-->

للقاء خاص اجراه قسم الاعلام لإتحاد شبيبية الساقية الحمراء و واودي الذهب مع مؤسسة نشطاء للإعلام وحقوق الانسان


ماهي الفكرة التي جائت بها مؤسسة نشطاء ؟
بداية شكرا على تنظيم هذا الحوار . علاقة بالسؤال المطروح أقول أن مؤسسة نشطاء للإعلام وحقوق الإنسان هي مرحلة متقدمة و متطورة و امتداد لشبكة نشطاء الإخبارية التي تأسست صيف سنة 2013 , والمرحلة الحالية التي تمر منها "نشطاء " والتي انطلقت شهر سبتمبر الماضي هي تتويج لتراكم من الخبرة و التمرس الذي راكمه أعضائها الشباب , وكما جائت شبكة نشطاء الإخبارية في السنوات الماضية لتقدم إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الصحراوي في الداخل فمؤسسة نشطاء اليوم جائت للإنفتاح و التأثير على العالم الخارجي باللغة التي يفهمها وبمواد تنسجم مع المعايير الحديثة في الإعلام وحقوق الإنسان . بالإضافة لإنتاج أعمال تستهدف الجمهور العربي و الرأي العام الداخلي وتواكب تطورات القضية الصحراوية وتقديمها للجماهير الصحراوية بما يخدم القضية و يصب في أولويات البوليساريو وبرنامجها النضالي . هذا بالنسبة لجانب من الفكرة أي نهج المجموعة . 
الجانب الأخر و المحور الأساسي من فكرة " نشطاء " بين الأمس و اليوم و المبدأ الراسخ و الثابت الذي لم يتزحزح يوما هو الإيمان بقوة الشباب و قدرته على الإبداع و خدمة القضية و السهر على تحقيق الإنتصارات رغم ضعف الإمكانيات على جميع المستويات , ولكن أعتقد ان الشباب خلق لمواجهة الصعاب و التغلب عليها , لأنه في النهاية لا بد له أن يقوم بواجبه في خدمة القضية الصحراوية على جميع الأصعدة و المستويات وينطلق من متطلبات المرحلة التي تحتم علينا تطوير الجبهة الإعلامية , وقد لا يخفى عليكم قوة الإعلام و تأثيره اليوم على الرأي العام . 
كيف نجحت مؤسسة نشطاء بعد الاعلان عنها بكسب جمهور من المتابعين بالخارج وكسر التعتيم الاعلامي على المدن المحتلة من الصحراء الغربية ؟
مؤسسة نشطاء ونهجها الجديد المتمثل في استهداف الرأي العام الخارجي لم يمضي عليه حتى الان سوى شهرين تقريبا , وصراحة لم نقم بتقييم حقيقي ودراسة لما سبق لأن هذا لا يحدث سوى بعد كل خمسة أشهر حسب ما ينص عليه القانون الأساسي للمؤسسة , ولكن نعبر عن ارتياحنا لحجم التأثير الحاصل على مستوى فئات عريضة من الجمهور المؤثر الناطق باللغة الإنجليزية الذي بدأ يتفاعل بشكل إيجابي مع المواد التي نقوم بنشرها ويتعرف أكثر على القضية الصحراوية و يتعاطف مع الجماهير الصحراوبة بالمدن المحتلة و المداشر الأخرى . أما عن الكيفية التي نجحت بها "نشطاء " بكسب الجمهور الخارجي أقول أن من يسير باستراتيجية محكمة تضع نصب أهدافها ( الشهداء . المعتقلين . اللاجئين ) فالأكيد أنه سيسخر كل وقته لخدمة القضية و ضحايا الإحتلال المغربي , الأخير الذي يحاول التسويق أننا شعب من الرعات لا يفقه ولا يعرف شيئا , ولكن الشباب كما الأمس و اليوم يلقن الإحتلال الدروس في جميع الجبهات . و المسألة التي لا بد أن أنبه لها هو أن المؤسسة تحاول خلق توازن بين المواد المقدمة للجمهور الخارجي و تلك المقدمة للرأي العام الداخلي والدليل الإنتاجات الإعلامية التي تنتج في الداخل يمكن للجمهورين ( الخارجي و الداخلي ) فهمها و استعابها , كما بدأت المؤسسة تشتغل الان على شرق الجدار ورسم سياسة بعيدة المدى على مستوى مخيمات اللاجئين الصحراويين و الطلبة الدارسين في الجزائر و الخارج , وظهرت أولى هذه الإستراتيجية في برنامج "شنهو رأيك " الذي نشر قبل أسابيع و الذي أشرف عليه الزملاء بالجزائر مشكورين , وهذا البرنامج مثلا هو مقدم للرأي العام الداخلي فقط ويتناول موضوع المباحثات الاخيرة بين البوليساريو و دولة الإحتلال المغربي. 
ماهي ابرز الصعوبات التي يواجهها اعضاء مؤسسة نشطاء في تغطية جرائم الاحتلال المغربي على الصحراويين العزل بالمدن المحتلة ؟
الصعوبات التي يواجهها أعضاء مؤسسة نشطاء في الجزء المحتل من الصحراء الغربية لم ولن تكون بمعزل عن تلك المعاناة و الصعوبات التي تعاني منها المجموعة الإعلامية الصحراوية الأخرى ( المركز الصحراوي للإعلام و التواصل و الفريق الإعلامي الصحراوي و مركز بنتيلي و شبكة ميزيرات وسلوان ميديا و سمارة نيوز وبجدور بريس ... ) وغيرهم من المجموعات التي تعاني تقريبا نفس الصعوبات , خصوصا في ما يتعلق بالتضييق و الملاحقات المستمرة من طرف أجهزة الإحتلال التي تحاول بكل الطرق فرملة العمل الجبار و المتميز الذي تقوم به هذه المجموعات و الفرق . ولكن ما أود الإشارة له أنه رغم كل الإعتقالات و القمع الذي تعرض له الإعلاميون الصحراويون بالجزء المحتل من الصحراء الغربية إلا أن ذلك لم يؤثر على نمط اشتغالهم بل العكس تطور الإعلام المقاوم و توسعت دائرة تأثيره نحو العالمية . 
أضيف كذلك أنه من الإشارات التي تثبت أن دولة الإحتلال المغربي بدأت تستشعر خطرا كبيرا من دائرة تأثير الإعلام الصحراوي المقاوم هو مذكرة الحموشي الأخيرة _ مدير الإستخبارات المغربي _ التي ( تعاقب كل من يوثق عناصر الشرطة لحظة قيامها بتفريق الإحتجاجات ) أي أن دولة الإحتلال تحاول إيجاد صيغ قانونية لاعتقال الإعلاميين الصحراويين , حيث تعتبر هذه المذكرة التي وزعت على كل دوائر الشرطة بالصحراء الغربية دليلا قاطعا على قوة الإعلام في فضح حجم الإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب الصحراوي بالجزء المحتل من تراب الجمهورية الصحراوية , وهذه الخطوة القمعية الجديدة الاكيد أنها لن تزيد الإعلاميين سوى إبداعا و تميزا .
ماتقيمكم للوعي السياسي الذي اصبح يكتسبه اليوم الشباب الصحراوي بالمدن المحتلة لمجابهة العدو و ذلك بإعتبار طاقمكم شاب بإمتياز؟
صراحة لن أقول أن كل الشباب الصحراوي اليوم في الأرض المحتلة له وعي سياسي كبير و إلمام بالقضية الصحراوية و تطوراتها بشكل كامل , ولكن ما يشكل بالنسبة لي شخصيا مصدر ارتياح هو أن هذا الشباب رغم بساطة وعيه السياسي و اطلاعه المحدود على القضية وتطوراتها و المخططات المغربية التي تستهدفه إلا أن حس الإنتماء وحب الوطن شيء حاضر وبقوة في كل بيت و كل شاب مهما كان تموقعه , وهذا نقف عليه بشكل شخصي من خلال الدردشات في الأماكن العامة ويظهر على الأرض في المظاهرات التي تعرفها المدن المحتلة خصوصا تلك التي تأتي في مراحل حساسة كمحطة كوهلر بعد زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للمدن المحتلة يوم 28 يونيو الماضي وهبة الجماهير وحجم مشاركة الشباب الذي شكل عامل حاسم في نجاح تلك المرحلة , تلك المرحلة التي راهن الإحتلال خلالها على تراكم المخططات التي استهدفت فئة الشباب على طول السنوات الماضية ولكن روح وطاقة الشباب كانت موجودة في تلك الأحداث مما يعكس وجود القضية و الوطن في ذهن الفئة الشابة في الجزء المحتل من الصحراء الغربية . هذا على مستوى الجماهير و القواعد الشعبية .
من جهة أخرى يبقى الشباب النوعي الطلائعي حاضرا بقوة في المشهد النضالي فمثلا أغلب المجموعات الإعلامية يسيرها شباب و أغلب المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية هم شباب أيضا و الفئات المعطلة هم شباب , بمعنى أن الشباب هو تقريبا عصب الإطارات النضالية السياسية منها و الإعلامية و النقابية , وهذا أيضا عامل يشجع على التفكير في بناء خطط و استراتيجيات هادفة و مؤثرة لنتمكن جميعا من تأطير فئات أوسع من الشباب الصحراوي الذي هو اليوم عرضة لسياسات الإحتلال الخطيرة .
ماهو رأيكم حول الدور الذي يلعبه اتحاد شبيبة الساقية الحمراء و واودي الذهب؟ وهل يمكن وضع اتفاق شراكة في العمل بين مؤسسة نشطاء و قسم الاعلام لإتحاد الشبيبة؟
بالنسبة لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء وواد الذهب كمنظمة جماهيرية مؤطرة للشباب الصحراوي اعتقد أن دورها مهم ومحوري منذ السنوات الأولى لتأسيس البوليساريو وحرب التحرير التي واجهت الاحتلال المغربي ، وكان ولازال لهذه المنظمة الجماهيرية دور أساسي في تأطير الشباب عبر المنظمات التابعة لها كمنظمة الكشافة مثلا وغيرها ، ولكن هذا على مستوى شرق الجدار . أما غرب الجدار ففي تصوري لا يزال دور الاتحاد دون المستوى المطلوب ، وهو نفس الشيء أيضا لاتحاد الطلبة ، أي أن دور هذه المنظمات الجماهيرية يبقى ضعيفا وربما شكلي أحيانا كثيرة ، بالإضافة لغياب تأثير حقيقي فعال في ملف المعتقلين الشباب الذين اعتقلوا على خلفية نشاطهم في الحركة التلاميذية و انتفاضة الاستقلال ، لإنه اذا استثمر الاتحاد علاقاته الدولية الوازنة مع المنظمات الدولية و التجمعات الشبانية فيمكنه المرافعة من خلالها عن هاته الملفات ، وهذا يحقق مرافقة اعلامية مهمة لملف المعتقلين _ أغلبهم شباب _ وضغط كبير على دولة الإحتلال وايضا دور مهم واساسي لاتحاد الشبيبة في إحدى أهم ملفات الأرض المحتلة . 
أما من ناحية إمكانية وضع اتفاق شراكة بين مؤسسة نشطاء و اتحاد الشبيبة كمنظمة جماهيرية رسمية فنحن نرحب بشكل مبدئي بتدعيم وتسخير إمكانياتنا للمؤسسات الرسمية ( التليفزيون ، الإذاعة ، الجريدة الرسمية ... الخ ) حتى المنظمات الجماهيرية التابعة بشكل مباشر للجبهة ، شرط توفر بعض الشروط التي نعتبرها أساسية في أي علاقة مع المؤسسات الوطنية خصوصا تلك المتعلقة بالمرور عبر القنوات التنظيمية التي تؤطر عمل جبهة الأرض المحتلة .
ماهي نصائحكم للإعلام الصحراوي المقاوم ؟
الإعلام الصحراوي المقاوم نشأ و تأسس بالمبادرة أي أن من يسيره يتميزون بثقافة المبادرة و روح الإقدام على الفعل , بتالي لا أعتقد أنهم سيجدون مشكلا ليبادروا لخلق توجهات مشتركة وفق خط واضح تحدده الجهات التنظيمية الرسمية . و أنصح أيضا بتطوير الأداء و الفعل بما يخدم صورة الإعلام المقاوم ويحقق تطلعاته ويوسع دائرة اشتغاله , وهذا لا يمكن أن يتحقق سوى بالإبداع و تطوير الاداء نحو الأفضل لنقدم لشعبنا ما يستحق و العالم ما يحتاج ليتعرف على قضيتنا و يساندها . شكرا لكم .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *