-->

ماذا يجري في المغرب؟


كثيرا هي علامات الإستفهام التي تطرح هذه الأيام حول مايجري في المغرب. شخصيات أمنية عسكرية و سياسيةمن أعلى المستويات تحج باريس ذهابا و إياب, تحركات مكثفة وغير معتادة داخل القصرالملكي و حوله , تطليق زوجة الملك دون إعلان رسمي للرأي العام و ربما تكون الان تحت الإقامة الجبرية إجتماعات متواصلة لأركان النظام المخزني على شاكل خلية أزمة .كل هذا يضع شكوك حول خطورة ما يجري داخل المملكة. 
إن عملية تجيش الرأي العام المغربي و مواصلة تعبئته حول ما سماه المخزن تهديدات البوليساريو و تحركات قواتها في إتجاه جدار العار و إن كانت تأت عشية مناقشة ملف الصحراء الغربية في مجلس الأمن كالعادة من كل شهر أبريل فإن الهدف الرئيس ربما لفت أنظار المغاربة عن حقيقة أزمة النظام الداخلية والصراع الدائر داخل أجنحة الحكم بل داخل الأسرة الملكية نفسها و إن طرد لالة سلمى والدة ولي العهد من القصرو إبعادها عن الأسرة الحاكمة جعل المراقبون للشأن المغربي يثيرون موضوع الجدل القائم بين من يخلف الملك في حالة وفاته قبل أن يصل ولي العهد سنة الرشد ,هل مجلس الوصاية المشكل من قبل و الموجود أصلا أو أخو الملك مولاي رشيد؟ و هذا الأمر هوالذي فسر به تخلي زوجة الملك عنه و هو يرقد في سريره في المستشفى بينما ظهر جميع إخوته الى جانبه. 
حكومة القصر التي يرأسها السيد عالي الهمة و التي هي الحكومة السيادية تقع في مأزق بين خيار أخوة الملك الذين يريدون أن يتم تعيين مولاي رشيد خلفا لأخيه حتى تستتب الامور و إن أمكن يعين بعد ذلك ملكا على المغرب فالأسرة الملكية تريد أخيها و ليس إبن أخيها ( تماشيا مع المثل الحساني لبدلت خويا بولد خويا) و ماعلى الشعب المغربي إلا أن يقول " نعام سيدي" كعادته , و خيار مجلس الوصاية الذي يمكن في فترة تسييره للبلاد تأخذ الأمور منحا آخر تضع فيه الملكة لالة أسمىبصمتها على مسار المملكة بتأثيرها القوي على إبنها ولي العهد خاصة أنها إمرأة طموحة و عنيدة و متمردة حسب ما يصفونها المقربون منها. 
إن هذا الصراع يجد صداه في الأخبار المتسربة عن البعثات الدبلوماسية الغربية المعتمدة في الرباط التي تجمع بان شيئا خطيرا يجري داخل المغرب يمس النظام , البعض يغامر بتأكيده من أن العاهل المغربي محمد السادس قد توفي الأسبوع الماضي. نفس المصادر تؤكد أن هناك تكتما حول الأمر و يتم التحضير لإجتماع موسع بين مسؤولين مغاربة و فرنسيين حول الوضع الأمني العام في المغرب و كيفية إعلان الخبر بالموازاة مع ما يجري في مجلس الأمن من نقاش لقضية الصحراء الغربية. 
الأنظار تتجه الآن الى داخل المغرب تحسبا لأي طارئ و هذا ما نرفز و أربك رجال السلطة في هذا البلد حتى اصطدموا مع الأمم المتحدة التي كذبت إتهاماتهم للبوليساريو بخرق و قف إطلاق النار على لسان الناطق الرسمي باسمها و بالتالي تفقد الدولة المغربية مصداقية ما تقول. حالة الهستريا هذه دفعت بنظام المخزم الى حشر دجاج البرلمان ووزارتي الدفاع و الداخلية في إجتماع طارئ للتحضير لتشكيل خليىة أزمة, في ظاهرها مواجهة ماسموه إنتشار قوات الوليساريو في منطقتي بئر لحلو و التفاريتي اللتين يدرك دجاج البرلمان أكثر من غيره بأنهما محررتان و تحت السلطة الفعلية للجمهورية العربية الصحراوية و باطنها التستر بكل قوة على الصراع الخطيرة الذي تدور رحاهداخل القصر الملكي حتى لا تفلت الأمورمن يد النظام و هو أهون من بيت العنكبوت . 
الدخان الذي يصعد هذه الايام من القصر الملكي لابد من أن تكون تحته نارموقدة ربما تحرق أصابع المخزن و من هنا تأتي حالة الجنون و الهستريا والنرفزة و التفعفيع التى عليها السلطات في الرباط و الأيام القادمة ستعري مايجري في المغرب و داخل مطبخ القصر الملكي نفسه. 
بقلم : محمد فاضل محمد سالم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *