-->

البوليساريو ستشارك في مفاوضات جنيف في إطار “خارطة طريق واضحة حددها قرارا مجلس الأمن الدولي (دبلوماسي صحراوي)


أكد ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا, ابي بشرايا البشير, اليوم الثلاثاء, أن الشعب الصحراوي وقيادته ينتظران أن “يشكل لقاء جنيف غدا محطة أولى نحو تمكين شعبنا من حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه”, مشددا على تمسك الجبهة بهذا الخيار كحل وحيد لقضية الصحراء الغربية.
وفي إتصال هاتفي مع وكالة الانباء الجزائرية, أوضح ابي بشرايا, أن ممثلي الجبهة سيشاركون في مفاوضات جنيف في إطار “خارطة طريق واضحة حددها قرارا مجلس الأمن الدولي الأخير” تتأسس على ثلاث نقاط رئيسة هي تحديد طرفي النزاع بعناية ووضوح ألا وهما دولة الاحتلال (المملكة المغربية) والممثل الشرعي للشعب الصحراوي المحروم من حقه في تقرير المصير منذ أكثر من أربعة عقود (جبهة البوليساريو).
وترتكز النقطة الثانية حسبه, في “الدعوة لمفاوضات مباشرة بين الطرفين دون شروط مسبقة وهو ما يعني في تقدير المسؤول الصحراوي “اسقاط الاشتراطات المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي وأخيرا تحديد الهدف النهائي للمسار ألا وهو تمكين
الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير وفقا لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة”.
وعليه, يضيف ممثل الجبهة, فان إطار التفاوض مع الجانب المغربي “واضح”, وقد تم تحديده من طرف مجلس الأمن الدولي, غير أنه بالمقابل توقع “كل أشكال المناورات التي قد يلجأ اليها الاحتلال المغربي لإفشال المسار السلمي” والتي شدد على ان
الجبهة مستعدة للتصدي لها كما فعلت في لقاءات سابقة.
وقال المسؤول الصحراوي, أن جدول الاعمال المقترح خلال المفاوضات “ينسجم من الناحية المنهجية مع واقع أن هذا الموعد هو الأول من نوعه منذ ست سنوات, وهو لقاء تمهيدي لكسر الجليد وبداية مسار يجب أن يكلل بحل النزاع من خلال تمكين
الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال”, مبرزا أن “المواضيع المقترحة تتعلق بتقييم المسار منذ توقفه سنة 2012 الى اليوم, وكذا نقاش الخطوات القادمة من العملية التفاوضية بعد موعد جنيف, بالإضافة الى الأوضاع في المنطقة عموما”.
ومن المنتظر أن تعبر جبهة البوليساريو خلال اللقاء عن وجهة نظرها المعروفة بالنسبة للجميع, والتي تبقى -كما قال -“منسجمة تماما” مع الوضع القانوني للنزاع وللإقليم وبصفتها كممثل شرعي, مشددا على “إستعداد الجبهة لدفع نصيبا من
فاتورة السلام العادل والنهائي, دون المساس بحق شعبها المقدس في تقرير المصير وسيادته على أرضه من خلال امتلاكه الحق الأوحد في تحديد وضعها القانوني النهائي” الذي سيبقى كما قال “خطا أحمر” بالنسبة لنا وهو كذلك بالنسبة للقانون الدولي.
ويرى السيد ابي بشرايا, أن “الانتكاسات العديدة” التي تعرض لها المغرب مؤخرا, قد تكون السبب وراء عودته الى طاولة التفاوض بالرغم من رفضه لها منذ سنة 2012, سواء على المستوى الافريقي أو الاوروبي وحتى على المستوى الاممي لا سيما بعد
أن صادق مجلس الأمن الدولي على قرارين 2414 (أبريل 2018) و2440 (أكتوبر يرسمان خارطة طريق واضحة للتفاوض والضغط من خلال تقليص تمديد البعثة الى 6 أشهر بدل سنة, وبالتالي بعثت الامم المتحدة برسالة ضغط مهمة للمغرب بأن
الرهان على الوقت لم يعد مقبول.
وبالتالي فإن هذه المعطيات في مجموعها, أحدثت-في راي السيد ابي بشرايا- “تغييرا في موازين القوة”, وجعلت المغرب “يحس أن الخطوة الأقل ضررا بالنسبة له هي قبول دعوة الأمم المتحدة والمشاركة في المسار التفاوضي الجديد”.
وأضاف ممثل البوليساريو بالقول “نعول على شخصية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية, هورست كوهلر, ووزنه وذكاء المنهجية التي يتبناها الى الآن في مقاربة الوساطة من اجل الدفع الى الحل لكن المشكل لم يكن في أي يوم من الأيام مشكل وسيط ولا اتفاق يوقع عليه بين الطرفين إنما المشكل الجوهري الذي عرقل كل الجهود في الماضي هو عدم امتلاك المملكة المغربية للإرادة السياسية لحل النزاع”.
وإعتبر المسؤول, أن رهان المغرب على الوقت جعل الحل الأمثل بالنسبة له هو “اللاحل” في ظل غياب ضغط دولي حقيقي تجاه المغرب خلال العقود الأخيرة, مما جعله يشعر وكأنه في مأمن من أي عقاب وبالتالي لا يحس بأدنى ضرورة للتفاوض أو التنازل, وهنا يبرز التحدي الأكبر أمام الرئيس الالماني السابق كوهلر وامام مجلس الأمن الدولي.
وأعرب في الاخير ممثل الجبهة عن “أمله” في ان يتم الضغط على المغرب, بشكل حازم, من طرف الوسيط ومن طرف الولايات المتحدة الامريكية ومن طرف العواصم الدولية النافذة بضرورة الاسراع في ايجاد تسوية للنزاع على أساس عادل وان
الرهان على “الأمر الواقع لم يعد مقبولا لنكون بالفعل في بداية الطريق نحو الحل, أما بخلاف ذلك, فان المغرب سيتعامل مع جنيف, كما تعامل مع لندن ولشبونة و هيوستن و منهاست وغيرها من المواعيد التفاوضية”.
غير أنه حذر من أن الاختلاف الخطير اليوم “هو أن الوضع على الارض لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة, ولعل تجربة الكركارات خير دليل على ذلك”.
للإشارة ينتظر أن يلتقي طرفا النزاع في الصحراء الغربية, المغرب وجبهة البوليساريو, يوم غد الأربعاء, بجنيف السويسرية في مفاوضات تحت إشراف المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية, هورست كوهلر, لمناقشة الخطوات المقبلة التي من
شأنها إعادة بعث المسار السياسي, وتقييم التطورات المسجلة منذ وقف مسار منهاست في 2012.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *