منع المراقبين الأجانب و إقامة المحاكمات السياسية و التضييق على السجناء السياسيين الصحراويين في ظل حصار مشدد على حرية التعبير و التظاهر السلمي بالصحراء الغربية
لا زالت وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية تثير القلق الشديد و تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري و العاجل لحماية المدنيين الصحراويين من بطش و قمع مختلف الأجهزة المدنية و العسكرية المغربية ، التي تضرب حصارا متعدد الأشكال على مدن الصحراء الغربية بهدف منع المتظاهرين الصحراويين من ممارسة حقوقهم في التعبير و الرأي و في التظاهر السلمي ، و هي حقوق مكفولة في كافة المواثيق و العهود الدولية ذات الصلة .
01 / المحاكمات السياسية و استنطاق شبان صحراويين بمخافر الشرطة :
شهدت مجموعة من المدن بالمغرب و الصحراء الغربية عدة محاكمات سياسية أقيمت في حق شبان صحراويين يدافعون عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي من خلال مشاركتهم في المظاهرات السلمية رفقة العديد من المواطنين الصحراويين ، الذين بات أغلبهم عرضة للاستنطاق من قبل الأجهزة البوليسية المغربية مع ما يصاحب ذلك من تلفيق للتهم و إخضاع لتوقيع محاضر الضابطة القضائية تحت التعذيب و الإكراه.
و في هذا الإطار ، أصدرت بتاريخ 27 حزيران / يونيو 2019 هيئة المحكمة الابتدائية بالسمارة / الصحراء الغربية حكما جائرا و قاسيا مدته سنة واحدة سجنا نافذة ضد الشاب و المعتقل السياسي الصحراوي " عالي حسن عالي " الملقب ب " السلوكي " بعد أن ظل و لمدة تفوق 20 يوما رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالمدينة المذكورة، حيث كان قد تعرض بها للاعتقال التعسفي بسبب محاولته المشاركة في استقبال المدون و المعتقل السياسي الصحراوي " صلاح الدين لبصير " المفرج عنه بداية شهر حزيران / يونيو على إثر عقوبة سجنية دامت 04 سنوات سجنا نافذة .
و كانت هيئة المحكمة الابتدائية بمدينة العيون / الصحراء الغربية قد أرجأت بتاريخ 24 حزيران / يونيو 2019 ، النطق بالحكم المنتظر أن يصدر في حق المدونة و الإعلامية الصحراوية " نزهدة خطاري الخالدي " المتابعة في حالة سراح إلى غاية 08 تموز / يوليوز 2019 بعد أن تمت مناقشة ملف متابعتها من قبل هيئة المحكمة بحضورها و حضور هيئة دفاعها المكونة من الأستاذ " محمد فاضل مولاي أحمد الليلي " ، الذي دافع عن البراءة لموكلته ، معتبرا متابعتها القضائية خالية من أية دليل للإدانة ، على اعتبار أنها لم تقم بأي فعل إجرامي ، فقط كانت تقوم بتغطية و رصد وقفة احتجاجية سلمية عرفتها مدينة العيون / الصحراء الغربية في وقت سابق ، مشددا على أنها لم تنتحل أية صفة و ما قامت به هو قناعة شخصية من حقها كمدافعة عن حقوق الإنسان أن تقوم بها ، و هي التي شاركت في العديد من الملتقيات الدولية بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما أرجأت بتاريخ 25 حزيران / يونيو 2019 هيئة المحكمة الابتدائية بغرفة الجنايات بمراكش / المغرب ، محاكمة الطالب و المعتقل السياسي الصحراوي " الحسين البشير إبراهيم " الملقب ب " أمعضور " إلى غاية 16 تموز / يوليوز 2019 .
و قد حضر مراقبون دوليون إسبان لمراقبة هذه المحاكمة ، و يتعلق الأمر بكل من : " اكريستينا مارتينيز " و " Cristina Martínez و " باولا شامورو " Paula Chamorro و " باتريس فاسكيس "Beatriz Vázquez .
في حين منعت السلطات المغربية مجموعة من الطلبة و المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و المعطلين الصحراويين من الدخول إلى قاعة الجلسات لمتابعة أطوار هذه المحاكمة السياسية ، و هو ما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر محكمة الاستئناف دامت لعدة ساعات رفعت خلالها شعارات مطالبة بالاستقلال و تقرير المصير و بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين المتواجدين بالسجون المغربية .
و في صلة بالمضايقات التي تطال المدنيين الصحراويين ، استدعت الشرطة المغربية بتاريخ 19 حزيران / يونيو 2019 الشاب الصحراوي " أيوب الغن " و أخضعته إلى الاستنطاق المطول لمدة فاقت 08 ساعات بمخفر الشرطة بولاية الأمن بالعيون / الصحراء الغربية قبل أن تخلي سبيله بدون أن توجه له تهمة محددة و بدون أن يقدم أمام وكيل الملك .
و جاء استدعاء هذا الشاب بعد أن كان قد خضع لنفس الاستنطاق بتاريخ 11 من نفس الشهر لدى مفوضية الشرطة بمدينة الدار البيضاء / المغرب مباشرة بعد توقيفه و والدته بمطار محمد الخامس الدولي بهذه المدينة و منعهما من السفر إلى الجزائر بمبرر ادعاء الشرطة المغربية وجود مذكرة بحث صادرة في حق الشاب الصحراوي " أيوب الغن " تعود إلى سنة 2016 .
02 / طرد و منع مراقبين أجانب من دخول مدينة العيون / الصحراء الغربية :
منعت السلطات المغربية بتاريخ 23 حزيران / يونيو 2019 مجموعة متكونة من 03 مراقبين أجانب قادمين من جزر الكناري بإسبانيا من دخول مدينة العيون / الصحراء الغربية لحضور محاكمة المدونة و الإعلامية الصحراوية " نزهة خطاري الخالدي " ، و يتعلق الأمر بكل من : " إنيس ميرندا نافارو " و " مغيل انخيل خيريز خوان " و " خوسيه ماريا اثيستا سييرا " ، الذين أرغموا على البقاء داخل المطار إلى أن عادوا على نفس الطائرة التي أقلتهم .
و جاء منع هؤلاء المراقبين الإسبان في ظل استمرار الدولة المغربية طرد المراقبين الأجانب و منعهم من دخول الصحراء الغربية لحضور المحاكمات السياسية و الاطلاع على وضعية حقوق الإنسان ، في وقت سمحت فيه لمجموعة من المراقبين الأجانب الدخول إلى المغرب للحضور للمحاكمات السياسية ، و التي كان آخرها حضور 03 مراقبين إسبان لمحاكمة الطالب و المعتقل السياسي الصحراوي " الحسين البشير إبراهيم " الملقب ب " أمعضور ، الذي كان قد مثل بتاريخ 25 حزيران / يونيو 2019 أمام هيئة المحكمة الابتدائية بغرفة الجنايات بمراكش / المغرب .
03 / استمرار السلطات المغربية في الترحيل التعسفي و إساءة معاملة المعتقلين السياسيين الصحراويين
أقدمت في هذا الإطار السلطات المغربية بتاريخ 20 حزيران / يونيو 2019 على ترحيل تعسفي للسجين السياسي الصحراوي " علي سالم بوجمعة " الملقب ب " السعدوني " من السجن المحلي بالعيون / الصحراء الغربية إلى السجن المحلي بوزكارن / المغرب .
و جاء هذا الترحيل التعسفي إلى سجن يبعد عن عائلة السجين السياسي الصحراوي " علي سالم بوجمعة " بحوالي 450 كلم مباشرة بعد مثوله أمام هيئة محكمة الاستئناف بمدينة العيون / الصحراء الغربية و إصدار حكم ضده مدته 05 أشهر سجنا نافذة .
و بحسب ما أفادت به العديد من المصادر العائلية أن " علي سالم بوجمعة السعدوني " تعرض للضرب المبرح و تم تكبيل يديه إلى الوراء و تعصيب عينيه طيلة فترة نقله قبل أن يتم وضعه داخل زنزانة بالسجن المحلي بوزكارن / المغرب ، حيث لا زال داخلها يعاني من مختلف المضايقات المصحوبة بممارسات مهينة و حاطة من الكرامة الإنسانية .
و في ذات السياق ، كانت السلطات المغربية قد رحلت بتاريخ 11 حزيران / يونيو 2019 السجين السياسي الصحراوي " الخليل مسعود مبيركات " الملقب ب " شكرادي " من السجن المحلي ورزازات / المغرب إلى السجن المحلي أيت ملول / المغرب قبل أن تقوم مجددا بتاريخ 19 حزيران / يونيو 2019 على ترحيله إلى السجن المحلي بوزكارن / المغرب .
و بحسب إفادة عائلة السجين السياسي الصحراوي " الخليل مسعود مبيركات " أن ابنها ظل لمدة تفوق 03 أشهر يعاني من المضايقات و من الظروف المزرية بالسجن المحلي بورززات / المغرب ، و هو ما جعله يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام دام 30 يوما ، كما ظل داخل السجن المحلي لأيت ملول 01 يعاني من سوء المعاملة داخل زنزانة مكتظة بسجناء الحق العام قبل أن يفاجئ بنقله إلى السجن المحلي بوزكارن / المغرب ، حيث سبق أن سجن داخله و خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 40 يوما ، احتجاجا منه على الظروف المزرية و سوء المعاملة التي تطاله من قبل موظفي السجن .
و في علاقة بالمضايقات التي تطال السجناء السياسيين الصحراويين بمختلف السجون المغربية ، أكدت مجموعة من المصادر العائلية تعرض أبناءها لسوء المعاملة و الحرمان من أبسط الحقوق ، و التي يتم إيجازها فيما يلي:
+ مصادرة حق الطالب و السجين السياسي الصحراوي " عبد المولى محمد الحافظ " الملقب ب " الحافيظي " المحكوم ب 10 سنوات سجنا نافذة و المتواجد بالسجن المحلي عين السبع " عكاشة " بالدار البيضاء / المغرب من حقه في متابعة دراسته الجامعية و من التسجيل ضمن الطلبة الراغبين في الحصول على الماستر .
+ حرمان السجناء السياسيين الصحراويين " البشير العبد المحضار خدا " و " محمد لمين عابدين هدي " و " سيدي عبدالله أحمد ابهاه " و " محمد حسنة أحمد سالم بوريال " من حقهم في الزيارة بالتزامن مع عيد الفطر و من الاستفادة من إدخال بعض المؤن و المواد الضرورية بالسجن المحلي تيفلت 2 بالخميسات / المغرب .
+ حرمان " سيدي عبدالله أحمد ابهاه " المحكوم بالمؤبد و المتواجد بالسجن المحلي تيفلت بالخميسات / المغرب من حقه في العلاج و الدواء .
+ رفض إدارة المركب السجني إجراء فحوصات طبية عاجلة للطالبين و السجينين السياسيين الصحراويين " محمد صالح بوجمعة دادا " و " عزيز محمد أمبارك الوحيدي " المحكوم عليهما ب 10 سنوات سجنا نافذة ، بالرغم من مطالبتهما بذلك بعد تأكدهما من إصابة أحد سجناء الحق العام المغاربة بمرض السل داخل الزنزانة التي يتواجدان بها .
+ منع السجين السياسي الصحراوي " أحمد البشير السباعي " المحكوم بالمؤبد و المتواجد بالسجن المركزي بالقنيطرة / المغرب من مواصلة الخضوع لفحوصات طبية كان من المقرر أن يخضع لها بالمستشفى الإقليمي بتاريخ 26 حزيران / يونيو 2019
+ رفض السلطات المغربية نقل السجين السياسي الصحراوي " عبد الله الوالي الخقاوني " المحكوم بالمؤبد و المتواجد بالسجن المركزي بالقنيطرة / المغرب إلى المستشفى قصد متابعة الفحوصات الطبية على مستوى الجهاز الهضمي و العينين .
تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان
CODESA
العيون / الصحراء الغربية : 02 يوليو / يوليو 2019