قمة كيغالي الاستثنائية، تفضح مناورة مغربية جديدة
كيغالي 22 مارس 2018 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ -منذ انضمام المملكة المغربية الى الاتحاد الافريقي قبل سنة، لم ينظم اي حدث قاري دون اكتشاف مسرحية جديدة من فضائح الدبلوماسية المغربية التي اعتادت استعمال ثقافة اللامبالاة و تجاهل القواعد الدبلوماسية و الاخلاقية و التنظيمية، لاسيما عندما تلوح في الافق تباشير خصارتها لاي معركة.
فبعد الاحداث المشينة التي شهدتها القمة الافريقية اليابانية بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو و محاولات الاعتداء على الوفود الصحراوية بالقاهرة و ابيدجان، وصولا الى مسرحية مقاطعة القمة الافريقية العربية بمالابو، جاءت القمة الاستثنائية ذات الطابع الاقتصادي التي شهدتها العاصمة الرواندية كيغالي اليوم، لتُحدِث ارتباكا لدى الدبلوماسية المغربية التي اختلطت اوراقها منذ ان حلت طائرة الوفد الصحراوي بمطار كيغالي الدولي و مراسيم الاستقبال الحفوي التي تم على شرف الرئيس ابراهيم غالي من لدن نظيره الرواندي بول كاغامي.
يضاف ذلك الى احتواء وثيقة الاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية، على البند المتعلق بقواعد المنشأ و الذي طبقا لاحكامه، ستعتبر كل السلع و البضائع و الخدمات التي مصدرها الاجزاء المحتلة من تراب الجمهورية الصحراوية خارج التداول بالسوق الافريقية الموسعة،
كل هذه التجليات دفعت بالدبلوماسية المغربية الى استغلال الوقت بدل الضائع و اجراء تغيير على مستوى رئاسة الوفد المغربي المشارك في القمة، تم جلب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي كان متواجدا بالبرازيل لتمثيل دور "مفوض الملك" و تفادي المناداة للتوقيع من مؤخرة القائمة.
بعدما اكتشفت الدبلوماسية المغربية ان عملية التوقيع على الاتفاق المنتظر، تقتضي مراسيم بروتوكولية متعارف عليها و ان الدول الممثلة برؤسائها ستسبق ذات التمثيل الوزاري، استنفرت كل مجهوداتها لاقناع الوفود الحاضرة ان رئيس الحكومة المغربي جاء مفوضا من طرف الملك محمد السادس لتوقيع الاتفاق و انه يجب ان يوقع ضمن صدارة قائمة الموقعين او على الاقل قبل الرئيس الصحراوي.
غير ان الجميع لم يخفى عدم اقتناعه بالامر، و بعدما ظن الوفد المغربي انه اعد العدة و لعب كل الاوراق، اقتحم رئاسة القمة مطالبا بتغيير مكان تواجده من وضعية الدفاع الى وضعية الهجوم، لكن رئيس القمة قطع الشك باليقين و قال للوفد المغربي ان هناك قواعد و اجراءات يجب ان تحترم، و هذه القواعد تحدد الترتب على قوائم التوقيع، بحيث تكون الاولوية لرؤساء الدول ثم رؤساء الحكومات و بعدها، الوفود الممثلة بؤزراء الخارجية.
كل هذه الفصول افشلت محاولات المغرب القفز على المساطر الاجرائية القارية في سبيل تفادئ مواجهة الحقيقة، و الحقيقة المرة بالنسبة لمجموعة العثماني، هي ابتلاعهم تلك اللحظة التي صعد خلال الرئيس ابراهيم غالي الى منصة الرئاسة لتوقيع الاتفاق و اسم و علم الجمهورية الصحراوية يملئ اعين الحضور.