المغيبون في النظرة الرسمية عن كتابة التاريخ
الامم تبنى على اساس التزام اخلاقي ، ينبع من القناعات وتتزود به النفوس ، والمجتمع الصحراوي كغيره من المجتمعات البشرية لا يمكنه أن يكون طفرة خارجة عن الاطار السوسيولوجي العام ، والتاريخ ارث الامة والزاد الذي لا يمكن العبث به ،أو تذوق طعمه حتى يكون مناسبا للشرب ، فهو تحول يحدث في زمان يساهم في صنعه الافراد والجماعات وعندما تحدث الوقائع تصبح ملكا للأمة .
ان اخطر شيء يواجه كتابة الحوادث التاريخية هو العاطفة ، أو ما يعرف في المعرفة العلمية بالحس المشترك وهو عدم التجرد وطغيان الذات البشرية .
وفي منهجيات البحث العلمي وآلياته يجب ان تدرس الحوادث البشرية مثل الاشياء ،هذا الى جانب المحاذير التي يجب ان تراعى، في أي عمل علمي حيث في الحياة البشرية ، يصعب تحديد السبب من النتيجة ، والعلة من المعلول .
من يكتب التاريخ ؟
من النادر ان يكون من قد صنع التاريخ يكتب التاريخ .
ولكن الباحثين المختصين في التاريخ هم الذين يقومون بكتابة التاريخ بشكل فردي أو جماعي، حيث تؤسس المعاهد لهذا الغرض وتوفر لها الوسائل المعنوية والمادية للقيام بعملها على احسن وجه .
وفي واقعنا تٌغيب النخبة والمختصين ، ويصبح الشهود والرواة ،والمشاركين في صناعة احداث تاريخية ، هم من يكتبون التاريخ بهذا تصبح كتابة التاريخ على شاكلة ما قاله الشاعر المتنبي :
يا أعدل الناس إلا في مٌعاملتي *** فيك الخصامٌ وأنت الخصمٌ والحكمٌ
ان تغييب هياكل المؤسسات الوطنية المتخصصة وخاصة مديريات وزارة الثقافة عن مجموعات كتابة التاريخ يشكل رجوع الى الخلف وضرب بعرض الحائط ما تم انجازه واذكر من هذه المديريات
ـ المديرية المركزية للتدوين وحفظ الذاكرة الشفهية التي انجزت ازيد من 30 كتابا ثقافيا متنوعا الى جانب مئات المقابلات مع الاباء والأمهات .
ـ مديرية البحوث والدراسات ولها عديد البحوث والأيام الدراسية الثقافية والعلمية في ميادين متعددة .
ـ مديرية الاثار وما قامت به من مجهود وبعثات علمية في تحديد المواقع الاثرية في الصحراء الغربية و دراستها دراسة علمية .
ـ مديرية السينما التي من خلالها يمكن المساهمة في التسجيل والتوثيق .
محمد عالي لمن .