الطاولة المستديرة اخر بالونات الالهاء في مسار العبثية
تسمية او مصطلح "الطاولة المستديرة"او " المائدة المستديرة", وهي طاولة بدون رأس او جوانب للتعبير عن الندية والتساوي في المعاملة, وتعني في الاصطلاح السياسي المفاوضات التي تجري بين الاطراف المعنية على مستوى متكافيئ , حيث يقوم قائد المناقشة بادارة النقاش باسلوب شبيه باسلوب التنشيط الفكري, وعادة ماتكون بداية لمناقشة مصادرها خبرات المشاركين. هذا ما نحن ذاهبون اليه اخيرا بعد 27سنة ونيف !... انها المقاربات والمفاهيم ..انها حروب ومعارك اسلحتها الضغوط والمفاهيم والمصطلحات وادواتها المرموقين والمتمرسين وذوي الخبرات .
انها العبثية, وان كانت عبثية هذه المرة بدات من العنوان الذي بجعل من القضية في الذيل وفي خطوات لم تبدأ اصلا , ولكن نتمنى ان تكون اخر محطات العبثية في مسارالقضية الصحراوية واستهتار المملكة المغربية وحلفاؤه الدوليين وغيرهم, لانها اتت على الاقل بعنوانها الاخير والذي يخطو في مسعى مفضوح نحو مقاربات المملكة المغربية والابتعاد عن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال بجعله –في طاولة مستديرة عنوانها : التطورات الاخيرة, معالجة المسائل الاقليمية, ومناقشة الخطوات التالية في العملية السياسية المتعلقة بالصحراء الغربية.- "للامانة هذا هو نص الطاولة المستديرة في تقرير مجلس الامن2440/2018".
هذا وغيره من الغموض يجعلنا نتسأل اليوم ما الذي يحدث؟؟ . ببساطة وبدون اطالة.. المملكة المغربية رفضت رفضا قاطعا الذهاب الى استفتاء غير مضمونة نتيجته لصالحها ... انها الحقيقة وعرابة المملكة المغربية "فرنسا"عضو دائم في مجلس الامن ..وخوفا من سقف البند السابع الملوح به والذي لن يحدث – او على الاقل ان لم تضمن فرنسا للمملكة المغربية السيادة او ما شابهها", وسعيا لتغطية عجز مجلس الامن , رفعت بافتة المفاوضات المباشرة ولمزيد من العبثية والابتعاد عن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال"ان تتم المفاوضات تحت بند توافق الاطراف وبما بضمن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير"
غاية المملكة المغربية واضحة منذ عدم تنفيذه نقطة تقليص قواته ومركزتها. " قال المتنورين حينها – في اجتماع اللجنة الوطنية للاستفتاء- 03/09/1991-ثلاثة ايام قبل وقف اطلاق النار-" وخلال نقاش وقف اطلاق من عدمه وعندما ربط احد الاخوة وقف اطلاق بتلك النقطة لانها تثبت حسن النية على الاقل شكلبا- قال المتنورون حينها اننا نريد الاسراع في تنفيذ المخطط ولانريد التعقيدات من" عند الكيمة". اعود واقول غاية المملكة المغربية هو كسب الوقت وتحت اي بافتة, واطلاق بالونات الالهاء, والعبث بالصحراويين وبحقهم في الحرية والاستقلال.
ومن الاحداث المثبتة وليست القراءات والتحاليل ثبت ان المملكة المغربية لم ولن تسع الى الحل الا مرغمة ولها ما تسوق في السر وفي صيغ الاستجداء للحريصين على حمايتها والحفاظ على صنفها من الانظمة, وهذا بعض منها :
1- عدم تنفبذ تقليص"تخفيض قوات المملكة المغربية في الاقليم" ومركزتها في نقاط محدد خارج الاقليم.
2- عدم الافراج عن جميع السجناء والمعتقلين السياسيين, او الكشف عن مصيرهم.
3- عدم اتمام اطلاق سراح الاسراء الصحراويين "عدا 66اسير" ولم يفصح عن مصير الباقي .
4- الخروقات العديدة من قصف التفاريتي والبئرلحلو الى رالي باريس-دكار, ناهيك عن وضع اعلام المملكة المغربية على مباني البعثة, وترقيم الياتها" المينورصو" وختم الدخول والخروج من العيون, وقتل وخطف المناضلين في المدن المحتلة وتهديد سلامتهم البدنية, وسحل النساء الصحراويات, والمحاكمات الصورية وتسليط احكام المؤبد, واجراء مسرحيات الانتخابات في مدننا المحتلة, واقامة الفعاليات الدولية.
كل هذا وغيره لا يعني شيئا للمنتظم الدولي, ولايرقى الى مستوى التنديد ولو مرة على مدى اكثر من 27سنة! اليس هذا عبثا واستهتارا والاغرب انه حدث ويحدث امام هيئة"المنورصو" التي ينظر لها على اساس انها تنتظر الاشراف على تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي*
هذا فيما يخص بعض من نصوص المخطط, اما نحن"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"فقد نفذنا جميع النصوص بالحرف " عند كلبت لحوافر كما يقال". اما الجوهري والذي لم يترك مجال للالتباس فهو رفض المملكة المغربية وتملصها العلني و الصريح من مخطط التسوية "Para.48,S/2002/178.09/02/2002. " ورفعها سقف الاستهتار والعجرفة بقولها "اريده استفتاءا تأكيديا لمغربية الصحراء والسيادة والوحدة الترابية لا مساومة عليها", وتوالى الرفض والتعنت من مفاوصات"04 رسمية, 09غيررسمية" من هيوستن الى نيويورك."11/03/2012.
كل هذه السيناريوهات كانت ولازالت وستظل تستهدف التأثير على طاقة الصحراويين القتالية واستعدادهم للضحية وزرع الضبابية وفقدان الامل في تفوسهم ,وترك الاجيال تحت مختلف المؤثرات وتفكيك البنية الاجتماعية في حرب نفسية بالوكالة"عن النظام المغربي",في اطار ما يطلق عليه- حروب الجيل الرابع-. وحتى تكون هذه الحرب بالوكالة مستصاغة, ضمنت لها تغطية"الاعتراف واجماع دولي على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره", ولكن باي شكل وباية كيفية في ظل امر واقع يحاول العدو- المملكة المغربية- جعله واقعية سياسية وهو:
1- ان المملكة المغربية ورغم صبغة الاحتلال بالقوة تمارس ادارة الاقليم وتستفيد من خيراته.
2- جيش المملكة المغربية مصدر تهديد النظام الملكي-سابقاعلى الاقل- المنشور والموزع على طول 2200كلم, والذي يفضل النظام الملكي رمه في البحر على ارجاعه من حرب تورط فيها ابوه ولم يملك هو الشجاعة بعد للاعتراف بذالك.
3- جنرالات الريع في المملكة المغربية والمستفيدين من معاناة المغاربة: من جنودا مبعدين وعائلات يحصد البرد وويلات الاهمال والتفريط مئاتهم.
4- المرور لافريقيا عبر خرق صارخ لاتفاق وقف اطلاق النار من خلال"معبر الكركارات" وجعله بوابة ومتنفس لاقتصاد المملكة الم
5- الاستفادة من ميزانية "المينورصو" من خلال تحويل اكثر من 80% من ميزانية البعثة الى الخزينة المغربية مقابل السلع والخدمات التي تستفيد منها البعثة(اكل,شرب, محروقات,....وخدمات اخرى).
لقد اتضح امام الراي المحلي والعالمي ان مجلس الامن والمنتظم الدولي تواطؤوا مع فرنسا والمملكة المغربية يوم رفضت المملكة المغربية مخطط التسوية المصادق عليه في القرار(.690/1991 )., وتم استصدار القرار :1754(2007)., الذي يدعو الاطراف للدخول في مفاوضات ..."مباشرة او غير مباشرة.".. غير مهم لان الاهم هو لماذا هذه المفاوضات من جديد.! الم يكن مخطط التسوية الذي وافق عليه الطرفان ضمن قرار مجلس الامن المؤسس للمنورصو والمحدد لاسمها ومأموريتها وليد مخاض عسير من المفاوضات والوساطات الافريقية والدولية.!!
المفاوضات الموضوعية والجدية هي تلك التي ادت الى مخطط التسوية. اقول موضوعية وجدية في ظروفها وهي بالطبع تحت نيران البنادق. اما مفاوضات مفتوحة"تحت بند توافق الاطراف" بعد رفض المملكة المغربية الصريح لنتيجة نظيرتها فهي العبثية عينها., وهنا علينا ان نستفيق لانفسنا وندرك المخاطراو بالاصح ان يدرك القائمون على شأننا ومصيرنا المخاطر ويقدروا الموفق حق تقدير, ويسارعوا بدفع المنتظم الدولي للقيام بدوره الكامل في الضغط على المملكة المغربية للانصياع للشرعية الدولية او الرجوع لخياراتنا الذاتية التي عرفها العدو قبل الصديق, واخيرا نتمنى ان تكون نتائج المحادثات القادمة جدية ومثمرة وحاسمة اكثرمما يفهم من عنوانها.
بقلم: فظلي احمد لبهيدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هذا الاسم لدينا اصبح يرد ويكرر باسم"شعب الصحراء الغربية" وهوتعبير قد يعني الكثير مستقبلا في ظل النمو الديمغرافي في الاقليم وتطورالحقوق الكونية المكتسبة في ذات السياق.