-->

الاختراق المخزي لاشعال جبهتنا الداخلية


لا شك ان الاعلام سلاح ذو حدين، فهو وسيلة للبناء كلما حسن استغلاله وتوجيهه في خدمة المجتمع، والة للهدم والدمار كلما ساء استخدامه، وفي واقعنا ومع التطور المتسارع لوسائل الاعلام والاتصال وسهولة ولوجها، رافقت هذا التطور مظاهر سلبية، ومدمرة، ولعلى من ابرزها ظهور بعض الصفحات والمواقع، مجهولة الهوية، لكنها تتحدث باسم الوطن لتبث السموم والجراثيم التي تستهدف مناعة جسم الوطن، ولعلى الكل متفق على ان في مقدمتها ما يسمى "صوت الوطن" والوطن منه براء، بسبب المضامين الحاقدة، التي تتبنى خطاب الكراهية داخل المجتمع والتخفي لكيل التهم والتشهير بالصحراويين وحبك قصص المؤامرات ضد التنظيم والدولة الصحراوية دون تفويض من احد. 
هذه الظاهرة وللاسف الشديد لم تستنكر بشكل صريح وواضح من قبل الدولة ولم تصنف ضمن المواقع المعادية التي تستهدف وحدة الشعب وتماسكه الاجتماعي، وجب التحذير منها كإجراء لتحصين المجتمع من الدعاية المعادية، وعدم ترك الموقع المذكور يتمادى في بث الشائعات واللعب على المعنويات على مدار اكثر من سنة، دون حسيب او رقيب، وكان اخر هذه الزوابع التي اثارها، انتهاك حرمة إمراة صحراوية واستهداف المجتمع في قيمه الدينية والاخلاقية دون مرعاة لمشاعر الصحراويين وحساسية المس من الاعراض في مجتمع مسلم ومحافظ، وهو ما قوبل بموجة استهجان واسنتكار واسعة من قبل الجميع، باعتبار ان القضية ليست استهدافا لشخص او عائلة فقط وإنما للمجتمع برمته.

هذا الفعل الشنيع والمحرم شرعا وعرفا وقانونا، فتح المجال امام الاحتقان وردات الفعل العنيفة والتي لم تسلم منها مؤسسات الدولة الصحراوية التي هي ملك للجميع، فضلا عن موجات التحريض والتحريض المضاد والنفخ في القبلية واساليبها البالية لاستنهاضها من جديد، في عملية تتقاطع ومؤامرات الاحتلال المغربي في استهداف الجبهة الداخلية واشعالها وشغل الصحراويين عن معركتهم الاساسية مع عدو غاصب ومحتل لارضهم، تسبب في تشريدهم و ارتكب ولا يزال المجازر في حقهم، ولا يريد لهم سوى الاندثار.
إن ثقافة الحوار وبناء مستقبل يحقق الكرامة للجميع، في كنف العدالة والمساوة ودولة القانون يحتم العمل على جمع شمل الصحراويين، واستيعابهم حتى الذين اختاروا الطريق الخطأ، يجب ان لا نتركهم ونظل نمد اليد لعودتهم لحضن القضية، وليس باشهار السلاح في وجوههم او الاساءة لهم وتنفيرهم من شعبهم ووطنهم، فتاريخ الشعب الصحراوي الطويل لم يكتب تشهير الجبهة الشعبية باي صحراوي او نعته باوصاف قدح مهما اختلفت وجهات النظر وتباينت المواقف، ويبقى ان نسعى باستمرار على استعادة كل الصحراويين وخلق الظروف الجاذبة لهم وليس العكس. 
وباعتبار ان المجتمع قليل العدد وسريع التأثر بما ينشر عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، دون إدراك لمخاطره، اصبح عرضة لمثل هذه المنابر المسمومة والتي تتحين الفرص لتهييجه وخلق ازمات بداخله مثلما هو الحال في الحادثة الاخيرة التي اريد بها التشويش على عملية التحضير للمؤتمر والتوجه السياسي في مراجعة التعاطي مع مخطط التسوية الاممي، وجعل الراي العام مشغولا بنفسه، وهو ما يعكس خطورة التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي كفضاءات يجب ان ينصب الجهد فيها على المرافعة عن القضية الوطنية وجعلها جبهة مع عدو كل الصحراويين، الاحتلال المغربي، وهذا يحتاج الى لعب ادوات التاثير في المجتمع (الشؤون الدينية، التنظيم السياسي، الاعلام ...) الدور الاساسي في توجيه المجتمع للاستفادة بشكل ايجابي من هذه الوسائط وعدم الانصياع للمجاهيل التي تحاول بث التفرقة والتشرذم وتفكيك اللحمة الوطنية. 
إن الخروج من الازمة التي يتخبط فيها المجتمع اليوم، تكمن في مراجعة التعاطي مع القضايا التي تثير الراي العام وإعلان موقف واضح منها ونبذ مثل هذه الممارسات التي تستهدف المجتمع بالدعاية المغرضة ونشر الشائعات وبث الفتنة وانتهاك الاعراض وهتك ستر الاسر واستهداف مؤسسات الدولة الصحراوية. 
لذا لابد من ان تخرج الدولة عن صمتها وان تعلن براءتها من مثل هذه المواقع، وفتح تحقيق جدي وسريع لتحديد الجهات التي تقف ورائه وهدفها من هذه البلبلة. 
تفعيل مؤسسة الاعلام ومركزية التنظيم السياسي للرد على مثل هذه الدعايات التي تستغل حالة الفراغ التي يتركها تراجع دور ادوات التنظيم السياسي لتنتحل صفته في مواقع افتراضية وتوزع صكوك الوطنية واطلاق تهم الخيانة والعمالة بشكل جزافي وإذكاء النعرات القبيلة. 
تغليب لغة الحوار في معالجة مثل هذه القضايا واعتماد اسلوب الاقناع والتحاكم للقانون، وفرز كل من يستثمر فيها لاجنداته الخاصة. 
فرض هيبة الدولة بتقوية مؤسساتها وحماية الاجهزة الامنية من الاختراق والعاملين بها من الاعتداءات، وعدم التساهل مع من يريد العبث بالمؤسسات او التطاول عليها لانها ملك للجميع. 
عزل كل من يثبت تورطه من قريب او بعيد في خلق مثل هذه الاعمال العدائية للشعب واستقراره مهما كان موقعه في السلطة وتقديمه للعدالة لتعزيز ثقة الصحراويين في الدولة والقانون. 
وضع خطة وطنية لخلق بيئة للحوار الوطني لتجاوز الوضع الراهن المثقل بتراكمات الماضي وإشراك النخب في بث قيم التسامع والالتفاف حول مثل ومبادئ الثورة والاهداف الوطنية في الحرية والاستقلال. 
وفي الاخير يبقى من الواجب على الجميع التسامي بالنفوس عن الصغائر والصراعات البينية والتحلي بروح المودة والاخاء وصيانة اللسان وعدم اساءة الظن بالغير والعمل على تأليف قلوب كل الصحراويين والنصح لهم بالتي هي احسن، وربطهم بقضيتهم وواقعهم للتغلب على الاحتلال وبعث الامل في اجيال المستقبل بالنصر الاكيد. 
بقلم: حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *