-->

الخرق المغربي بفصول متعددة...


بقلم: عالي أحبابي
الخرق المغربي بفصول متعددة...
إذا كانت الرباط حسب زعمها تعتبر مناورة جيش التحرير الشعبي الصحراوي ببلدة امهيريز المحررة خرقا لوقف إطلاق النار حسب توصيف مفهومها لبنود الاتفاق ، فإن كل ما تقوم به هي نفسها من انتهاكات يحتاج إلى وقفة طويلة ، فيما تبدو التوصيفات الأممية عن فصول المهاترة عاجزة في كثير من الأحيان عن تسمية ما تمارسه الرباط من فجور في السياسة وعدوانية في العسكرة، وتسلط في ميدان حقوق الإنسان ، مما يؤكد أنها تخترق وقف إطلاق النار بعيار استصغار المجتمع الدولي كله .‏
المفارقة ليست في خطاب الرباط الأعوج الذي تقوده دبلوماسية خرقاء، بقدر ما هو محكوم بما آلت إليه التداعيات المرافقة التي بدت تقدم أعذارا أقبح من الذنب الذي يبدو أنه مرشح لمرحلة من التغول السياسي كما تحاول أن تقدم نفسها، حيث التبريرات والشروحات والتفسيرات ومجمل الصيغ المطاطة ذات البعد التسويقي تبدو أقرب إلى إدانة المملكة في عدوانها أكثر من قدرتها على إيجاد ما يبرر الكثير من أفعالها، وهذا ما يمكن قراءته في جميع التصريحات المغربية بعيد جولة جنيف وبمستوياتها المختلفة .‏
الحديث عن الخروقات المغربية المتكررة يدعونا إلى التأكيد بأن مجموعة الاستطالات المرضية ناتجة عن غرور سياسي وعسكري يعكس شهوة العدوان المكبوتة في العقل المغربي بنسخته المستحدثة، تجاه الأمن والسلم بالمنطقة ، وتلك مؤشرات لم تكتف بقلب الحقائق ومحاولة صرف الأنظار عما يرتكبه نظام الاحتلال المغربي من جرائم يندى لها الجبين تطال صحراويين يطالبون باحترام حقهم في الحرية والاستقلال ، وإنما وصلت حد التهديد المباشر الذي كان من الطبيعي أن يستدرج مواقف مقابلة، وأن تتحول المنطقة إلى محك لمشادة تتجاوز حدود السياسة وتقفل الباب عن التفاؤل الحذر الذي أرخى عليه وقف إطلاق النار بظلال من التمنيات، رغم الشكوك المتزايدة والأدلة المقنعة على تسويف المفاوضات, مما يجعل الملاذ السياسي في خطر ، بينما تتمدد صلاحية التأهيل والتدريب العسكري ، تحسبا لمرحلة ترتفع فيها حرارة الانتهاكات المغربية لوقف إطلاق النار .‏

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *