-->

اللجوء من اجل الكرامة


#المقال_رقم_51
جامعة سيدي بلعباس
بقلم الطالبة : الناهة ماءلعينين تقانة

اللجوء من اجل الكرامة

كُتب على الشعب الصحراوي أن يعيش مقسما بين نصف تحت الإحتلال المغربي ونصف مغترب لاجیء عند الجار بعد ان ثار ضد المستعمر الذي جثم على صدره لعقود من الزمن بعد خروج الإستعمار الإسباني.
في مطلع السبعينيات من القرن العشرون إنتشرت الحركات التحرريۃ بالمنطِقۃ وبدأ الوعي السياسي يتسلل في أوساط أقلية من الشباب الذين اتيحت لهم فرصة الدراسة حيث نظموا أنفسهم في خلايا وبدأوا بمحاربة الوجود الإسباني على ارضنا الطاهرة وإلتحمت معهم القواعد الشعبية التي كانت كارهة للإحتلال الإسباني وفجرت ثورۃ ال20 ماي الخالدۃ التي برهنت للمستعمر أنه لا وجود ولا مكان لهم في أرض الساقيۃ والوادي والشعب البدوي الذي عهده استيقظ من غفلته وصوَّب سلاحه اتجاه عدوه.
اعترف الإسبان بالهزيمۃ ولكن ليضمن أن هذه الأرض لن يمتلكها أهلها لابد أن يحل محله مستعمر آخر يكون أقرب لعروبته وأقرب استراتيجيا ، وهنا تأتي اتفاقيۃ مدريد المشؤومة إذا بالجارين المغربي والموريتاني ببركات الإسبان يتكالبوا وينقضوا علينا مثل الذئاب على الفريسة, قنابل النابالم والفوسفور تقصف الأبرياء وتشرد النساء،الأطفال والشيوخ مما اضطر نصف الشعب الصحراوي لترك ديارهم واللجوء الى الجار الجزائري الذي كان وظل رمزا للنخوۃ والأخوۃ فأكرم مثوانا وأحسن وفادنا في جنوب بلاده الأقرب حدوديا للصحراء الغربيۃ.
هناك بدأ الصحراويين بتنظيم أنفسم في مخيمات بينما مقاتلي جيش التحرير الأشاوس في مواجهۃ مستمرۃ مع العدو المغربي بعد انسحاب موريتانيا وتهرب اسبانيا من مسؤولياتها كمستعمرة سابقة لتنظيم الإستفتاء المصيري.
ظناً منا ان العودة ستكون قريبة لأرض الوطن بتوقعات ستكون برفع رايۃ الإستقلال بزغاريد ودموع الفرح و إلتقاء الأحبۃ فهناك نساء في المخيم وأزواجهن وأطفالهن في الجزء المحتل, آباء وأمهات فرقوا عن أبنائهم بقناعة أن التضحيۃ بالغالي واجبۃ حين يغتصب الوطن أويهان. لكن الواقع كان أشد وأمر وقد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد مضى مايزيد على أربعين عام على التغريبة الصحراوية بين شعب لاجيء وشعب تنتهك حرمته وتنهب ثرواته في المناطق المحتلۃ من الوطن.
هذه الفترۃ تعتبر مثالا للصبر والصمود حيث أنتجت شعبا متميزا في كل مجالات الحياة منظم تنظيم منقطع النظير تجربة رائدة فقد حولت أهل الصحراء الغربية من رعاة وبدو الى مجتمع منظم بكوادره وإطاراته المثقفۃ في مختلف الاختصاصات وبمؤسساته القادرة على إدارة الدولة الصحراوية وتسيير شؤون الحياة بمخيمات اللجوء .
لقد عانى شعبنا الأمرين وقاسى في ظروف اللجوء الصعبة ولكن أرضنا الطاهرة السليبة تستحق كل هذه المعاناة ونتمنى على أجيالنا الجديدة أن تواصل درب الآباء الذين عبدوا هذا الطريق بدمائهم الزكية وضحوا بالغالي والنفيس ليتسنى لهم تحقيق امانيهم وضمان مستقبلهم لذلك يجب أن يكونوا على قدر المسوؤلية المطروحة على عواتقهم وأن يكونوا خير خلف لخير سلف وان يكونوا على دراية ووعي بما يحاك لشعبنا وامتنا من مؤامرات تهدف لطمس هويتنا والقضاء على مشروعنا الوطني وان يتخلّوا عن الأنا ويعملوا لصالح الأمة وان يعيدوا مجد أهل الصحراء الغربية الى سابق عهده وذلك بتخليهم عن القبلية النتنة التي يستغلها العدو لتمزيق شعبنا بعد ان عجز عن القضاء علينا بشتى الطرق وان يضعوا قضيتنا الوطنية فوق كل اعتبار شخصي.
ولايجب ان ننسى فضل الشعب والدولة الجزائرية التي احتضنتنا وفتحت لنا ذراعيها ولولا موقفهم المبدئ والثابت من قضيتنا لما تمكنا من إسماع صوتنا للعالم
الدولة الصحراوية حقيقة لارجعة فيها والمسؤولية والحمل كبير على عواتقنا كشباب لمواصلة الدرب حتى تحقيق النصر المنشود واستكمال سيادتنا على كامل ترابنا الوطني وتحقيق حلم امهاتنا وشيوخنا بمعانقة ارضهم السليبة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *