-->

اللجنة التحضيرية للمؤتمر، هل تخطت العين الحاجب؟


بعد الإعلان عن تشكيلة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس عشر للجبهة طفق طوفان أو تسونامي من التعليقات المكتوبة والمسموعة والصامتة حول تكوينها وتركيبتها، بعض الطوفان يجرف الأشخاص، وبعضه يمزق التركيبة برمتها وبعضه يخسف بكل ما يأتي في طريقه. وذهب البعض إلى نسبتها للنظام الصحراوي وكأنه يعلن إنفصاله عنه، وأعتبرها البعض مطية لهدف معين رغم أنها في نظري محدودبة عجفاء (ملاطية بالحسنية) لاتعدو كونها حلقة وصل بين هيئة الأمانة الوطنية التي تعلن عنها بموجب القانون الداخلي للمنظمة والمؤتمر الشعبي العام أعلى هيئة في التنظيم الوطني الثوري.
هذا المؤتمر هو الرقم 15 في مؤتمرات التنظيم الوطني الصحراوي، ووفق تجربتي المتواضعة ومشاركاتي الأكثر تواضعا في ما سبق من مؤتمرات لم أذكر أن لجنة تحضيرية حظيت بمثل ما حظيت به اللجنة الحالية من تناول وتداول وتعليقات وكتابات ونقد وإجحاف أحيانا وإنصاف في أحايين أخرى، ربما يساهم في ذلك إنتشار عالم التواصل الإجتماعي ولكن كان هناك في الماضي ما يساويه ومع ذلك وفي إعتقادي بقيت اللجنة التحضيرية في ما مضى من مؤتمرات مجرد وسيلة ربط بين الهيئة القيادية الأعلى (الأمانة الوطنية) بعد المؤتمر، تعمل فقط على أن تكون جسرا يمشي عليه الجميع أمانة ومناضلين إلى وقت إنعقاد الهيئة الأسمى (المؤتمر) من خلال ترتيبات تقنية بحتة مثل تحضير المكان وقوائم المشاركين وتصنيفاتهم (مؤتمرين/منتدبين/ضيوف/صحافة/تأمين)، الوسائل المادية من بطاقات عضوية، مستلزمات القاعة، آلة الصوت والتسجيل، ملصقات ...إلخ. ومن خلال ترتيبات عملية تتمثل في الندوات على كل المستويات (محلية/جهوية/وطنية) يتمكن الشعب من خلالها من المشاركة في صنع القرار ووضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالبرامج والسياسات والخطط جميعها سواء منها ما تعلق بالتسيير أوبالموضوع الأكثر أهمية وهو التحرير.
وأكتب الآن للتعبير عن الإستغراب من هذا الكم الهائل من العناية والتناول الذي نالته هذه اللجنة وكأنها تختلف عن سابقاتها، في الوقت الذي نعلم جميعا أنها لا تختلف في شئ سوى في بعض الأسماء التي ترد للمرة الأولى وهذا سند إيجابي في الموضوع، ولا ينبغي أن نجعل منها أو ندفعها دفعا لان تتخطى الحدود التي يرسمها لها النظام الداخلي للحركة، أو نعتقد والبعض منا يؤمن أنها تحدد السياسات وتضع البرامج والخطط، وبهذا نسمح لأنفسنا بأن نورد فيها ما يقوله المثل الحساني: "العين إلا اتخطات حاجبها أخسر واجبها".
لا خلاف على تأثير الأشخاص في مسار النقاشات والميل بها نحو إتجاه معين، ولكن هذا الأمر ليس حكرا على أعضاء اللجنة فالنقاش من خلال منابر الندوات متاح للجميع، وحينها فليأتي كل بما لديه من حجج وأدوات إقناع ويضعها بين أيدي المناضلين ليتفقوا أو يختلفوا بشأنها، فالموضوع هو قوة الحجج والقدرة على البرهنة وإثبات صحة وجدوائية الفكرة، وهذا ايضا متاح للجميع.
كان يجب على من تناول الموضوع من اي زاوية أو واجهة كانت (نقد/تحليل/إنصاف/إجحاف) أن يكون حذرا ولبقا أو على الأقل يتعاطى مع الموضوع (موضوع اللجنة التحضيرية) إنطلاقا من الإسم الذي تحمله (أسمها أحظاها)، فهي مجرد تحضير وتمهيد للحدث الأبرز وللهيئة العليا في سلم التنظيم الوطني الصحراوي. ولو كنا فعلنا لتفادينا الكثير من اللغط الذي لا لازمة ولا حاجة له، ولكنا ساهمنا بأضعف الإيمان في التحضير السلس والمرن والمتين للإستحقاق الذي ننتظره، ونكون بذلك حضرنا أنفسنا للمشاركة فيه بما نراه سيقدمنا إلى الأمام ويقربنا من تحقيق ما نصبو إليه.
ليس الوقت متأخرا على مراجعة ذواتنا وكتاباتنا وتعليقاتنا ونقدنا لموضوع اللجنة، ففي الحالة الطبيعية وإنطلاقا من طبيعتها ستعمل على التحضير للمؤتمر وفق ما يُلزمها به النظام الداخلي للمنظمة والذي لا يعدو كونه مجرد تمهيد للمؤتمر كما أسلفنا، ولن تتأثر بما قيل عنها هنا أو هناك لانه سابق لأوانه في بعض الحالات، ومجحف في طرحه في حالات أخرى، ولايفيد في شئ في بعض الأمثلة فضلا عن أنه وفقا للبعض أراحنا من عبئه عندما نسب الإعلان عنها إلى النظام الصحراوي الذي نختلف عليه ولا نختلف معه، وكأنه يعفينا من إنتماءه إلى هذا النظام الذي نفتخر بالإنتماء إليه مهما كانت تحفظاتنا، فهو المصير حاليا والعائلة التي تلم شمل كل الصحراويين حتى تحقيق هدفهم المنشود، والخلاف في حدود العائلة لا يفسد للود قضية.
حمادي البشير
سبتمبر 2019

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *