تصعيد عسكري في ليبيا ...قمة إفريقية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة
دفع التصعيد العسكري في ليبيا الى عقد اجتماع قمة افريقية يوم الثلاثاء، بالقاهرة، لبحث آخر التطورات وسبل إحتواء الأزمة التي باتت تهدد مسار العملية السياسية وسط تواصل الدعوات الدولية والاممية للوقف الفوري للعنف والعودة الى طاولة المفاوضات.
وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت يوم أمس عن استضافة القاهرة لإجتماع قمة إفريقية، اليوم لبحث آخر التطورات على الساحة الليبية وسبل احتواء الأزمة الحالية مع العمل على وإحياء العملية السياسية في ليبيا والقضاء على الإرهاب والذي يندرج مع تزايد الاهتمام الافريقي بالازمة الليبية باعتبار ان التطورات العسكرية فيها باتت تهدد دول الجوار والشمال الافريقي ككل.
وأكد المصدر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي ، سيعقد إجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب أفريقيا عضوي ترويكا الاتحاد الأفريقي ورئيس جمهورية الكونغو بصفته رئيساً للجنة المعنية بليبيا في الاتحاد الأفريقي فضلا عن رئيس المفوضية الأفريقية.
مساع أممية لإعادة توحيد الشمل الليبي وسط تجاوب داخلي لإجراء حوار سياسي
في خضم التصعيد الذي تعيشه ليبيا بعد ارتفاع عدد ضحايا الإشتاكات المسلحة في ضواحي العاصمة طرابلس إلى أكثر من 254 قتيلا و1228 جريحا، واصل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، مساعيه الديبلوماسية لحشد الدعم الدولي من أجل وقف الاقتتال في ليبيا واعطاء الفرصة من جديد لعملية السلام بإعتبارها الحل الوحيد لإعادة لم شمل الليبيين حول قرار موحد للإنقاذ البلد من الانهيار.
وفي هذا السياق، زار المبعوث الاممي يوم امس الاثنين تونس حيث إجتمع مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، و أكد على أنه لا خيار أمامه إلا الدعوة لوقف الحرب، والعودة إلى طاولة المفاوضات، ولم شمل الليبيين حول قرار موحد لإنقاذ بلادهم، مشددا على أن المجتمع الدولي بحاجة إلى إرادة ليبية تدعو إلى وقف الازمة.
من جهة أخرى، أبدت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا تمسكها بالحوار حيث أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، إنه لا يزال يدعم إجراء حوار سياسي "من حيث المبدأ لكن دون حفتر" ، مشددا بالقول "بالتأكيد أؤيد العودة إلى المؤتمر الوطني لكن لا يمكن أن نتوقع إجراء محادثات سياسية حتى يتوقف الجنرال حفتر عن مهاجمة طرابلس".
لافتا إلى أن تواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع خليفة حفتر يساهم في تدهور الاوضاع ، محذرا من إستمرار النزاع الجاري في ليبيا من شأنه أن يعزز أسعار النفط، حيث قال "أسعار النفط ترتفع عادة في حالة نشوب حروب أو إضطرابات في الدول المصدرة للنفط".
كما ذكر السراج بأنه خاطب مجلس الأمن الدولي لتكليف لجنة لتقصي الحقائق و"للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات حفتر، وطالب أيضا بالتحقيق في هوية الدول الأجنبية المشاركة في القصف الجوي على طرابلس، بعد أن زعم أن الجنرال تلقى الدعم من سلاح جو غير ليبي".
هذا وأكد رئيس المجلس الرئاسي أن طرابلس تتعرض يوميا للقصف بالأسلحة الثقيلة، وتتعرض كل ليلة وفي وقت متأخر من الليل للقصف الجوي الذي عادة ما يقتل ويجرح المدنيين ويسبب تهجير السكان.
وأوقف الاعتداء العسكري الدي أطلقه حفتر للسيطرة على طرابلس المحادثات التي رعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بين القائد العسكري ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، والتي كان من المقرر أن تتوج بعقد الملتقى الوطني الجامع منتصف الشهر الجاري.
وقالت إن الناطق باسم خليفة حفتر لم يرد على الفور على طلب للتعليق بشأن تصريحات السراج ولماذا اختارت الجماعة المسلحة عدم متابعة الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة.
المصدر: وكالة الانباء الجزائرية