-->

احتجاجات السترات الصفراء بفرنسا.. صدامات مع الأمن


اشتبكت الشرطة الفرنسية مع محتجي السترات الصفراء اليوم في الأسبوع الخامس للاحتجاجات التي تشهدها البلاد
وسار مئات من المتظاهرين قرب قوس النصر بوسط باريس في ظل انتشار أمني مكثف، ولوح محتجون بالأعلام وحملوا لافتات، وحاولت الشرطة منع تقدمهم مطلقة قنابل الغاز المدمع حين اندلعت الاشتباكات، وقد وضعت الشرطة حواجز على الطريق لتفتيش السيارات سعيا لاحتواء أي أعمال عنف.
وقال مراسل الجزيرة بباريس محمد البقالي إن حالة من الكر والفر شهدها شارع الشانزليزيه بين المحتجين وقوات الأمن في ظل حالة من الاحتقان، وقد أغلقت المتاجر الكبرى في الشارع الشهير أبوابها خشية وقوع عمليات نهب قبيل الاحتفالات بعيد الميلاد.
وأوقفت الشرطة أكثر من 110 أشخاص حتى الآن في باريس وحدها، وأعلنت السلطات حالة التأهب الأمني ونشرت ثمانية آلاف من أفراد الأمن وعشرات الآليات المدرعة في شوارع العاصمة. يترافق ذلك مع عمليات تفتيش مشددة في الطرق ومحطات القطارات ووسائل النقل العام في باريس.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن كل المطالب التي رفعها اليوم أصحاب السترات الصفراء كانت سياسية، تمثلت في استقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإنشاء هيئة تأسيسية وتعديل الدستور، بالمقابل اختفت المطالب الاجتماعية والاقتصادية.
وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن أكثر من 33 ألف متظاهر خرجوا اليوم في كل أنحاء فرنسا، وحوالي ألفي متظاهر بباريس، وهو رقم أقل بكثير من الاحتجاجات السابقة، وأضاف مراسل الجزيرة أن تناقص أعداد المتظاهرين يعزى من جهة للوعود التي أطلقها ماكرون لتلبية مطالب المتظاهرين والتدابير التي اتخذها، وكان قرابة 77 ألفا من السترات الصفراء احتجوا السبت الماضي.
هجوم ستراسبورغ
كما يعزى تراجع زخم احتجاجات السترات الصفراء إلى هجوم ستراسبورغ الذي وقع قبل أربعة أيام، وقد دعت عقبها وزارة الداخلية إلى تهدئة الأوضاع، محذرة من أن قوات الأمن أصبحت غير قادرة على تأمين البلاد في فترة أيام الأعياد بسبب استمرار احتجاجات السترات الصفراء.
وكان مسؤولون وبعض قادة الأحزاب دعوا السترات الصفراء إلى التوقف عن حراكهم بعد أن استجاب الرئيس ماكرون لكثير من مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، ومنها رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على المعاشات.
يشار إلى أن حركة السترات الصفراء بدأت الاحتجاج في التقاطعات والميادين في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اعتراضا على زيادة الضرائب على الوقود وارتفاع كلفة المعيشة، لكن سرعان ما اتسع نطاق الاحتجاجات على سياسات ماكرون الاقتصادية. وأدت احتجاجات عطلات نهاية الأسبوع في باريس إلى أعمال تخريب واشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
المصدر : الجزيرة + وكالات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *