-->

الانشقاقات داخل مبادرة التغيير هل هي بداية النهاية؟


فيما كانت الانظار تتجه نحو سان سيباستيان ببلاد الباسك لما سيتمخض عنه الجمع العام الاول لمنتسبي ما يعرف بـ "المبادرة الصحراوية للتغيير" التي ظهرت مؤخرا واثارت الكثير من اللغط، خاصة انها ولدت في ظروف صعبة تمر منها القضية الصحراوية، وفي ذروة المعركة القانونية بين الاتحاد الاوروبي وجبهة البوليساريو حول مسألة النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية ومحاولات الالتفاف على قرار محكمة العدل الاوروبية، والبحث عن خدش تمثيلية جبهة البوليساريو للشعب الصحراوي والاجتهاد في اعتماد محاورين من خارج جبهة البوليساريو بالمناطق الصحراوية المحتلة للتشاور والنقاش لاضفاء الشرعية على اتفاقيات الصيد والتجارة المتناقضة وقرار محكمة العدل الاوروبية الذي يعتبر الصحراء الغربية اقليما مستقلا عن المغرب وفق القانون الدولي، وبالتالي ابرام اي اتفاق بدون موافقة جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي يعد انتهاكا لسيادة الاراضي الصحراوية فكان هاجس الكثير من الصحراويين من تحول المبادرة الى بداية لمحاولات العبث في منازعة المثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي المعترف به امميا ودوليا دون ادراك للمخاطر المحتملة خاصة ان المبادرة اعلنت انها بصدد التحضير لجمع عام وشكلت لجنة تحضيرية لتقديم مشروع متكامل فيما يشبه تيار سياسي قبل موجة الانشقاقات التي عصفت بالجمع العام ووضعت مصداقية المبادرة على المحك. 
إذ ان المبادرة التي لم تفلح في تحقيق الانسجام داخل عناصرها والتوافق بدائرتها الضيقة في تحديد المرامي والاهداف والخروج بتصور واضح لما تطمح له، فضلا عن البون الشاسع بينها والقاعدة الشعبية وافتقاد المؤهلات النخبوية الثورية لاغلب قياداتها،  ما اعطى الصورة بانها ليست جديرة بقيادة قاطرة اصلاح او تغيير هي في امس الحاجة اليه من غيرها، كما ان اي مبادرة لا تستجيب لتطلعات وطموحات الشعب الصحراوي في تعزيز المكتسبات الوطنية والمضي الى الامام باحراز مكاسب وانتصارات جديدة وتقريب ساعة النصر محكوم عليها بالفشل مثل سابقاتها التي اثبتت التجربة انها مجرد طموحات شخصية في قوالب تصحيحية وهو مالم يعد ينطلي على الشعب الصحراوي الذي يخوض معركة تحرير لا مجال فيها للمساومة او التراجع او العودة الى الوراء.
إن اي مبادرة للاصلاح او التغيير نحو الافضل يجب ان تنطلق من الداخل وتضع في سلم اولوياتها واهتماماتها تسريع رحيل الاحتلال المغربي وبعث الامل في المقاومة الوطنية وعكس قيم التضحية والبذل ونكران الذات وردم الهوة بين اطر الجبهة الشعبية داخل وخارج السلطة والعمل على تقوية مؤسسات الدولة الصحراوية كضامن لاستمرار المشروع الوطني وتكريس دولة المؤسسات والضغط في اتجاه تطبيق مقررات المؤتمر الشعبي العام الاخير والانخراط بجدية في معالجة الاختلالات ومواطن الضعف بالنزول للقواعد الشعبية ومشاركتها ظروف اللجوء والحرمان التي سببها الاحتلال. 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *