-->

المشاركة السياسية للمرأة الصحراوية....


على مشارف كل استحقاق وطني يتزايد الوعي أكثر لدى المرأة الصحراوية بضرورة اقتحام المشهد السياسي كشريك طبيعي في صنع القرار . واذا كانت المشاركة السياسية للمراة عالميا تعد موضوعا جدليا يستحوذ إهتمام الناشطين في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة والأمن والأمان... وبالرغم أن التنظيم الوطني الصحراوي ممثلا في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب التي يعود لها الفضل في تحرير ارادة المراة ومنحها المكانة الائقة خاصة انها استحقتها وانتزعتها بتضحياتها الاسطورية ..ولعل هذه المكانة تجلت من خلال حضورهن القوي في الدولة الصحراوية التي تعززت مؤسساتها وهياكلها بالنساء الصحراويات الا ان كل هذا الرصيد قد لا ينعكس على الواقع الحالي ومن هنا تبرز تساؤلات متجددة بشأن نسبة المشاركة السياسية للمرأة ومستوى اداءها وكيفية. ومدى قدرتها على التأثير في الحياة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.ومدى صلتها بالنضال القائم من أجل الحريات العامة وحقوق الإنسان في مجتمعنا الصحراوي ..وهل المجتمع المدني لديه القدرة على تعبئة النساء والرجال المؤيدين لحقوق النساء لإحداث تغيير في النظرة لأهمية الاستفادة من نصف المجتمع..؟
..لاشك أن هناك عديد التوصيات عند كل مؤتمر تؤكد على المشاركة السياسية للمرأة لكن الاستجابة لذلك المسعى لم يتحقق بالقدر المطلوب..مثلا اذا أخذنا تمثيل المرأة في الأمانة العامة للجبهة والوزارات والمجلس الوطني الصحراوي نجد النسبة محدودة للغاية ناهيك عن انعدام وجودها في المناصب الدبلوماسية والأمانة العامة للوزارات.. وعلى ضوء هذه النتائج والنسب المتفاوتة يمكن دارسة هذه الصعوبات والعقبات التي على المرأة تخطيها إذا مارادت خوض غمار العمل العام..لعل من أبرز تلك العقبات عوامل فيزيولوجية متصلة بطبيعة المرأة نفسها إضافة إلى وضعها الاقتصادية.وعوامل متصلة بالمؤسسة السياسية.وعوامل متصلة بالمجتمع والثقافة السائدة فيه...ومفهوم نظام الكوتا الذي أصبح وسيلة أساسية وأحد آليات تغير قواعد اللعبة السياسية ( الكوتا كما يعرف الجميع مرحلية ومؤقتة لتعويض المجتمع لا لتعويض عدم قدرة المرأة على الوصول إلى السلطة العليا..)...
وفي الأخير نقول إن تفعيل المشاركة السياسية للمرأة الصحراوية تلتزم مشاركة مجتمعية شاملة لأ جزئية وتلك هي نقطة البداية...فتمكين المرأة بات يشكل التحدي الأهم لتحقيق التنمية على أساس المشاركة والفرص المتساوية...
بقلم الأستاذة...الرعبوب بركة بوزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *