سيقع في هذا الكمين فيكون بذلك صيدا ثمينا.
المخزن يحاول اغتيال الرئيس الصحراوي داخل الأراضي الجزائرية سنة 1992
وأما المحاولة الرابعة والأخيرة في سجل العمليات الجدية لنظام المخزن لاغتيال الرئيس الصحراوي، فكانت سنة 1992 على الأراضي الجزائرية بولاية تندوف، حيث تسلل مغاربة إلى الحدود الجزائرية وحاولوا الوصول إلى مخيمات الصحراويين، بعدما تمكنوا من معرفة مقر إقامة «محمد عبد العزيز» بدقة، حيث كانوا يحملون أوامرا باغتياله أو اختطافه، قبل أن تتفطن قوات الجيش الجزائري للعملية وتقوم بإطلاق النار على سيارتهم التي تركوها وفروا بعد تعرضها لعطب أفشل بذلك مخطط الاغتيال، حيث حاول نظام المخزن بهذه العملية أن يعمّق جراح الجزائريين بعدما ظن بأنهم منهمكون بقضية مقتل الرئيس «محمد بوضياف» التي تزامنت وهذا المخطط. بعد هذا، جنّدت المخابرات المغربية ومنذ عام 1991 جواسيس لمراقبة تحركات الرئيس «محمد عبد العزيز»، بينهم مراسل صحافي أجنبي كان يعمل لصالح استخبارات المخزن، إلا أن الأمن الجزائري استطاع التوصل لهذه اللعبة المغربية الجديدة ووجه إخطارا للرئيس الصحراوي بعدم التعامل أبدا مع هذا المراسل الصحافي الأجنبي.
المصدر: صحيفة النهار الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *