-->

كم آعاني الويلات


#المقال_رقم_27

بقلم الطالبة : مريم علوة محمد سالم
جامعة أدرار Mariam Alua

كم آعاني الويلات :

صحراوية انا ، أحب بلدي و أتمنى أن أعيش فيه حرة بدون خوف او فزع من المحتل المغربي ، أريد أن يجتمع أهلي و يعود من هم في المخيمات و نكون دولة مستقلة أبهى و أجمل ، سئمت السفر ، مللت الترحال ، كرهت العيش كلاجئة ، ما عدت أطيق رأفة الناس و مجاملتهم و عطفهم علي ، لم أعد أتحمل الصدقات و التبرعات و استحسان المنظمات .
أريد العيش مثل كل فتاة في مثل عمري ، أريد ان أشعر بالأمان و بالتفاؤل و العزيمة و الفخر داخل وطني ، أريد ان أحقق طموحاتي و أهدافي ، أريد ان أبني بلدي و ان أكون عنصرا فعالا في مجتمعي .
لكن هذا لن يحدث ما دام المُخَرِب في أرضنا ، يقتل أبنائنا و يشرد عائلاتنا مستعملا كل وسائله البشعة ،
مدعيا أننا نحن من نغزو أرضه و ننتهك حرمة ترابه ، متناسيا أن إسبانيا هي من سلمتنا إليه سنة 1975 .
المُخَرِب يريد أن يبطش و أن يطغى ، يريد ان يزور التاريخ و الحقائق ، من اجل ان يغتصب أرضنا و يضمنا إليه بالقوة .
لكن رغم كل هذه الشدائد و المآسي و القهر و الظلم الذي نعانيه من طرف المُخَرِب إلا أننا لن نستسلم ، و سنقاوم إلى آخر صحراوي فينا .
سنقاومهم بشتى الطرق و سنحمل قضيتنا فوق أكتافنا لنعرفها لكل إنسان في هذا العالم .
نحن لن نسكت و لن نصمت و لن نخاف ، و سوف نصمد إلى أن ننتصر ، و ما أحلى أن ننتصر ..
عندما ننتصر و تتقهقر الجيوش المخربية إلى أوكارها النتنة ، يومها سيرفرف علم بلدي ، و ستعم الفرحة الاجواء ، و تشرق شمس الصحراء الغربية .
سيعود كل المهاجرين ، و تلتئم الجراح ، و يلتقي الشمل ، و يبدأ عصر جديد في وطني ، لن نضطر للدراسة في الخارج و لا العيش في مخيمات ، و لن نعتمد على المساعدات ، بل سنستفيد من أدمغتنا الفذة لرسم الاستراتيجيات ، و سواعد أبنائنا لبناء البنى التحتية ، و صبرهم و طموحهم لتحقيق قفزات نوعية ، و سنعيد بناء وطننا الحبيب و مسح كل معالم المخرب .
سنستثمر في علاقاتنا الاقليمية و الدولية و سنشكل قوة اقتصادية أطلسية و عربية و افريقية .
و سوف أحقق انا الفتاة الصحراوية الدارسة بالجنوب الجزائري أهدافي و سوف اكون وزيرة أو مستشارة أو سفيرة لدولة الصحراء الغربية ، او أستاذة جامعية في إحدى جامعات الصحراء الغربية ، و مثلي الكثير من الفتيان و الفتيات الذين سيحققون طوحاتهم و الظفر بوظائف داخل بلدنا و العمل على تطويرها في شتى المجالات .
و سوف أعلم ابناء ، وطني كيف يحب بلدهم و يعشقه إلى النخاع ، ، سيكونون هم جيل المستقبل نربيهم على حب هذا الوطن الغالي الذي نفديه بأرواحنا .
لكن هذه ليست أحلاما و إنما حقوق طبيعية .
أليس من المفروض ان نعيش في سلام ؟ ، أليس من حقنا تقرير مصيرنا ؟
ألم ينص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على حق الشعوب في تقرير مصيرها ؟
فلماذا لا تتدخل الهيئات العالمية و تمنحنا الاستقلال ؟ 

Contact Form

Name

Email *

Message *