-->

التركيز على هفواتنا لا ينم عن صدق النوايا


على هفواتنا لا ينم عن صدق النوايا:
لا تخلوا ايامنا هذه من قول حق او بعض حق لتمرير باطل عبر مرام سياسية تحمل حنظل يغلفه عسل، ففي الدنيا يلمع ما لم يكن ذهب في كثير من الاحيان، والسياسة بمضونها لا بظاهرها، فإذا كانت الحرب المسلحة خدعة في اصلها، فإن السياسية في زماننا هي الخدعة بعينها وتستغل الدعاية والحرب الاعلامية ومكائد اخرى مطايا للخداع والكذب والتزييف و البهتان والمكر والتلفيق. فلا تمر علينا اليوم ساعة ولا حتى دقيقة الا ونشاهد امرا ظاهره رحمة وباطنة من ورائه العذاب، ونحن جميعا نرجوا من اللّٰه ان يرحمنا بالاستقلال و يرفع عنا عذاب الغزو الهمجي ووسيلتنا في ذلك هو ان نسخر كل جهودنا البشرية، المادية والفكرية لهذا الغرض.
يعارض من يعارض ويوالي من يوالي لكننا مادمنا نخوض معركتنا التحريرية فإننا مطالبون بالالتزام بالاصطفاف في تنظيم واحد موحد لتحقيق هدف واحد هو الاستقلال ولا هَمَّ لنا دونه ولا بديل لنا عن الوحدة في اطار الجبهه الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب فالخروج عن صفها في ظروف كهذه رِدَّة تساعد على التخاذل وتسدِي خدمة قد تكون مجانية للعدو. ان الحدود بين المعارضة و الخيانة في زمن المواجهة مع العدو اشبه ما تكون بحد الصراط، لا يسلم صاحب الاولى فيها من الثانية الا بأعجوبة تثير الشك، ونحن نصلي لله ونمد ايدينا له متضرعين نساله النصر المؤزر والصلاة بشك لا تجوز، قد يتذرع البعض بفساد مزمع غير انه لا يجهل ان الفساد كان في عهد الخلفاء الراشدين و هو الان موجود في دول عظمى تدعي الديمقراطية و محاربة الفساد بامكانيات كائلة، و الاحرى في بلد يمر من الظروف التي نمر بها والتي لاتخفى على احد، لا عجب في ان نطالب بالاصلاح المناسب وتطوير اساليب التسيير وانتقاد بعض الاساليب، لكن النقد شيئ و"آسواغ" شيئ ثاني وشق الصف شيئ ثالث مثل "مَنَاةَ الثالثة"، ولو ان المنتقد قد لا يسلم مما يعيب على غيره، ولكل مقام مقاله، اما الهذيان من راء الحدود فلا ينم الا عن حاجة في نفس صاحب الحاجة التي لا يريد الا قضاءها ولا علاقة له بالوطنية ولا خدمة الوطن لان البيوت تدخل من ابوابها، لا من نوافذها ولا من نوافذ الغير، ومن اراد ان يقترح امرا لن يسد عليه باب وان كان يرى ما لا يراه الناس فهو مرحب به في مكانه وزمانه، ويليق به ان يتريث حتى يتعلم من اين تؤكل الكتف ليمرر رأيه بسلام على ابراهيم وشعبه، ولا يفترض انه هو ادرى من الناس بشؤونهم.
وقد يتعلل بعضهم بدمقراطية مفقودة او انه هو افضل من غيره للتسيير وووو.. وقد يحق في شيئ ويخطئ في الشيئ الاخر، لكن هل من السداد والوطنية والحكمة ان يشكونا لمن باعنا بالثامن والمثمون في وضح النهار ويلجؤ له ليعينه على خلق كيان موازي لم يجدي الاستعمار نفعا امام كفاح شعبنا من اجل الاستقلال؟!! وهو يعلم ان كل الاديولوجيات والتنظيمات السياسية والدينية المزعومة تحت اسماء مختلفة في زمننا هذا ما هي الا عبارة عن غطاء تمويهي لعمل مشترك محبك تنسقه مخابرات الموصاد ومخابرات دول اخرى ليس المغرب ببعيد عنها، في مشاريع مولها مال الخليج ويقصد بها خلق عدم استقرار دائم لتسهيل دخول الدول المهيمنة اقتصاديا لاي بلد ترغب دخوله، وهو عمل مخابراتي متشابك لتحضير عمليات تخريب الدول واخضاعها لمصالحها بطرق شتىى، اما ما للمغرب من اياد في ذلك عبر مخابراته ومخدراته ورشواته فحدث ولا حرج، ام ان حاجة المعني تبرر وسيلته لينسى او يتناسى ما لذلك من ضرر على قضيتنا الوطنية؟!!.. فذكر لعل الذكرى تنفع.
نحن لا حاجة لنا في معاتبة بعضنا او التشكيك به لكننا ايضا لا نرى حرجا في تسمية الاشياء باسمائها، وان اعتبره البعض نصحا فمرحبا وان اعتبرها عتابا، فنحن نوقظ النيام وقد قصدنا ما نعني، اما عتابنا لا يستحقه والى درجة الاعدام، سوى من قرر اعدام شعبنا بكامله؟، افلى يستحق العقاب حتى ولو بالمقاطعة والجفاء كل من يساعده من قريب او من بعيد؟... على غرار من يتصيد اخطائنا لحاجة في نفسه وينفخ في صغيرها ليضخمه ليملا به عيوننا حتى نغفل عن العدو الذي يحتل وطننا ويقتل شعبنا، وان لم يجد لنا اخطاء يصتنعها جورا وبهتانا؟. ويمتطي ذلك عذرا لمزاحمة ممثلنا الشرعي والوحيد للتنفيس على المغرب في وقت نشد عليه الخناق ليلفظ انفاسه الأخيرة، خدمة لنفسه ونزواته حتى ولو كلفه ذلك التحالف مع الشياطين؟، اظن الجواب بديهي.
ألِّ بَاغِي ايْدِيهْ مَا يَدَّرْسُ لاَ إيْدَسَّمْهُمْ
جعنا اللّٰه واياكم سندا وعونا لشعبنا في مسيرته المظفرة لاحقاق حقه في السيادة على وطنه حرا مستقلا.
محمد فاضل محمد اسماعيل obrero

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *