-->

حكم العقل ايها الانسان في المغرب الاقصى

في وقت يقف فيه الشعبان الصحراوي والجزائري وقفة حداد على ارواح الضحايا اثر تحطم طائرة نقل عسكرية تقل عددا من الركاب من بينهم 30 من الصحراويين الذين في معظمهم ممن كانوا يتابعون العلاج في المستشفى بالجزائر وضواحيها ومن بينهم كذلك نساء واطفال، يتشفى البعض من الاشقاء المغرب وكأن الطائرة كانت في "مهمة عسكرية" في مواجهة القوات المغربية في الصحراء الغربية او اسقطت اثر هجوم على الرباط .
اتمنى من الاخوة المغاربة سامحهم الله، ان يحكموا عقولهم فيما يزعمون والا ينجروا خلف "عربة التشنج" التي يحاول نظام المخزن، ركوبها هذه الايام في ظل وضعية "الحرب الكلامية" التي يشنها بالتزامن والانتظارات المرتقبة بالنسبة لملف نزاع الصحراء الغربية خاصة على مستوى مجلس الامن حيث يرتقب ان يستمع المجلس لتقرير عن مهمة تنظيم الاستفتاء المعرقل بفعل مماطلات الرباط منذ 1992، وفي ظل كذلك دعوة مبعوث الامم، هورست كوهلر، لمفاوضات جادة بين طرفي النزاع ،جبهة البوليساريو والمملكة المغربية.
في وقت نوجه،تعازينا لاسر الضحايا من الصحراويين والجزائريين في هذا المصاب الجلل و ونقول لهم بقلوب يعتصرها الالم، حسبنا الله ونعم الوكيل ورحم الله معشر الشهداء واسكنهم فسيح جناته، نتمني للاشقاء في المغرب بالمعافاة من مرض "الشيزوفرينا" والابتعاد عن ركوب موجة "النفخ في حرب خاسرة" لا ناقة لهم فيها ولا جمل، في مسرحية مشروخة على غرار مسيرة الاجتياح التي جاءت للتغطية على جريمة الحرب التي شنها منذئذ في مواجهة الشعب الصحراوي مباشرة بعد صدور الراي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ونشر تقرير لجنة تقصي الحقائق الاممية.
نصيحتى للاشقاء في المغرب ان يحتكموا للعقل وإن كانوا غير عارفين بدقائق حرب الصحراء الغربية ، فاليأسلوا من خبروها من جنود وضباط مغاربة في القوات البرية والجوية والبحرية الذين اكتتوا بنارها لمدة 16 سنة.

في الاخير لم يجدوا هؤلاء وغيرهم ممن افنوا زهرة شبابهم في حرب الصحراء الغربية سوى الاهمال والنسيان عندما دخلت الامم المتحدة على الخط عبر الاشراف على وقف اطلاق النار الذي وقعته عليه جبهة البولساريو والمملكة المغربية في خطة التسوية سنة 1991، بل ان البعض منهم اطلقت جبهة البوليساريو سراحهم سنة 1997 لكنهم بقوا لسنوات ينتظرون قبولهم من طرف المغرب الذي ظل يتجاهلهم.
واليوم فان الكثير من اولئك الاسرى يتظاهرون من حين لاخر امام البرلمان المغربي في الرباط وكذلك عائلات ضحايا تلك الحرب الخاسرة التي يدرك النظام المغربي هولها ويعرف ملكه الحسن الثاني خطرها قبل غيره .
فالاحرى بالاخوان في المغرب من الاشقاء ان يهللوا للسلام وزرع بذور الوئام بين شعوب المنطقة وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون.
بقلم: السالك مفتاح ـ كاتب واعلامي من الصحراء الغربية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *