-->

الساحل.. دوامة الصراعات المجتمعية يذكيها "عنف مسلح" ريبورتاج لصحفية لوموند الفرنسية

لوموند: إذا لم تتخذ إجراءات قوية وسريعة لتثبيت سلطة الدولة ومعاقبة المجرمين فإن المنطقة بأكملها ستحترق (رويترز)
تطرقت صحيفة لوموند الفرنسية إن دوامة الصراعات الناتجة عن النزاعات المجتمعية في منطقة الساحل تشهد مزيدا من العنف، يؤججه تدخل المسلحين ومليشيات "الدفاع عن النفس" خاصة وسط مالي وفي بوركينا فاسو.
وفي تقرير مطول -انتدبت له الصحيفة ثلاثة من كتابها هم سيريل بنسمون ومورغان لوكام وصوفي دوس- استعرضت لوموند تفاصيل الهجمات المتبادلة بين إثنيتي الدوزو والفلان وسط مالي.
ويعزو كتّاب التقرير تزايد النزاعات بين الجماعات المسلحة في هذا الجزء من البلاد إلى تركز عمليات الجيش أساسا في شمال مالي، مما خفف الضغط العسكري في وسط البلاد وسمح للمسلحين المتطرفين بانتهاز الفرصة للتجنيد في صفوف الفلان.
ويوضح المقال أن الواعظ أمادو كوفه المنحدر من مجتمع الفلان أصبح صوتا لتمرد الجماعات الاسلامية الذي يغذيه الإهمال شبه التام للمنطقة من قبل السلطات المركزية، خاصة أن معظم وكلاء الدولة هربوا من عمليات القتل المستهدف التي أصبحوا ضحيتها بعد فشل محاولات تشكيل الإدارة وانحسار وجود الدولة إلى الشمال والوسط.
انعدام الثقة في العدالة
ووفقا لتقريرين للأمم المتحدة، صادرين في 26 مارس/آذار و31 مايو/أيار، فإن نسبة الموظفين الحكوميين المستقرين في أماكن عملهم بهذه المناطق قد اضمحلت، وبالتالي فإن ضعف السلطة المركزية هذا صاحبه شعور بالإفلات من العقاب، مما أدخل البلاد في دوامة من العنف، قتل خلالها أكثر من 3500 شخص منذ عام 2016.
ويوضح تقرير لوموند أن الجيش المالي الذي يشكو من ضعف الوسائل يستعين أحيانا بإثنية الدوزو لمطاردة جهاديين، خاصة أنه تعرض هو الآخر لهجوم في الخامس من يناير/كانون الثاني الماضي.
وبعد اغتيال زعيم الدوزو من قبل جماعة أمادو كوفه، تأجج الصراع بين الطائفتين، كما اشتد عنف الصيادين ضد مجموعة الفلان فأصبحوا يقتلون وينهبون كما يحلو لهم، كما أورد التقرير.
وكانت لجنة مالي لنزع السلاح وإعادة الدمج قد أعلنت أنه سيتم نزع ومصادرة السلاح. وفي انتظار أن يتم ذلك غادر أكثر من ستين ألف شخص قراهم في منطقة موبتي وسيغو، مما تسبب في مزيد من التوتر بين النازحين والمقيمين الذين يرون في هؤلاء الوافدين الجدد مصدرا لانعدام الأمن.
فوضى وشيكة
وفي تقرير لوموند، نبه الكتاب إلى أن بوركينا فاسو المجاورة لمالي تشهد هي الأخرى توسعا لانتشار النيران "الجهادية" حيث تنشط جماعة "أنصار الإسلام" التي ظهرت عام 2016 وتجند المواطنين هناك على نطاق واسع، لكن هذا التجنيد ليس محصورا في مجتمع الفلان، وزعيمها هو إبراهيم مالام ديكو الذي قاتل إلى جانب رجال أمادو كوفه في مالي.
وأشار التقرير إلى أن هذا الوضع نتج عنه شعور واسع في المنطقة مناهض للفلان، تكونت على إثره الكثير من مليشيات "الدفاع عن النفس" ولكنها غالبا تقوم بأعمال عنف وشغب غير آبهة بسلطة الدولة كجماعة كوغلويوغو (حراس الأدغال) في بوركينا فاسو.
وفي خاتمة التقرير، حذر كتّابه من أنه ما لم تتخذ إجراءات قوية وسريعة لتثبيت سلطة الدولة ومعاقبة المجرمين، فإن المنطقة بأكملها ستحترق بنار الإرهاب والعنف والفوضى والدمار.
المصدر : لوموند

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *