-->

هل تخلت النخب عن الجماهير؟


إن الحديث عن استحقاق مهما يكن، من حيث الوزن و الأهمية، تسبقه رؤية نخب المجتمع و طرحهم، و بذلك تتشكل عند عامة الشعب و القواعد، خلاصة حول العقبات الكبرى المنتظرة و ملامح التوجهات المطروحة علاوة عن مبادرة هذه النخب لعرض بدائل تسمح بتطوير او تصحيح ما خلفته العهدة المنتهية من أخطاء كانت أو تجاوزات.
إن البحث عن فهم الوضع الراهن و قراءة مستقبله من منظور النخب، سيكون أمر له التاثير الايجابي و المساهمة الفعالة في إعداد أرضية مساعدة لصياغة مقاربة منشودة قد تكون هي الشعاع الذي يعيد سكة العمل إلى جديتها و جداويتها المعهودة، و إخراجها من دوامة حلقة الصفر التي صارت ملازمة لها منذ ازيد من الـ6 سنوات. 
غير أن الواقع الذي نعيش على وتر مستجداته أراه مختلف في وضعنا لكل تلك الادبيات و المناهج التي دأب عليه المثقف النخبوي، لأن الحديث الذي سبق الحدث، اثبت أنه "إلى الساعة" لا شي جديد، بل حافظة هذه النخب على قديم عهدها و بدأت بحصر المشاكل و العراقيل، بعيدا عن البحث عن الحلول و المخارج، التي من شأنها إزالة هذه العقبات، و كأن الدور المنوط بها أساسا هو تحديد المشاكل و تبرئة الذمة من مقترحات لحلها و حقيقة الأمر أن هذا التموقع ليس إلا جزء محدود جدا من المسؤوليات الملقاة على عواتق هذه الفئة.
النخب حقا غير هذا، فقديما كانت حصص بين الطبيب و الإعلامي و المهندس و كل من له شهادة علمية و أساسا الجامعية منها، أما الآن فقد تبدل المفهوم بتغير الظروف و أصبحت النخبة هي من يقترح الحل زمن الشدة و من يرى المستقبل بعدسة استراتيجية تأخد بعين الاعتبار آليات و طرق بلوغ الهدف و تبحث عن الحلول إذا حلت الازمات. النخبة أصبحت الفئة التي توحد الصف و تواجه التشرذم، و تصنع من الإنجاز أمل بغد أفضل و من الانكسار تجربة تنير القادم، هدفها دوما المصلحة العامة و بناء مجتمع قوي و متماسك و موحد.
هذه الأسطر كتبتها بعد أن أحصيت أغلب ردود الفعل، قبيل الإعلان اللجنة التحضيرية و حتى بأيام بعد الكشف عنها، و أظن أن الذي يريد التغيير عليه أن يقتنع أولا بقواعد هذا الفعل و يمتثل بها:
- الــوعي. 
- الفــهم. 
- القبــول.
- الإلتـزام. 
هذه المواصفات تعدت حصر المشاكل و تحديدها، لأن التغيير فعلا أكبر من ذلك، و لعل الإجابة عن عنوان الموضوع تكمن في خاتمته، التخلي مستبعد إن لم أقل انه مستحيل، غير أن غياب مخارج مقدمة من النخب، هو تخلي و لو أنه فكريا لا ميدانيا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *