-->

الذكرى الـ 25 للإبادة الجماعية برواندا ... حضر الاحتلال في الصف الافريقي وغابت الجمهورية الصحراوية


كيغالي - أ ف ب، رويترز : 
أحيت رواندا الذكرى الـ 25 للإبادة الجماعية التي شهدتها عام 1994 وأسفرت عن مقتل 800 الف شخص، معظمهم من إتنية التوتسي، خلال مئة يوم. وتعهد الرئيس الرواندي بول كاغامي ألا تتكرر المأساة.
ووضع كاغامي إكليلاً من زهور عند نصب جيسزي في كيغالي، حيث دُفن أكثر من ربع مليون شخص من الضحايا.
وأضرم كاغامي النار في شعلة، ووقف قرب رئيس مفوّضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ورئيس المفوّضية الأوروبية جان كلود يونكر. 
وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الزعيم الوحيد غير الأفريقي. واعترف بأخطاء المجتمع الدولي عام 1994، مؤكداً أنه يتحدث "باسم بلد يريد أن يتحمّل في شكل واضح جزءاً من المسؤولية حيال التاريخ".

وانضمّ كاغامي وضيوفه الى حوالى ألفي شخص في "مسيرة" من البرلمان إلى الملعب الوطني لكرة القدم، حيث نُظمت سهرة احتفالية وأُضيئت شموع ليلاً، تكريماً للضحايا. ولجأ إلى الملعب عام 1994 آلاف من التوتسي، للنجاة من المجازر تحت حماية الأمم المتحدة.
وتعذر على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تلقى دعوة أيضاً، الحضور لأسباب "تتعلّق بجدول أعماله". وأثار تغيّبه خيبة لدى الروانديين الذين كانوا يأملون بـأن يعلن اعتذار باريس عن دورها في ما حدث، اذ تتهمها السلطات الرواندية بالتواطؤ مع نظام الهوتو، إن لم يكن بالمشاركة في المجازر، وهذا ما نفته فرنسا.
لكن العلاقات بين البلدين باتت أفضل منذ انتخاب ماكرون عام 2017، اذ أرسل لتمثيله النائب إرفيه بيرفيل، وهو يتيم رواندي من التوتسي تبنّته عائلة فرنسية عام 1994.
وأعلن الجمعة الماضي فتح "كل المحفوظات الفرنسية" للجنة من المؤرخين، حول الفترة 1990-1994. كذلك أعلن اليوم الأحد أنه يريد أن يجعل 7 نيسان (ابريل) "يوماً لإحياء ذكرى إبادة التوتسي".
وأشاد كاغامي بقوة شعبه الذي خرج من الهاوية ليصبح "عائلة متحدة أكثر من أي وقت". وأضاف: "عام 1994، لم يكن هناك أمل، كانت هناك ظلمات فقط. الآن، يشعّ النور من هذا المكان. كيف حصل ذلك؟ عادت رواندا عائلة".
وتابع: "شعبنا حمل ثقلاً كبيراً من دون أن يشكو. ذلك جعلنا أفضل وأكثر اتحاداً من أي وقت. لن يكون هناك أي شيء قادراً على تأليب الروانديين على بعضهم. هذه القصة لن تتكرر. هذا التزامنا الثابت". وزاد: "تقع على عاتق (الجيل الجديد) مسألة تحمّل مزيد من المسؤولية، والمشاركة في بناء رواندا التي نريدها ونستحقها".
وبدأت المجازر في 6 نيسان 1994، بعد اغتيال الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا، وكلاهما من الهوتو، بإسقاط طائرتهما في كيغالي.
وفي اليوم التالي، أعطت القوات المسلحة الرواندية وميليشيا الهوتو المتطرفة، أمراً بارتكاب المجازر، للقضاء على التوتسي الذين يمثلون أقلية، كما طاولت افراداً من الهوتو رفضوا المشاركة في عمليات القتل، أو اشتُبه في تعاطفهم مع التوتسي.
واستُخدمت في المجزرة أسلحة وهراوات ومناجل، واستهدفت الرجال والنساء والأطفال في أنحاء البلاد. وقُتل 10 آلاف شخص يومياً، وقُضي على 70 في المئة من التوتسي وأكثر من 10 في المئة من سكان رواندا.
ولم تتوقف المجزرة إلا في 4 تموز (يوليو)، بعدما استولت "الجبهة الوطنية الرواندية" لمتمردي التوتسي، بقيادة كاغامي، على كيغالي، اثر زحفها من أوغندا. وفرّ مئات الآلاف من الهوتو إلى زائير (جمهورية الكونغو الديموقراطية الآن).
وشكّلت الأمم المتحدة محكمة جنائية دولية لرواندا في تنزانيا، أصدرت بعد 4 سنوات أحكامها الأولى بالسجن المؤبد لمتورطين بالمجزرة.
وتدعو السياسة الرسمية في رواندا إلى الامتناع عن الحديث عن العرقية، لكن المعارضة تعتبر أن السيطرة الصارمة على وسائل الإعلام والنشاط السياسي، تُستخدم في خنق المعارضة.
وقالت فيكتوار إنغابيري، وهي قيادية في المعارضة: "قرر الحزب الحاكم تبنّي الديكتاتورية منذ الأيام الأولى بعد الإبادة الجماعية، عندما قال إنه يحمي السيادة الوطنية، لكنني أشعر الآن بأن ذلك يجب أن ينتهي". وأضافت: "على الحكومة أن تترك ساسة المعارضة يعملون بحرية، لأن حرمانهم من حقوقهم سيثير مشكلات. 25 سنة كافية، على الحكومة أن تتيح للناس حرية التعبير عن آرائهم".
وقد حضرت مراسيم احياء الحديث اغلب الدول الافريقية بعضها على مستوى الرؤساء مثل رؤساء تشاد إدريس ديبي والكونغو دينيس ساسو نغيسو وجيبوتر إسماعيل عمر غله والنيجر محمد إيسوفو ورئيس الوزراء الإثيوبي أحمد أبيي وعدد كبير من مندوبين عن الدول الافريقية بما فيهم رئيس حكومة الاحتلال المغربي، سعد الدين العثماني، الذي سلم رسالة خطية من الملك المغربي محمد السادس، إلى رئيس جمهورية رواندا بمناسبة الحدث الذي غابت عنه الخارجية الصحراوية التي اعتادت الكرسي الشاغر في مختلف الانشطة بالقارة الافريقية وهو ما مكن للاحتلال المغربي من الدخول من الباب الواسع في ساحة كانت عصية عليه طوال العقود الماضية اصبحت اليوم وجراء سياسة اللا مبالاة التي ترهن العمل الدبلوماسي الصحراوي في اوحال الفشل والتسيب دون حسيب او رقيب.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *