-->

أفصح الألسنة هو لسان الإنجاز


لا تتحدث كثيرا وتكثر من الأمنيات وتمنى الرعية بغد أفضل و بأنك ستكون الراعي لرعاية وحامي حماها و منقضهم من السنين العجاف و الشتات و ململم جراحها ، و أن سيف عفوك وعدلك على ضعافها ، و سوط سيفك مسلط على ظلامها ، أضفت أن زمن التسيب و التهنتيت قد ولى و بالقدر كفاية ، صفق الحاضرون و أعجب المستمعون من وراء الشاشات بخطبة الانفتاح و التغير كنا نفقتر إلى ومضات و جرعات من الأمل تحي فينا ما نزفته السنون الغابرة ، مرت الايام وكشفت لنا أن الأفعال أقوى صداء من الأقوال بين الجد ألعب ، بيد أن الألسنة و الخطب من خلف المنابر و الكلام العابر لا يبنيان الدول ولا يرسيان مقوماتها ، فالاصلاح لا يحتاج إلى لغة لإثباته فالجهود تفت الصخور و تتحدث عن نفسها و الفعل أفصح لسانا من ألف خطبة رنانة... إلى كبير قومنا الذي رسى قواعد و أركان جديدة للتهنتيت طويلة الأمد ، وليت زعيمنا بلغته نونية ابو البقاء الرندي في رثاء المدن و المماليك و بيت قصيده الذي ما خالف حاله حالنا اليوم وعزف فيه سنفونية أندلسية في مطلعها " قواعد كنا أركان البلاد فما عسى البقاء إذ لم تبقى أركان" ، ولي الأمر أرعد في خطاب توليه سدة الحكم لكنه لم يمطر بعدها في إعادة ترتيب البيت ولملمت رماده وتجهمه المظلم وسط تقوقعه خلف السنين التي خلت ضاعت فيه بوصلة الكاريزمة السياسية في مشارف أودية الملاجئ و شعابها المتطرفة ، أضحى الوطن سلعة تباع و تشتري بنخاسة من بني قادتها حتى أفل ضمير الحرية الجماعية بيننا و ابدلته السنون بحب الذات الفردية حينها غلب الطبع التطبع و بث أحزانه و مآسيه فينا و نسي الطين ساعة أن حمل الوطن عميق و بليغ ، وفيه أصبحنا نعيش في زمن ليس نبرح فيه كل يوم اعوجاج و إنقلاب ، تحدثت فيه المصالح بين الحق و الواجب كتم الحق جفونه خلصة عنا وفرض الواجب نفسه وتيتمت الحقوق ، و انا أنثر هذه العبارات على اوعود استحضرتها الذاكرة الضيقة بلغة " أن اخطأت قوموني و إن انبت أعيدوني إلى جادة الصواب" ، أربعون عاما مرت من الحرب و السلم ، اقتسماها مناصفة بين العدو الأزلي والعدو الأبدي بين جبابرة المخزن و دكتاتورية الوطن الآي ثكلنا و شردنا الشعب فرقا و شيعا بين المهجر الشتات ، لا أرض لنا و لا سماء تقينا و رحمة الله اوسع ، لا فرق بين جندي مخزني و قائدا منا تاجر بقضيتنا و لا زال ينهش منها بكرة و عشية ، فتشت دفاتر التاريخ للحقب القصيرة على من اجبرتهم سنن السياسة و من كلف امينا عاما و قائدا للجبهة بالأمس القريب ، لهث بلسانه وراء الإصلاح من كل الأوجه و الفجج مستنجدا بلغة الضاض و بلاغتها بصوته السجي هامة و قامة ، أنشد أو غرد و رفض زمن التهنتيت و التسيب جملة و تفصيل ، محكما بذالك قبضته العاجية الجديدة للإصلاح و الاعتدال بين دفتي البلاد و العباد ، مافتيت الايام تتوالى و تتعاقب على خطاب الألسنة الرنانة الذي لم يحرك اباطرة الفساد المتجذر منذو القدم حتى الحظة وأنه متأصل بين مفاصل ثورتنا ، إذ أن لغة الابواق و المنابر مجرد سحابة عابرة يرعد صاحبها لكنه لا يمطر ، أيها الراقصون على الجراح اما آن لوطني أن يرتاح 
بقلم السالك الحسين

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *