-->

نتائج الطاولة المستديرة مخيبة للآمال ومعمقة لمعاناة الشعب الصحراوي بتجاهل الجوهر والتركيز على القشور


بعد يومين من لقاءات الطاولة المستديرة بدعوة من المبعوث الشخصي للامين العام الى الصحراء الغربية الرئيس الالماني الاسبق هورست كوهلر بموجب قرار مجلس الامن 2440 استكملت الوفود الاربعة التي باتت تجلس على قدم المساواة للبت في مصير الشعب الصحراوي الغير القابل للتصرف ومستقبل دولته التي اسسها بالدم والعرق وبالتضحيات الجسام قبل الرضوخ لمسلسل العبث الاممي الذي يتجاهل عمق المأساة وواقع الاحتلال المغربي.
حيث جاء البيان الختامي مخيبا للامال وبعيد كل البعد عن عكس جدية الامم المتحدة في بحث حقيقي عن ايجاد حل يتماشى والقانون الدولي يصون حق الشعب الصحراوي وبحفظ كرامة المنظمة الاممية التي باتت جزء من المشكل ولم يعد بمقدورها تجاوز عقدة التواطؤ المفضوح مع الاحتلال المغربي والدول الكبرى التي تقف ورائه في مجلس الامن ما يرهن المنطقة لسياسات التوسع والاستعمار المناقضة للمبادئ التي تاسست عليها منظمة الامم المتحدة والسماح باستمرار الاحتلال المغربي وانتهاكاته المستمرة لحقوق الانسان والمرفوقة بالاعتقالات والاغتيالات خارج القانون ونهبه الممنهج لثروات الاقليم والاعتداء على دولة عضو في الاتحاد الافريقي، تحظى بالعضوية الكاملة في المنظمة القارية كل هذه الانتهاكات تحدث في ظل صمت مريب للامم المتحدة التي تحولت الى حماية دولية للاحتلال المغربي بعد إقبارها لمخطط التسوية القائم على اساس الاستفتاء الحر والعادل والنزيه والذي غاب من ادبيات الامم المتحدة ومحاولة خلط الاوراق باستحداث الطاولة المستديرة والبحث في نقاط الاتفاق بين قوة احتلال وحركة تحرير ما يجعل من المستحيل توافق الاضداد.

البيان الذي توج هذه الجولة الثانية في مسلسل الطاولة المستديرة اورد اتفاق الاطراف على ثلاثة نقاط اساسية :
1ـ ضرورة بناء المزيد من الثقة.
2ـ مواصلة النقاش من اجل تحديد عناصر التقارب.
3ـ اجماع الوفود ان منطقة المغرب العربي باكملها ستستفيد بشكل هائل من حل مسالة الصحراء الغربية
4ـ ترحيب الوفود بنية المبعوث الشخصي دعوتهم للالتقاء مجددا بنفس الصيغة
ومن خلال هذه النقاط الاساسية للجولة الثانية يتضح مدى الاستهتار بحق شعب يكابد مرارة التشريد والحرمان مقسما في وطنه بجدار عسكري ويعيش جزء كبير منه محروما من وطنه في الملاجئ والشتات منذ اكثر من اربعة عقود دون ان تتحرك له ضمائر الامم المتحدة التي يفترض فيها حل النزاعات والمساهمة بحلها وفق القانون الدولي وارغام الاطراف المتمردة على الشرعية الدولية وبوسائل الردع التي تمتلكها والتي استعملتها المنظمة في نزاعات مشابهة وافضت الى حلها بشكل نهائي ودائم ويتماشى مع حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال.
هذه النتائج المخيبة للامال والتي رافقت الشعب الصحراوي منذ اتفاق وقف اطلاق النار والشروع في الجهود الاممية لاجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي سنة 1991 تستوجب مراجعة التعاطي مع مسلسل العبث ووضع استراتيجيات للخروج من المأزق الذي وضعه الاحتلال بإحكام في طريق الحل السلمي ومراجعة تيار التفاوض في القيادة السياسية للجبهة المساهمة الذي عميق معاناة شعبه طيلة عقود من الزمن بالانخراط في هذه المؤامرات الهادفة الى الالتفات على حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *