-->

الرد المناسب في الوقت المناسب


ان خطاب محمد السادس في عيد ما يسمى "المسيرة"، عبارة عن تكريس لاحتلاله للصحراء الغربية، لقد اسال هذا الخبر الكثير من الحبر، من عناوين في مختلف المواقع و التحاليل، و هذا لا يعني اهمية الخطاب، الذي ركز على تبرير الملك المغربي لعلاقاته مع الجارة الغربية الجزائر، و انما هو عبارة عن هروب من الواقع المغربي اولا، و البحث عن جديد يشغل به شعبه، و كأن المغرب لا يدرك بعد انه تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
اننا نحن الصحراويون ندرك كثيرا علاقاتنا بكلا الطرفين، و انهما على طرفي نقيض من قضيتنا، فالجزائر تعتبر قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار لم تكتمل فصولها بعد، و انها ضمن لوائح الامم المتحدة للاقاليم التي لا تتمتع بحكم ذاتي بعد، و على المغرب ان يصنف الجزائر كتصنيفه للكثير من الدول ألتي تقف الى جانب الحق في تقرير مصير الشعوب.
الكثير منا نحن الصحراويين يتعجل امر الرد من الشقيقة الجزائر و كأن الجزائر لا يهمها الا خطاب السادس.
إن الجزائر بلد يعرف كيف و متى يرد، اذا اراد ذلك، و ان كان له مصلحة فيه، و يجب علينا جميعا ان لا نعطي لذلك الخطاب الاستعماري اكثر من حقه، كونه فقط خطاب للهروب الى الامام، و محاولة لرمي الكرة بالملعب الجزائري، دون ان تعير ذلك اهتماما لان الملعب غير نافع و غير صالح اصلا للعب فيه و وقت المبارات لا يناسب الفريق الجزائري.
ان اعلامنا و كتابنا و ومواقعنا اعطت زخما كبيرا لهذا الخطاب و كأنه الغائب المنتظر الذي قد ياتي بالجديد و كيف ياتي بالجديد و قد جاء في المناسبة الأليمة للشعب الصحراوي الم يدرك بعد ابنائنا ان الوطن اغتصب في مثل هذا التاريخ قبل 43 سنة مضت ضحى خلالها الشعب باغلى ابنائه و لا زال يقدم الغالي و النفيس من اجل ذلك.
ان تجاهل ملك الاحتلال للطرف الصحراوي هو في حد ذاته هروب من واقع مفروض قد يكتسب طابعا جديدا بعد محادثات جنيف المرتقبة تحت رعاية المبعوث الخاص للامين العام للمنظمة الدولية.
بقلم:بلاهي ولد عثمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *