الشهادة خلود ابدي ، ووسم العظماء.
تتماهى مظاهر الخلود مع عظمة الامم والشعوب في صور وآيات توشح صدر تاريخها بنياشين واوسمة تتلاءلاء فخرا وعزة ، لتضئي عتمة المنعرجات المدلهمة كلما كادت أن تغيب عنها قيم العطاء والتضحيات ... ... ...
ومن هنأ يصبح لكل شعب مأثره المرتبطة بقضاياه وهي بمثابت علامات استدلالية ومؤشرات طريق ومنارات اهتداء تعنونها ملاحم تركت بصمات على جدار التاريخ .
ولأننا شعب ما ترجل يوما عن صهوات جياده وهو يخوض معارك الخلاص واثبات وجوده تحت الشمس فقد رصعت سما ؤنا بمجرات من الكواكب والنجوم هم شهداء ملاحم الخلود ...
بالأمس كنا على موعد مع التاريخ ونحن نحيي ذكرى ارتقاء روح مفجر ثورتنا وايقونة شهداء القضية الرمز والقدوة الشهيد الولي مصطفى السيد الي رحاب الله .
مع حفظ معان ودلالات الذكرى ، تبقى أوجه أخرى جديرة بالاستنطاق والتمعن ، لأنها معين وزاد يجب أن لا ينضب لمرافقة مسيرة لم تكتمل ... فالولي رحمه الله بالرغم من عمره القصير كان قلم الأمة الذي سطر اسفارا مليئة بالقواعد والخطط والتصورات المؤطرة لرؤية متكاملة في بناء تنظيم وطني ثوري قابل للتجديد والإبداع من داخله . وخطوات ثورية واعية لتجسيد وحدة وطنية كضمانة للنقلة في عوالم لوجود والكينونة والانصهار الكلي في هذه الوحدة . وحدة تتجاوز مفهوم الجزئيات الانشطارية أو عقد الإجماع القابل للانفراط ... والاجمل ان كل هذا الرهان فيه هو التعويل في القدرة على تفجير الطاقات الله متناهية الكامنة في الإنسان الصحراوي .
ثم إن فلسفته في الصراع الذي نخوضه : من أجل ماذا؟ ومع من؟ وأخيرا المبتغى ، وتقدير الثمن ...
وما بين هذين المحددين الكبيرين ؛ هناك الولي القاضي والقائد العسكري .والدبلوماسي ... الولي الفاعل والمتفاعل مع محيطه وقضايا عصره ... ...
ونحن في محراب الذكرى نجد انه من المناسب أن ندعو للغوص في فكر الرجل واستنطاق كنه فلسفته لأنها كفيلة بانعاش تنظيمنا و تدثيره برداء اللالق والجاذبية التي يستحق ...
رحم الله معشر الشهداء وجزاهم عنا كريم الجزاء .
محمد لغظف عوة . 09 يونيو 2019 م .