-->

اسبوعية الصحراء الحرة، ثلاثة وأربعون سنة.. مواكبة القضية الوطنية ، بصيغة مهنية راقية


تأسست جريدة الصحراء الحرة يوم 13/11/1975، قبيل توقيع اتفاقيات مدريد الثلاثية بيوم واحد , وسط ظروف غاية في التعقيد , لكن الإرادة الصحراوية تبلورت من خلال التأثيث لعمل إعلامي أطره حينئذ مناضلون متطوعون , وبتعاون كامل مع لجنة العلاقات الخارجية , مما شكل مدرسة مر منها لاحقا عدد كبير من اطر الجبهة الشعبية.
العدد الأول من جريدة الصحراء الحرة كان عبارة عن أوراق على آلة النسخ،وصدرت منه أعداد قليلة بالعربية والاسبانية والفرنسية . لكن العدد الثاني كان جريدة من حيث الشكل والمضمون..خلال هذه المرحلة اختصر دور الجريدة على نشر الأخبار(البلاغات العسكرية) .
ورغم المشاكل التقنية وضعف الموارد، إلا أن الجريدة لعبت دورا هاما في التعريف بالقضية الصحراوية ومستجداتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية إضافة إلى التوثيق في الجوانب التاريخية والقانونية والثقافية للنزاع في المنطقة.
وحين صدر العدد الأول في 13 نوفمبر 1975, كان عبارة عن مقال تعبوي على الآلة الراقنة إستنسل وحمل عنوان ” الدكتاتور والأمم المتحدة ” تضمن مقاربة بين النظام التوسعي في المغرب ونظام هتلر النازي في ألمانيا , حيث رسم صورة بين نظام الرباط والذي أكتوت كل المنطقة بحروبه التوسعية بدءاً بموريتانيا مروراً بالجزائر وأنتهاءاً بالصحراء الغربية ونظام هتلر وقبله بسمارك رغم البون الشاسع بين قوة النظامين , متوقفا عند هزيمة التوسعية وأطماعها أمام “المحكمة الدولية” في لا هاي اكتوبر 75.
كبوات ومكاسب
وخلال تتبع لمراحل تطور جريدة لصحراء الحرة من شهرية إلى نصف شهرية وصولا إلى أسبوعية , وبعد توقفات محكومة بظروف استثنائية , وإن توقفت سنوات بفعل مشاكل تقنية , وإن أختزلت في العربية مع صفحة بالإسبانية لكنها عادت للصدور لتحافظ على الانتظام , مع مساحة للغة الاسبانية التي تتوسطها بأربع صفحات , بعد كل هذا لا بد أن يستوقفك في كل أعدادها أنها سعت لبناء الإنسان والمؤسسات الوطنية , حيث ساهمت بتحقيقات وضعت اليد على مكامن الخلل, ساعية بحس صحفييها وغيرتهم النضالية أن تبني الإنسان الصحراوي , حاملة رسالة الصحافة الوطنية الملتزمة بمبادئ وأهداف ثورة العشرين من ماي الخالدة , وبدت منذ لحظة ولادتها وكأنها تضع جميع تفاصيل الوطن أمامك, و هذا ما نقف عليه من خلال تغطيتها المميزة لكثير من الاستحقاقات الوطنية من مؤتمرات الجبهة ومناسبات وطنية , وبرامج خاصة ….
وبقدر ما نحن بحاجة لتحديث أساليبنا الصحفية لتواكب الثورة التقنية التي شهدها العالم فيما يعرف بجماهيرية الإعلام , نظل بحاجة إلى مزيد من تعميق الوعي بضرورة المعالجات الصريحة والدراسات و التحري في مختلف الميادين , لتظل جريدتنا منبرا لتوجيه الرأي العام نحو كل ما من شأنه الدفع بقضيتنا وتطورمجتمعنا نحو تحقيق النصر والاستقلال .
ومن هذه الزاوية نستغل المناسبة لتوجيه دعوة عامة لكتابنا ومبدعينا , بأنهم إذا لم يبادروا بمساهماتهم ضمن أركان جريدتهم الصحراء الحرة , فإنها ستظل دون المطلوب , مثلما سيطل هم كذلك غير مدركين لأهمية التدوين ودوره في خلق فضاءات التنافس , واغناء المدارك بالآراء والأفكار …..
الرقمنة
وقد تعززت الجريدة بموقعها على شبكة المعلومات الدولية , وقد عرف خلال هذه السنة نقلة نوعية بالوجه العالم الأزرق من نوافذه المتعدد ضمن نسق جماهرية الإعلام , لتظل حاملةً رسالة الشعب وهم القضية , ولتبقى وسائطنا الوطنية لسان حال الوطن وقضاياه , وأن يظل إعلام الدولة الصحراوية متزن يتحمل مسؤولية مواجهة ترسانة دعاية العدو , ويشق طريقه باقتدار , ويلملم الوطن بكافة تفاصيله ليصير المنبر الأول الذي على عتباته الورقية و الرقمية يمر كل صحراوي يريد أن يتحسس نبض الوطن , وكل قارئ أو متصفح تشده عدالة القضية الصحراوية .
المصدر: الصحراء الحرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *