-->

تقرير الامين العام حول الصحراء الغربية يدخل المغرب في مواجهة مع إدارة ترمب وكبار مستشاريه


عبر المغرب عن انزعاجه من توجه إدارة ترمب وكبار مستشاريه في الضغط باتجاه حسم الحل في قضية الصحراء الغربية وتقليص مأمورية بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وتركيز التقرير الاخير للامين العام الاممي على وضعية حقوق الانسان في الصحراء الغربية وتأكيده على امكانية الحل.
وعلى ضوء التطورات الحاصلة في نقاش قضية الصحراء الغربية المحتلة على اعلى مستويات مجلس الامن الدولي قدم وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، إفادة أمام مجلس الحكومة الاحتلال بخصوص تطورات الصحراء الغربية والتحركات التي يقوم بها المغرب على بعد أسبوع من تقرير مجلس الأمن الدولي حول النزاع لمواجهة الموقف الامريكي الصارم ومحاولة التاثير على قرارات مجلس الامن التي ستصدر على ضوء تقرير الامين العام وتحدد مستقبل بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية وهو الامر الايطار الذي يتحرك فيه محور الاحتلال بقيادة فرنسا.
وقال الناطق الرسمي باسم حكومة الاحتلال، إن وزير الخارجية والتعاون المغربي تقدم بعرض حول مستجدات القضية الصحراوية مواقف المملكة المغربية من بعض التطورات الأخيرة المرتبطة بهذا الملف.
وأضاف المسؤول المغربي ذاته، في الندوة الصحافية التي تلت انعقاد المجلس الحكومي، أن بوريطة أخبر، في عرضه، أعضاء المجلس، بتفاعل بلاده مؤخرا مع بعض المتدخلين الدوليين في الملف بشأن مواقف المغرب من المسلسل السياسي على ضوء مائدتين مستديرتين عقدتا بجنيف في ديسمبر 2018 ومارس 2019، وخاصة فيما يتعلق بمشاركة كل طرف فيها، وكذا سيرها ونتائجها.

ونقلت الصحافة انزعاج المغرب من بعض الافكار والمقترحات التي تتعلق بموقف جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي صرح سابقا بعدم ترحيبه باستمرار مهمة بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" بسبب عدم إحراز أي تقدم في الملف في اشارة الى الضغط على المغرب للانصياع لقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والشروع في حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وتلقى المجلس احاطة من طرف رئيس بعثة مينورسو, كولين ستيوارت تركزت حول تقييم عمل البعثة والتحديات التي تواجهها .
و على مستوى مجلس الأمن فان تجديد عهدة البعثة الاممية يأتي هذه السنة في ظرف مختلف : التقرير الدامغ للأمين العام حول المغرب.
و للعلم فان وثيقة هذه السنة تتضمن عناصر لم يسبق و أن تضمنتها التقارير السابقة للأمانة العامة.
و قد أشار الأمين العام الأممي في تقريره ضد المغرب الى انتهاكات خطيرة للاتفاق العسكري رقم 1 و فرض قيود على حرية تنقل المبعوث الأممي و مينورسو و الحصار المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة .
كما أشار الأمين العام الاممي الذي طالب بتفكيك جدار رملي جديد بناه المغرب انتهاكا للاتفاق العسكري رسم 1 أن مبعوثه الشخصي تم منعه من اقامة اتصالات مع الممثلين المحليين بالأراضي المحتلة.
من جهة أخرى, أوضح غوتيريس أن هذه القيود تعرقل البعثة و تمنعها من ” القيام بهذا الجزء من مهماها المتمثلة في تقديم المساعدة” لمبعوثه الشخصي هورست كوهلر.
و تشكل التفاصيل التي قدمها الامين العام الاممي حول الانتهاكات الخطيرة لوقف اطلاق النار و الاتفاقات المتعلقة بالمغرب ” انشغالا كبيرا” بالنسبة لجبهة البوليساريو حسب رد فعل الطرف الصحراوي في رسالة وجهتها لمجلس الأمن.
كما كتب الممثل الصحراوي لدى الأمم المتحدة في هذه الرسالة التي سلمتها ناميبيا لرئيس مجلس الأمن أن ” الانتهاكات المتكررة للمغرب تعرقل الوثبة الجديدة التي حققها المبعوث الشخصي”.
و كان من المفروض أن يمدد مجلس الأمن عهدة مينورسو الى نهاية أبريل غير أن الولايات المتحدة صائغة اللوائح حول الصحراء الغربية تأمل في المصادقة على النص عن طريق الاجماع حسبما أكدته لوأج مصادر مقربة من الملف.
و للعلم فان آخر لائحة لمجلس الأمن حول مينورسو تمت المصادقة عليها في اكتوبر الماضي عقب تصويت ب 12 صوت مقابل 3 امتناع (روسا و بوليفيا و اثيوبيا).
و قد بررت هذه البلدان امتناعها كون الملاحظات التي أبدتها لم تؤخذ في الحسبان من طرف الوفد الأمريكي.
ويظهر من خلال موقف المغرب الجديد بشأن مستقبل البعثة الأممية أن مستشار الأمن القومي ما زال يضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وبعض أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل تحديد بدقة دور ومهمة "المينورسو" بالصحراء الغربية، وذلك بعدما أدى دورا محوريا في تقليص مدة ولايتها من سنة إلى ستة أشهر.
وكان بولتون عبر عن نواياه علانية في مداخلة له بمركز بحثي أمريكي في واشنطن حيث طرح استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة بخصوص أفريقيا، وقال إنه يشعر "بخيبة أمل" كبيرة بسبب عدم حل نزاع الصحراء الغربية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الولايات المتحدة ستطلب إنهاء مهمات الأمم المتحدة في أفريقيا، التي توجد من بينها بعثة  الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وذلك لكونها "لا تأتي بسلام دائم".
وقال السفير جون بولتون أنه جد محتار، بعد كل هذه السنوات، أمام العجز عن تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية بغية تمكين شعب الصحراء الغربية على التعبير بشكل ديمقراطي عن مستقبل دولتهم.
واضاف السفير الأمريكي خلال لقاء نظمته المؤسسة الامريكية ديفانس فوروم فاوندايشن مع فريق من أعضاء الكونغرس الأمريكي لمناقشة قضايا أمنية وطنية تؤثر في الولايات المتحدة،ان هذا الوضع يعد مأساة كبرى و أتمنى أن لا أفوت أية فرصة لصالح هذه المنطقة حتى أرى ما بوسع الهيئات الديمقراطية المشروعة فعله.
وفي بداية الأسبوع الجاري، وزعت الولايات المتحدة الأمريكية على أعضاء مجلس الأمن القرار الجديد حول الصحراء الغربية، الذي أثار خلافا وتباينا في وجهات النظر بين باريس وواشنطن بخصوص مدة ولاية بعثة المينورسو بين الطرح الفرنسي الذي يدافع عن التمديد لسنة كاملة، والطرح الأمريكي الذي يتشبث بستة أشهر فقط.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *