-->

ممثلة الجبهة بسويسرا تبرز للإعلام السويسري معاناة الشعب الصحراوي نتيجة الإحتلال المغربي.


أجرت أسبوعية ’’إيفينمون سانديك إنيا‘‘ التابعة لأكبر نقابة للعمال في سويسرا، لقاءا صحفيا مع ممثلة جبهة البوليساريو في سويسرا ولدى مجلس حقوق الإنسان الأممي، الأخت أميمة محمود عبد السلام، صحراوي، حول المعاناة اليومية وظروف عيش المواطن الصحراوي الذي ينضال منذ ما يزيد عن أربعة عقود من أجل أن يتمكن من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير، الذي يضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذا القرارات الأممية ذات الصلة بقضية تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية ’’آخر مستعمر في إفريقيا‘‘
وفي هذا الصدد سردت الأخت أميمة محمود عبد السلام، تجربتها منذ نعومة أظافرها، إبان إجتياح الجيش المغربي للصحراء الغربية خريف العام 1975، وفرارها بعد ذلك رفقة عائلاتها إلى مخيمات اللجوء أقصى جنوب الجزائر، هربا من قنابل النابالم والفسفور الأبيض التي غطت سماء الصحراء الغربية، والبطش والتعذيب الذي تعرض له المدنيون الصحراويون بما فيهم والدها التي كان هو الأخر ضمن قوائم ضحايا لإعتقال التعسفي والتعذيب الجسدي، رفقة آلالاف المدنيين العزل، في فترة كانت الأسوء في تاريخ الشعب الصحراوي بإعتبارها بداية تشريد وتقسيم العائلات بين مخيمات للاجئين وفي أراضي واقعة تحت رحمة قوة إحتلال عسكرية لا تفقه سوى لغة الترهيب والتنكيل وممارسة أبشع أصناف العنصرية على المواطن الصحراوي.
هذا وتوقفت الدبلوماسية الصحراوية، خلال هذه المقابلة الصحفية، على الأوضاع الصعبة داخل مخيمات اللاجئين في السنوات الأولى وفي ظل شح الإمكانيات، وشبه إنعدام لوسائل الراحة للأطفال الرضع والشيوخ والنساء الحوامل، إلا أن أن هذا تضيف -المتحدثة- لم يكن ليأثر على مكانة المرأة داخل المجتمع الصحراوي التي تظل رغم كل الظروف في المقام الأول متساوية مع الرجل، وعلى هذا الأساس إنتقلت إلى خارج المخيمات في رحلة التحصيل العلمي لمدة ثلاثة عشر سنة، قضتها في كوبا رفقة أزيد من 10000 طالبا صحراويا، وطلاب من مختلف بلدان العالم، تحصلت فيها على شهادة مهندسة الإتصالات الإلكتورنية، ثم عادت إلى بلدها المؤقت من أجل المساعدة والمساهمة في تطوير المواطنين والمؤسسات الوطنية لتوفير أقصى حد ممكن من عوامل الصمود ومقاومة الطبيعة ومواجهة شح الإمكانيات والبعد عن الوطن.
ومن جهت أخرى، أظهرت الأخت أميمة، الدور الريادي للمرأة الصحراوية في تسيير شؤون الدولة من داخل مؤسسات الوطنية، حيث أشرفت منذ عودتها على مدرسة لتكوين النساء في مختلف المجالات لمدة 12 سنة، هدفها في ذلك إعطاء مكانة متقدمة للمرأة في شتى مناحي الحياة، ثم تنقلت بذلك إلى دولة فيلندا أين كلفت بمهمة ممثلة للجبهة مدة 3 سنوات، بعدها ممثلة للجبهة في سويسرا ولدى مجلس حقوق الإنسان الأممي الذي لا تزال إلى الآن تمارسها مهمتها الوطنية بكل جد للمرافعة عن حقوق الشعب الصحراوي من داخل هذه المؤسسة الدولية، لا سيما الحق في تقرير المصير الذي لازال معلقا بسبب عرقلة المغرب، رغم إقرار مجلس الأمن به عند توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب في العام 1991.
هذا وتبقى الإشارة إلى أن المقابلة الصحفية، أجريت على هامش محاضرة نشطتها ممثلة الجبهة بسويسرا ولدى مجلس حقوق الإنسان الأخت أميمة محمود عبد السلام، بالتشارك مع منظمة ’’أرض الإنسان‘‘ تحت عنوان ’’نهب الفوسفات والموارد السمكية من الصحراء الغربية‘‘ ضمن فعاليات الندوة الدولية “لمناهضة إستنزاف الموارد الطبيعية للشعوب من قبل الشركات الدولية والتلوث البيئي‘‘
مراسلة : محمد عالي إبراهيم
جنيف / سويسرا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *