للتذكير فقط إستقالة كوهلر كانت قبل اليوم
"الصحراء الغربية في ميزان لعبة الامم" عنوان مقال نشرته في الصحافة الوطنية مع مطلع شهر ابريل الماضي بعد قراءة و تمحص لمسار التسوية التي قاده السيد كوهلر بثقة و نزاهة و عند الوقوف على آخر تطورات هذا المسار أصبح بادي للعيان أن السيد كوهلر قادم على الإستقال لا محالة و أن غلفت بأسباب صحية لأن الرجل بصرامته و استقامته الألمانية لن يقبل بأن يكون منشفة " فوطة" تمسح فيها الأيادي ، و هكذا يصدم المبعوث الأممي بمصالح الدول العظمى وبالخصوص فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية التى أصبحت مهددة في شمال غرب افريقيا من طرف التوسع الصيني و غيرها من الدول التي تتنافس على النفود الجيو إقتصادية في المنطقة, وفي نفس المقال المؤرخ ب 4 ابريل 2019 تم التطرق من جهة أخرى الى اوضاع دول منطقة شمال افريقيا و دول الساحل و السناريوهات المحتملة التى يهيء لها داخل "غرف لعبة الأمم" و التي في نظرنا لا تنفصل عن "مخطط الشرق الأوسط الكبيرو شمال افريقيا" الذي تديره الدول الغربية و تتزعمه امريكا بفرض مشروع "صفقة القرن" التي ستقبر القضية الفلسطينية و التي ستمدد لامحالة الى القضية الصحراوية لتصفيتها خاصة ان اللوبي الييهودي هو من يقف وراء المؤامرات التي تحاك ضد القضيتين.
و من باب التذكير ارتأيت الى أن أعيد للقراء الكرام الفقرة الأخيرة فقط من هذا المقال و توقعاتنا للفشل القريب للسيد كوهلر و تخليه عن مساعيه التي كان متحمسا لها فوق اللزوم و كان الصحراويون او بعضهم من ذوي النوايا الطيبة يثق في أن الأمم المتحدة ستنصف الصحراويين و تحترم إرادتهم:
(،،،) الصحراء الغربية هي اليوم قطب الرحاء و هي الطاولة التي فوقها، تجرى لعبة المصالح الدولية أو لعبة " البُوكير". فعندما يُغَلٍف السيد هورست كوهلر الفشل بالتأكيد على طول المفاوضات ، ودون ان يحدد سقفا لنهايتها، حيث يعترف بعد الطاولة المستديرةالثانية ، بأن الأمر ليس بالسهل و يستدعي المزيد من الوقت ، وحين يغلف الأمين العام السيد غوتيرس الفشل في تقريره المقدم الشهر الماضي الى مجلس الأمن ، بفقدان الثقة وفقدان الإرادة الدولية ، فهذا معناه ببساطة ان المتحكم في الصراع ، ليس النظامين المغربي و الصحراوي ومن ورائهما دول الجوار و لا الأمم المتحدة و مجلس الأمن ، بل هي المصالح الآنية والمنتظرة التي تخطط لها الدول الكبرى .
بعث رسائل الفشل هذه ، لن تمر بسهولة ، والمنطقة مقبلة خلال السنتين القادمتين ، أي الى آخر سنة 2020 (و لم يكن تصريح و زيرة الدفاع الفرنسية الشهر الماضي اثناء انعقاد ملتقى ميونيخ للأمن عبثا، بقولها بأن القضية الصحراوية لن تتجاوز سنة 2020 )، على تحولات وتطورات خطيرة ، ستُجهز على كل دول المنطقة ،ضمن المشروع الخطير " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " والخاسر الأكبر بطبيعة الحال وسط هذه التجاذبات، هو الشعب الصحراوي ،الحلقة الضعيفة.
فأين نحن من كل هذا؟ و ماهي مسؤولة النُخب الصحراوية قيادات و أطر و مثقفين من ما يحاك من مؤامرات ضد المشروع الوطني؟ هل بالفعل هنا إدراك للمخاطر المُحدٍقة بالقضية الوطنية؟ و هل هنا تفكير جدي في رسم خطط و استراتجيات لمواجهة الهجمة الآتية لامحالة،الهادفة الى الإجهاض على مكاسبنا أو على الأقل نتمكن من التخفيف من تأثيراتها علينا؟ الى متى سنبقى نتكيء على أمل مزعوم و نُمني انفسنا بحلول يأتي بها الغير؟ الم تُعلمنا تجربتنا الكفاحية البطولية ان سر مكاسبنا و انتصاراتنا تكمن في ذواتنا و صلابة وحدة شعبنا، الم يحن الوقت للإلتفات الى الذات الوطنية و التفرغ الى ماهو أهم فرض السيادة والإستقلال عوض الإنشغال بمعارك هامشية؟
أسئلة كثيرة و غيرها نريد أن نستفز بها العقل الصحراوي لعله يُبدع في ايجاد الأجوبة الشافية و يستنفر بقية الجسم الوطني للقطيعة مع الدوران في المتاهة والإنطلاقة الى رسم معالم طريق مستقيم يُفضي الى الأستقلال التام مهما كلف من عرق و دم. و "الجماهير الواعية أقوى من المؤامرات الإستعمارية".
بقلم : محمد فاضل محمد سالم