-->

خبر الوداع الاخير من بئر لحلو


قبل التعليق على قصة الصورة، اود التذكير، بشي مهم، لا اعرف الرئيس الراحل محمد العزيز، شخصيا ولم التقيه إلا مرات قليلة، خلال مشواري المهني، وجه لي في بعضها ملاحظات، بسيطة حول عدم اذاعة مقاطع من خطبه لانها رسائل موجه للحضور فقط.
في ليلة حزينة من شهر حزيران يونيو شهر الشهداء عند الشعب الصحراوي، كان قدري ان اذيع على المباشر بالصوت والصورة، المشهد الاخير من الخبر الفاجعة، الذي ألم بشعبنا، تشيع القائد الشهيد الرئيس محمد العزيز الى مثواه الاخير ببلدة بئر لحلو المحررة.
كانت نشرة الاخبار في تلك الليلة طويلة ومليئة ببرقيات التعازي، ومشاهد البكاء وصور الاسى والاصوات الحزينة، كان عليا التحلي برباطة الجأش، والصبر، والظهور بمظهر، متماسك يجعلني اخفي مشاعري وتأثري عن المشاهدين احتراما لمهنتي، هذا ما حصل معي بالفعل، طيلة اصعب واطول نشرة اخبار قدمتها في حياتي تجاوزات ساعة من الزمن.
لم تنهمر دموعي لفقدان الزعيم، او بكاء الرفاق خلف جثمانه في المشهد المهيب، بل دموع مئات النساء المناضلات للواتي وقفنا في طوابير طويلة على قارعة الطريق تحت حر شمس الحمادة الحارقة، ينتظرنا مرور جثمان رجل عظيم عظمة تضحياته شعبه، لالغاء نظرة الوداع الاخير على نعشه الطاهر.
ما حدث لحظة اخذ هذه الصورة التي اصبحت تأرخ لاصعب ذكريات المهنة، وأكثرها حزنا في ذاكرتي، هو ان مخرج النشرة في تلك الليلة الزميل والاخ العزيز عبداتي لبات الرشيد، تعمد توثيق هذا المشهد، الذي حدث في لحظة سريعة كنت قد ودعت المشاهدين في ختام النشرة، وتحولت من دور المقدم الكاتم لمشاعره امام المشاهد الى الناجم الانسان الذي تنهمر دموعه متأثرا بصور النساء والشيوخ والشعب باكمله.
رحم الله معشر الشهداء وجزاهم عنا كريم الجزاء.
الاعلامي: الناجم لحميد حمدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *