-->

زيارة رئيسة وزراء نيوزيلاندا لمخيمات اللاجئين الصحراويين لم تكبح شركات بلادها المتورطة مع الاحتلال في نهب الثروات الصحراوية


رئيسة نيوزيلندا جاسيندا آردين التي خطفت انظار العالم في تعاملها الانساني مع ضحايا الهجوم الارهابي على المسجدين والتعامل الحكيم معها، هذه المرأة القوية زارت مخيمات اللاجئين الصحراويين عندما كانت رئيسة الاتحاد العالمي للشبيبة الاشتراكية بناءا على دعوة من اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب في سنة 2008 وعقدت لقاءات مع الامين العام للمنظمة انذاك موسى سلمى ومسؤول العلاقات الخارجية بالمنظمة انذاك المحفوظ سلامة.. زارت جاسيندا المخيمات ووقفت على واقع الشعب الصحراوي في الملاجئ وابدت تعاطفها ودعمها لنضال الصحراويين من اجل استرجاع حقوقهم المسلوبة بفعل الاحتلال المغربي الذي شردهم من ارضهم وتسبب في معاناتهم لعقود من الزمن، لكن ذلك التعاطف لم يجد الدبلوماسية التي ترافقه وتغذيه حيث انقطعت العلاقة واصبحت جاسيندا رئيسة للوزراء في بلدها الذي تساهم شركاته في نهب خيرات الشعب الصحراوي فكيف تعاملت صديقة الشعب الصحراوي مع تورط هذه الشركات مع الاحتلال المغربي في نهب وسرقة ثروات الصحراء الغربية؟ 
"الوجع المتنامي" صرخة في وجه النهب الممنهج للثروات الصحراوية 
تطرق الكاتب النيوزيلندي تشارلي ميتشيل تحت عنوان "الوجع المتنامي" تورط شكرتي بالانس وريفنسداون في نهب الفوسفاط الصحراوي من المناطق المحتلة وتداعيات ذلك على نيوزيلندا على مختلف المستويات. 
وفي الجزء الأول من التحقيق يقدم الصحفي النيوزيلندي لمحة عامة عن مصدر الفوسفاط وعن منجم بوكراع في العيون المحتلة وكيف يتم نقل الفوسفاط المنهوب منه الى مختلف الموانيء في العالم وخاصة الى نيوزيلندا التي يؤكد أنها بقيت الدولة الغربية الوحيدة التي تستورد الفوسفاط الصحراوي بالتواطؤ مع الاحتلال المغربي. 
كما يسلط الكاتب الضوء على العديد من الحقائق التي يجهلها القاريء مثل تواجد المغرب كاحتلال في الإقليم وبنائه لأكبر جدار عسكري فاصل في العالم وتسبب غزوه في لجوء الاف الصحراويين الى الجزائر، مستعرضا وضعية حقوق الانسان وإدانة العديد من المنظمات الحقوق الدولية لممارسات الاحتلال المغربي ضد الصحراويين في المناطق المحتلة. وهو الوضع الذي يرى الصحفي على أنه أدى الى وضع العديد من المستثمرين الأجانب في الثروات الصحراوية على القائمة السوداء للعديد من البنوك وصناديق التقاعد. وهو ما أدى الى انسحاب شركات أسترالية وأمريكية ومؤخرا شركات كندية عملاقة أعلنت نيتها التوقف عن استيراد الفوسفاط من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. 
وفي الجزء الثاني وتحت عنوان "اللاجئين الصحراويين يلقون باللوم على نيوزيلندا لإدامة النزاع" يتطرق المقال الى موقف الدولة الصحراوية حكومة وشعبا، والخطوات القضائية التي انتهجتها الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو لمحاربة نهب الثروات الطبيعية من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، مسلطا الضوء على القضية التي رفعتها الحكومة الصحراوية أمام المحكمة الجنوب افريقية ضد سفينة شيري بلوسوم وعلى متنها شحنة 54 ألف طن من الفوسفاط الصحراوي والتي كانت متوجهة الى نيوزيلندا، وحكم المحكمة بملكية تلك الشحنة للشعب الصحراوي. 
وفي الجزء الثالث يستعرض الصحفي تشارلي ميتشيل الصعوبات التي تواجهها الشركات التي تستثمر في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية حيث يتم وضعها على القائمة السوداء لعدة بنوك وصناديق استثمار على شاكلة ما قام به الصندوق السيادي النرويجي أكبر صندوق استثماري في العالم الذي قرر عدم الاستثمار في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ما أدى الى انسحاب عدد من الشركات الأجنبية تحت الضغط. بالإضافة الى العديد من شركات النقل البحري التي باتت ترفض التورط في نقل شحنات من الصحراء الغربية. 
وأوضح المقال أن النهج القضائي الذي اتبعته جبهة البوليساريو انعكست نتائجه على احجام الشركات الأجنبية عن الاستثمار في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، خاصة في ظل نجاح البوليساريو في عدة قضايا رفعتها أمام محكمة جنوب افريقيا ومحكمة الاتحاد الأوروبي. 
رئيس الجمهورية يلفت انتباه رئيسة وزراء نيوزيلندا إلى استمرار بلدها في استيراد الفوسفات المستخرج من الصحراء الغربية بطريقة غير شرعية 
وجه السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة، رسالة إلى السيدة جاسيندا آردين، رئيسة وزراء نيوزيلاندا، حيث لفت انتباهها الى استمرار بلدها في استيراد الفوسفات المستخرج من الصحراء الغربية لغرض صناعة الأسمدة الزراعية بطريقة غير شرعية. 
ولدى انتخابها سنة 2017 رئيسة لوزراء نيوزيلاندا ذكر السيد إبراهيم غالي،رئيس السيدة جاسيندا، بأن جبهة البوليساريو وبعد مدة طويلة من محاولة التواصل والتعاطي مع الشركات المتورطة في شراء فوسفات الصحراء الغربية، عمدت إلى اتخاذ إجراءات قضائية ضد شحنات كانت تمر ببنما وجنوب إفريقيا، حيث كانت هذه الأخيرة متوجهة إلى نيوزيلندا وتمت إعادتها لمالكها الشرعي، الشعب الصحراوي. 
وعبر رئيس الجمهورية عن أمله في أن تقوم نيوزيلندا بقطع أية صلة لها بهذا النشاط اللاشرعي الذي يساهم في ترسيخ الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ويشكل انتهاكا للقانون الدولي ولحق الشعب الصحراوي في السيادة على ثرواته الطبيعية و أشار الأمين العام لجبهة البوليساريو إلى أنه إذا ما قررت نيوزيلندا اعتبار استيراد فوسفات الصحراء الغربية لا شرعيا، فسيكون ذلك قرارا صائبا أخلاقيا ومنسجما مع الشرعية الدولية 
و هنأ رئيس الجمهورية السيد إبراهيم غالي، في رسالته، السيدة جاسيندا على انتخابها رئيسة للوزراء، كما عبر عن تقدير الشعب الصحراوي لمجهودات بلدها في ميدان حماية اللاجئين وضمان حق تقرير المصير للشعوب غير المتمتعة بالاستقلال ، مستحضرا تضامنها القوي مع شعب تيمور الشرقية كشاهد على ذلك. 
رسائل الشجب والتنديد في مهب الريح 
بالرغم من رسالة رئيس الجمهورية الصحراوية ونداءات حركة التضامن في نيوزيلاندا والتظاهرات المنددة التي شهدتها مخيمات اللاجئين والاراضي المحتلة استمر النهب بالتورط المباشر لشركتين نيوزيلانديتين " Ravensdown - ballance" في نهب الفوسفاط الصحراوي دون ان تتدخل حكومة صديقة الشعب الصحراوي النيوزيلاندية لإيقاف هذا الخرق القانوني بإقليم الصحراء الغربية المحتلة، ما يعكس غياب ضغط حقيقي وعمل دبلوماسي يوصل الرسالة الى اذان صناع القرار في بلد يفترض فيه احترام القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الصحراء الغربية منطقة محتلة ولا يملك المغرب اية سيادة عليها وبالتالي لا يمكنه ابرام اتفاقيات اقتصادية تشمل المناطق الصحراوية المحتلة 
دبلوماسية الفراغ في أماكن صنع القرار 
هذه الوضعية ليست الفريدة من نوعها حيث اصبحت السمة العامة للكثير من الدول من مختلف قارات العالم والتي توقع اتفاقيات غير قانونية مع الاحتلال لنهب ثروات الصحراء الغربية على مرأى ومسمع من الدبلوماسية الصحراوية التي تقاد براسين اصبحت في السنوات الاخيرة مصدرا للانتكاسات وجلب الفضائح والتي كان أخرها انتحار احد ركائز حركة التضامن بايطاليا بسبب تمثيلية الجبهة هناك وصراعات الممثلين مع جمعيات الصداقة بمختلف المقاطعات الاسبانية وحالات الشغور في سفارات اعترفت بلدانها بالجمهورية الصحراوية فضلا عن الفضائح وحالة الفراغ التي تشهدها معظم تمثيليات الجبهة بالخارج باوروبا وامريكا الاتينية دون حسيب او رقيب وتحويل الاموال المخصصة للعمل لإغراض شخصية، وبحماية وتشجيع من القائمين على العمل الخارجي، هذه الوضعية ساهمت في رسم صورة سيئة عن القضية الصحراوية ومن يمثلها 

فحالة الجمود التي تمر بها الخارجية الصحراوية يحاول البعض تغطيتها بالغربال بالنفخ في انتصارات، لا توجد الا في اذهان من اعتادوا تسويق الوهم، إذ تعاني الخارجية الصحراوية منذ سنوات من واقع الضعف الذي تغذيه بعض التصرفات الغريبة لبعض الدبلوماسيين الذين يغيب نشاطهم منذ الاعلان عن انضمامهم للعمل الخارجي حيث تشهد بعض المناطق التي تتواجد بها سفارات او تمثيليات للدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو غيابا مريبا للدبلوماسيين فضلا عن نشاط سياسي او ثقافي للتعريف بالقضية الصحراوية في ظل تحرك نظام الاحتلال المغربي لترويج اطروحاته الاستعمارية وتشويه نضال الصحراويين.
فحين يعرف السبب يبطل العجب كيف لدول صديقة مثل نيجيريا وفنزويلا واخرى بها حركات تضامن مثل نيوزيلاندا واستراليا والنرويج ودول اوروبا تتورط في نهب ثروات الشعب الصحراوي غير ابهة بتورطها مع الاحتلال الذي ينهب خيرات الشعب الصحراوي ويرتكب ابشع الانتهاكات الحقوقية في حقه ويتمادى في التنكر لحقه في تقرير المصير والاستقلال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *