-->

الدعاية المغربية تستثمر في مراجعة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الصحراوية والسلفادور


منذ تولي الرئيس السلفادوري الجديد نجيب أبو كيلة مهام منصبه وتعهده بعلاج البلد الواقع في أمريكا الوسطى والذي وصفه بأنه “طفل مريض” بعد أن أدت سنوات من العنف والهجرة إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة والانظار متجهة الى ملامح السياسة السلفادورية الجديدة القائمة على البرغماتية ورعاية المصالح التي من شانها تخفيف الازمات التي يمر بها البلد.

غير ان الدعاية المغربية وكعادتها تحاول استباق الاحداث بتقديم قراءات انتقائية تخدم اجندتها الدعائية في قضية الصحراء الغربية المحتلة، فبعدما أعلنت الحكومة الجديدة لجمهورية السلفاذور عن عزمها تقييم شامل لعلاقاتها مع دول العالم، روجت المنابر الاعلامية المغربية لسحب السلفادور علاقاتها مع الجمهورية الصحراوية دون ان تاتي بنص صريح يفيد ذلك، وما تم تداوله من وثائق لا يتحدث عن اكثر من مراجعة و تقييم علاقة بلاده مع الخارج انطلاقا من نظرته التي يتوخى منها حصول السلفاذور علي منافع وأرباح أكثر مما كانت عليه لمواجهة التحديات و الأزمة التى تعيشها الكثير من بلدان امريكا الوسطى. 
و كان رئيس الجمهورية الصحراوية السيد ابراهيم غالى قد حضر احتفالات و مراسيم تولى السيد بوكيلى لرئاسة بلده واجرى الرئيس الصحراوي مباحثات مع نائب الرئيس السلفادوري السيد فيليكس اولوا، وذلك في ختام الزيارة التي قادته إلى دولة السلفادور شارك خلالها في مراسيم تنصيب الرئيس المنتخب السيد نجيب بوكيلي .
اللقاء أشاد خلاله الرئيس إبراهيم غالي بنجاح مراسيم تسلم رئاسة الجمهورية السلفادورية ، متمنيا للرئيس الجديد ولفريقه وفي مقدمتهم السيد النائب النجاح في مهاهم النبيلة , مجددا التأكيد على رغبة الجمهورية الصحراوية حكومة وشعبا الدائمة الصادقة في تقوية اواصر العلاقات الثنائية بين الطرفين لمافيه خدمة المصالح العليا للبلدين والشعبين .
و كانت الجمهورية الصحراوية و جمهورية السلفاذور قد وقعتا على بيان مشترك بتاريخ 31 يوليوز 1989 يعلنان فيه ربط علاقات ديبلوماسية بينهما و اعتماد سفراء لهما غير مقيمين خلال حكم الرئيس الفريدو كريستانو المنتمى لحزب ارينا (ليبيرالى).
إلا أن السلفاذور قامت بتجميد علاقاتها بالدولة الصحراوية سنة 1997 أثناء فترة رئاسة ارماندو كالديرون لتعيدها خلال رئاسة فرانسيسكو فلوريس سنة 2003.
و تم إعتماد سفير للجمهروية الصحراوية سنة 2010 ابان تولى فونيس ماوريكو لرئاسة جمهورية السلفاذور.
وفي 27 سبتمبر 2017  استقبل السيد سليمان الطيب هنان ، السفير الصحراوي لدى جمهورية السلفادور ، من طرف الرئيس السلفادوري السيد سانشيز سيرين، ليسلمه أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالسلفادور.
وخلال السنة الجارية وقعت كل من حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وحكومة جمهورية السلفادور على اتفاقية تعاون في نهاية الزيارة التي قام بها وفد صحراوي إلى السلفادور، في إطار تقوية و تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين وشعبيهما.
وضمن المواقف المسلجة للسلفادور بالامم المتحدة أكدت السلفادور أنها تولي أهمية كبيرة لدعم المجهودات الرامية الى إيجاد حل سلمي ، عادل ودائم يحترم ويضمن حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وألح الممثل الدائم للسلفادور في الأمم المتحدة أمام اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار السيد روبين إغناثيو ثامورا ، على أهمية استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في أسرع وقت ممكن من أجل إيجاد اتفاق بين الطرفين. 
وعبر المتحدث عن انشغال السلفادور تجاه الإجراءات المتخذة من طرف المغرب فيما يتعلق ببعثة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ؛ مما يؤثر سلبا على أداء مهامها كاملة مما لا يساهم في مسلسل السلام.
وفي هذا الصدد ، أكد ثامورا دعم السلفادور للجهود المجسدة في القرار الذي تقدمت به الجزائر في هذا الشأن.
وفي خضم التحولات التي تشهدها السلفادور بعدما وضع رئيس بلدية سان سلفادور السابق البالغ من العمر 37 عاما حدا لنظام الحزبين الذي سيطر على البلاد لثلاثة عقود بعد أن فاز بأصوات أكثر مما حصل عليه جميع المرشحين الآخرين في الانتخابات الرئاسية في فبراير /شباط الماضي، لابد للدبلوماسية الصحراوية من التحرك بعد المؤشرات الاخيرة لتعزيز مكانتها داخل البرلمان وتفعيل لجنة الصداقة البرلمانية السلفادورية مع الجمهورية الصحراوية للحفاظ على علاقات دبلوماسية بين البلدين وتعرية الدعاية المغربية التي تحاول الاستثمار في مثل هذه المحطات بتسويق مغالطاتها المعهودة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *