-->

حادثة المنصة وفشل ماركون في الوساطة بين ترامب والملك المغربي


دفع ملك المغرب ثمنا باهضا جراء جلوسه في الصف الأول، مع الكبار، غداة تخليد ذكرى مرور مائة عام على نهاية الحرب العالمية الاولى. في كل القمم التي تحتضنهارباريس يتحمل الرئيس الفرنسي ثقل الملك المغربي، ويُجسله في الصف الأول مع الكبار في محاولة لجعل القط يبدو كألاسد. لكن الحقيقة أن تواجد الملك المغربي في الصف الأول كان مثل تواجد قط منفوخ مبتل بين الأسود. والمشكلة ليست تواجد الملك المغربي نفسه في الصف الأول، لكن، أكثر من ذلك، أنه أتى بولي عهده ليجلسه بجانبه وهو ما يعتبر إهانة للحاضرين خاصة بوتين وميركل وترامب. يبدو أن ماركون أخطأ خطا فادحا لسماحه لهذه المهزلة أن تحدث. فتواجد الملك المغربي وولده الصغير بجانبه في منصة يجلس فيها ترامب وبوتين ومركل وماكرون شكَّل نقطة سوداء في ترتيبات البروتوكول الفرنسي. فبوتين حين أراد أن يسلم على الصف الأول، صف الكبار، تفاجأ بوجود هذه القطعة البشرية غير المنسجمة مع التقاليد، فصافح زوجة ترامب وجذب يده حتى لا يلطخها بالسلام على هذا الكائن البشري غير المؤدب الذي يجلس ويُجلس ولده بجانبه في صف الكبار. ترامب، أيضا، مثله مثل بوتين أظهر انزعاجه من وجود هذا الملخوق في الصف الأول. حسب لبروتوكول الفرنسي يبدو أن المنصة كانت معدة بعناية سياسية فائقة كي تجلس ميركل وتجلس بجانبها زوجة ترامب ثم يجلس ترامب بجانب الملك المغربي. لكن، وللتعبير عن الانزعاج، دفع ترامب بزوجته كي تجلس بينه وبين هذا الكائن غير المرغوب فيه. والمشكلة التي ازعجت ترامب كثيرا هو أنه حين همَّ، مرغما، بمصافحة الملك المغربي نشق هذا الأخير وسعل وربما مسح مخاط أنفه بيده، وهو ما جعل ترامب ينزعج أكثر ويتقزز. ويبدو ان تويتر حين قال بالحرف: سعدت بلقاء بوتين واصدقاء اخرين وحتى باتمان كان حاضرا كان يعني الملك المغربي. فترامب كان منزعجا وهو ينظر إلى هذا الكائن البشري، ملك المغرب وهو ينخر ويشخر وسط زعماء محترمين. لقد ندم ماكرون كثيرا وهو يتعرض للسخرية بسبب استماعه لملك الملك وبسبب تقريبه له وحجز كرسي له في الصف الأول. 

ترتيب المنصة، حسب البروتوكول الفرنسي، لجعل الملك المغربي يجلس بجانب ترامب هو إجراء مفبرك وفي غير محله وغير بروتوكولي إطلاقا، وربما أعتبره ترامب إهانة له وأفشله حين أجلس زوجته بينه وملك الاحتلال. وفي الصور والفيديوهات الملتقطة تُظهر أن ملامح ترامب كانت غاضبة، وكان ينظر إلى الملك المغربي غير المؤدب يتوعده بالعقاب، خاصة بعد أن صافحه الملك بيد كان يمسح بها مخاط انفه قبل المصافحة بثواني..
محاولة إجلاس الملك المغربي غير المؤدب بجانب ترامب في الصف الأول هو حادثة مفبركة، وهو إجراء تم إعداده منذ مدة بالتشاور بين ماركون والملك المغربي يحاول فيها ماركون، من خلال المنصة، القيام بوساطة، ولو في الصورة، بين ترامب والملك المغربي. فترامب منذ مدة وهو يتحاشى لقاء هذا الملك المزعج بطريقة لباسه وبسعاله ونشيقه المتواصل وكلامه الخافت، وزادت حاجة الملك للقاء ترامب لمحاولة التأثير عليه بعد تعنت الولايات المتحدة في قضية الصحراء الغربية، وفرضها التجديد للمينورصو لمدة ستة أشهر فقط بدلا من سنة وهو ما يطالب به المغرب وفرنسا. النقطة الثانية التي سيحاول الملك إثارتها مع ترامب هي انه سيشكو له جون بولتون مثلما شكى لبوش بيكر سنة 2004م. 
ما يمكن حدسه من حادثة المنصة أن وساطة ماركون بين الملك المغربي وترامب قد فشلت في النهاية، وأن التوبيخ عاد لماركون.
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *