-->

قرار مجلس الأمن حول الصحراء الغربية ومعركة حقوق الانسان بين فرنسا الاستعمارية والضغط الدولي


لا تزال قضية الصحراء الغربية داخل مجلس الامن الدولي تثير تفاعلات بين القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا التي تعيق تقدم مسار التسوية الاممية ضمن جهود الامم المتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وحسب ما تسرب من المسودة الأولية لمشروع القرار Draft in bleu الذي صاغته صاحبة القلم الولايات المتحدة الأمريكية :
- تم تغيير موعد جلسة مجلس الأمن الدولي التي سيصدر فيها القرار حول الصحراء الغربية من يوم 29 إلى 30 أبريل 2019 - تثبيت ولاية بعثة المينورسو في 6 أشهر فقط .. - خلافاً لقراري مجلس الأمن الدولي 2414 و 2440 الصادرين في أبريل و أكتوبر 2018 لم تأتي مسودة القرار الجديد على ذكر المناطق المحررة و تواجد جبهة البوليساريو في ما يسمى المنطقة العازلة .. 
و هو ما يعني تفنيد الإدعاءات المغربية القائلة أن بئر لحلو و تفاريتي تقعان في نطاق المنطقة العازلة و هما اللتان تقعان ضمن المناطق المحررة و على مسافة 92 كلم من الحزام العسكري المغربي.. و يؤكد على ما نص عليه الاتفاق العسكري رقم 1 الذي جاء فيه أن المنطقة المحاذية لشرق هذا الحزام بعرض 5 كلم و الممتدة على طوله و البالغة قرابة 2200 كلم هي منطقة عازلة و تعتبر خطاً فاصلاً بين الجيشين الصحراوي و المغربي ليسمح فيهما للطرفين باستعمال الأسلحة أو القيام بعمليات تمشيطية .. 
و معلوم أن جبهة البوليساريو تتواجد على بعد أقل من 5 كيلومترات من منطقة الكركارات و عدم الإشارة يعني أن مجلس الأمن يعتبر الخمس كيلومترات منطقة عازلة قانونية حسب ما نص عليه الإتفاق العسكري رقم واحد و بالتالي يحق لجبهة البوليساريو التواجد فيها .. 
- التشديد على الدعم الكامل لمساعي و جهود هورست كولر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية و لإشرافه على مسلسل المباحثات من أجل الدفع بالعملية السياسية في الصحراء الغربية .. 
- طرح مقترحين الأول يقضي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و الثاني تكليف الأمانة العامة للأمم المتحدة بتشكيل آلية مستقلة مهمتها مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ..
هذين المقترحين تمت مناقشتهما داخل مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية (فرنسا الصين بريطانيا أمريكا روسيا زائد إسبانيا) و على إنفراد مع جنوب إفريقيا و لازالت فرنسا تعترض على المقترح الأول و لكنها تبدي مرونة بالنسبة المقترح الثاني ..
وفي إطار التواصل مع أعضاء مجلس الأمن، بعث ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، السيد سيدي محمد عمار رسالة إلى السفير كريستوف هيوسقن، الممثل الدائم لألمانيا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الحالي، بين من خلالها موقف جبهة البوليساريو من جملة من القضايا المتضمنة في تقرير الأمين العام وكذلك آفاق العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
اكدت من خلالها جبهة البوليساريو عن قلقها إزاء القيود التي يفرضها المغرب منذ وقت طويل على بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية والتي تعيق بشكل كبير قدرة البعثة على التواصل مع محاورين محليين في الصحراء الغربية المحتلة وتمنع عملها وأدائها لوظائفها. إننا نحث مجلس الأمن على دعوة المغرب إلى إزالة هذه القيود والسماح للبعثة بحرية التواصل مع المحاورين المحليين في الصحراء الغربية المحتلة. إنه من غير المقبول أن تظل سيارات البعثة تحمل لوحات أرقام مغربية على النحو المفصل في الفقرة 56 من تقرير الأمين العام، وأن يقوم المغرب بختم طوابعه على جوازات سفر موظفي البعثة عند الدخول إلى الصحراء الغربية والخروج منها. إنه من اللازم أن يوضع حد لهذه الممارسات المستمرة لأنها تمس من حياد البعثة ومصداقيتها.
إن جبهة البوليساريو تؤيد بقوة جهود المبعوث الشخصي لبناء الثقة بين الطرفين. إننا نعتقد أن تدابير بناء الثقة وبوادر ملموسة لحسن النية ضرورية لإنجاح المرحلة القادمة من العملية السياسية. وكما أقر الأمين العام بذلك، فقد خطت جبهة البوليساريو بالفعل خطوة أولى في هذا الصدد تستحق الثناء، بتدميرها لآخر ما تبقى من مخزونها من الألغام الأرضية. إنه من المؤسف أن الطرف الآخر لم يشرع في أعمال مماثلة لحسن النية ورفض مناقشة تدابير بناء الثقة، وهذا في وقت ما تزال فيه ملايين الألغام الأرضية المدفونة على طول الجدار العسكري المغربي تهدد المدنيين الصحراويين وماشيتهم. إننا نحث مجلس الأمن بقوة على دعوة الطرف الآخر للقيام بمبادرات حسن النية وإظهار الإرادة السياسية اللازمة لدفع العملية السياسية إلى الأمام. إن التقدم فيما يتعلق بالألغام الأرضية ودخول مراقبي حقوق الإنسان إلى الإقليم والإفراج عن المعتقلين السياسيين الصحراويين كلها مجالات يمكن من خلالها الضغط على المغرب لإظهار حسن نيته.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *