-->

حسم التفاوض و الصراع يعتمد على قوة جيش التحرير و إحترافيته.


يبدو أن الشعب الصحراوي حسم أمره بعد أن سئم الإجترار و راء مجتمع دولي منافق و منظمات دولية و قارية عاجزة عن احترام قرارتها و المواثيق التي أُسست عليها. إن جبهة البوليساريو التي ظلت تحذوها النية الصادقة في إنهاء النزاع الصحراوي المغربي و تجنيب الشعبين الشقيقين و المنطقة برمتها مأساة الحرب و مخاطرها، لم تبخل في يوم من الأيام منذ سنة 1975 في مد يدها الى السلام و الدعوة الى الإخاء و حسن الجوار و قدمت من أجل ذلك تنازلات عدة أهمها إطلاق سراح كافة اسرى الحرب المغاربة بدون شرط اللهم الرغبة في إظهار صِدق الإرادة في طي ملف هذا النزاع الذي عمر طويلا. 
إن كلمة الأخ رئيس الجمهورية أمام قيادات و إطارات جيش التحرير الشعبي يوم 22 يونيو الجاري بمقر الناحية العسكرية الثانية لها أكثر من دلالة و تُقدم رسائل واضحة للخارج كما للداخل "... إن العامل الحاسم في التفاوض و في الصراع هو قوتنا في أرضنا و قوة جيشنا و إحترافيته واستعداده الدائم لحفظ الأمن و الإستقرار وإفشال مخططات العدو..." يقول الأخ الرئيس ابراهيم غالي. 
الدلالة الأولى هي أن إرادة الجبهة في تغير استراتجية التعامل مع منظمة الأمم المتحدة اصبحت تفرض نفسها حيث ظلت هذه المنظمة معرقلة للحل عوض تسهيل الإسراع في تحقيقه و ذلك من خلال عجزها التام عن تطبيق أدنى قراراتها الخاصة بالصحراء الغربية منذ عام 1963 و تساهلها المكشوف مع المحتل حتى لانقول تآمرها معه، فكيف يعقل أن يطرد المكون المدني لبعثة المينورسو بالكامل من الأقليم دون حتى أن تصدر هذه المنظمة بيان شجب أو تنديد و ذلك أضعف الإمان في وقت تتغول و تستأسد عندما حاولت الجبهة غلق ممر الكركرات الذي لم يكن موجودا اصلا منذ وقف إطلاق النار. 
ثانيا: الطرف الصحراوي إستخلص الدروس من عبثية المفاضات و دوامة الدوران في الحلقة المفرغة التي تسعى فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن و قوى دولية أخرى إبقاءنا بداخلها حتى ترتيب مصالحهم الجيوستراتجية و الجيوإقتصاديىة في المنطقةعلى حساب الشعب الصحراوي وهذا مايُستنتج من قول رئيس الجمهورية "إن العامل الحاسم في التفاوض هو قوة جيش التحرير و احترافيته" بمعنى ان الإنحناء للضغوطات و الإبتزاز في المفاوضات أصبحت مرفوضة وأن جيش التحريرالشعبي بإمكانه رفع التحدي كما كان دئما و لعل الإحتلال المغربي و حاميته فرنسا يدركون أكثر من أي كان هذه الحقيقة، فعندما كانت تُغلق ابواب منظمة الوحدة الأفريقية في مطلع الثمانينات في وجه الدبلوماسيين الصحراويين كان جيش التحرير بهجوم ظافر على قوات الغزو يعيد فتحها أمام ممثلي الشعب الصحراوي ليدخلوا رافعين رؤوسهم كما تم في اديس ابابا و في نيروبي رغم أنف فرنسا و الدول الفرنكوفونية التي كانت متكتلة الى جانب الراحل الحسن الثاني و قتئذ. 
ثالثا: إن اسلوب الخنوع و الإنصياع الى رغبات الأمم المتحدة و التوخي من هذه الأخيرة مبداء الجدية في التقدم بتسوية النزاع منذ أن حلت بعثتها بالمنطقة قبل اليوم بحوالي 28 عاما تأكد من عدم جدوائيته العام و الخاص مما يفرض على جبهة البوليساريو مراجعة جميع تعاملاتها مع هذه المنظمة التي فشلت في كل شيئ الا في زيادة كلمة او نقصها في هذا التقرير أو ذاك. 
رابعا: إن الزيارة التي يقودها رئيس الجمهورية بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة بمعية قادة الأركان الى مختلف النواحي العسكرية و اللقاءات المتواصلة مع كافة إطارات و كوادر و قيادات جيش التحرير الشعبي الصحراوي في هذا الظرف بالذات لا تخرج عن السياق العام الذي بدء التحضير له منذ مدة لمواجهة أسوء الإحتمالات و إن كانت رسالة الى الخارج بالدعوة الى " تطوير و تحديث المؤسسة العسكرية و جاهزيتها لك طاريء و أن العامل الحاسم للتفاوض يكمن في قوة جيش التحرير " فإنها رسالة ايضا الى الداخل بستنفار الجسم الصحراوي و الإستعداد للوقوف وراء جيش التحرري الشعبي و مواكبته في هذا الوقت بالذات التي تتوالى فيه الدسائس و المؤامرات من كل حدب و صوب على شعبنا و على المنطقة، خاصة أنه هو المؤسسة المنظمة و القوية و القادرة على فرض أمن و استقرار المواطن و تحقيق طموحه في الحرية و الإستقلال و هو القوة المهابة و الجذيرة بالثقة و ذات الوزن المعتبر لتحديد المسارات المستقبلية و انجاح الإستحقاقات القادمة التي ابرزها المؤتمر الشعبي العام. 
إن جيش الحرير الشعبي الصحراوي الذي يفتخر به الشعب الصحراوي و يعتز به الصديق و يخشاه العدو لاشك سيكون في مستوى متطلبات المرحلة و قادر على رفع التحديات و انتزاع المبادرة و إخراج الشعب الصحراوي من وضعية الإنتظار القاتل وما رافقه من يأس و تزعزع في القناعات و يكون هو قوة الحسم في أي مسعى يهم مصير الشعب الصحراوي. فتحية لمقاتلي و كوادر و قيادات جيش التحرير و هم يتدارسون اليوم في ملتقياتهم كيف يكونون بالفعل عامل الحسم في التفاوض بالمعنى الواسع للكلمة و المجد و الخلود للشهداء الأبرار. 
بقلم: محمد فاضل محمد سالم 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *