ولد الشيخ من الحياد الى الحياد!؟
لايفهم ماقاله الوزير الموريتاني للخارجية في تصريحه يوم امس بأن بلاده ستنتقل من " الحياد الى عدم الانحياز" في مشكلة الصحراء الغربية و لا يفهم كلام الوزير " سنكونوا نشيطين" بمعنى ان الدبلوماسية الموريتانية ستكون نشطة على خط ينطلق من نقطة الحياد ليصل الى نقطة عدم الانحياز. و يضيف الوزيرالمحترم عن رغبته في ايجاد حل عادل مقبول بين الاطراف عوض (بين الطرفين المحددين في قرارات الجمعية العامة و مجلس الامن جبهة البولساريو و المملكة المغربية) لنزاع الصحراء بدون ذكر الصفة التي تطلقها الامم المتحدة و المجتمع الدولي على المنطقة اي " الصحراء الغربية"
كل هذا الغموض و الضبابية في هذا التصريح يمكن ان يمر هكذا و لا يلفت انتباه أحد لو انه جاء على لسان شخص آخر غير الوزير و لد الشيخ، الدبلوماسي المحنكة والذي خبر اغوار منظمة الامم المتحدة و جرب مسالكها وهو الذي تحمل مسؤولية مبعوث لها الى ازمة اليمن و بالمناسبة كم كان فخر امة البيظان من وادنون الى تمبوكتو عندما زف لها خبر اختيار واحد من ابائها من طرف المجتمع الدولي ليكلفه بواحد من اصعب الملفات الدولية.
ان تصريح الرجل و الذي يعرف ما يقول، لا يخرج عن الرغبة في تشبيك و تكييف مصالح موريتانيا مع اطماع الدول العظمى في الصحراء الغربية و الساحل و خاصة المصالح الفرنسية و الأمريكية بعد الاكتشافات المذهلة للغاز قبالة الساحل الموريتاني، فمقال سابق تحت عنوان" شكرا مجلس الامن!" استغربنا تماما كيف بالرئيس الموريتاني لا ينطق ببنت شفة حول نزاع الصحراء الغربية التي هي على حدوده في وقت اسهب في الحديث عن قضايا تبعد عنه بآلاف الكيلومترات، و قلنا ان السبب ربما يرجع الى مساومات او ضغوطات تتعرض لها الشقيقة موريتانيا و هذا ما يستشف من خلفية تصريح ولد الشيخ الذي لو كان مباشرة بعد اتخاذ مجلس الامن لقراره2494 ، لكان يفهم انه رد من دبلوماسي مراوغ على القرار و لكن ان يختار له تاريخ المسيرة السوداء و بالتزامن مع خطاب ملك المغرب يجعل الموقف الموريتاني الطاريء غير مفهوم ان لم يكن غير بريء فضلا عن المصطلحات التي استعملت مثل الصحراء، الاطراف، المغرب العربي...الخ
انه كل يوم تتأكد حقيقة للصحراويين هو ان الخطر على الابواب و مؤامرة تصفية قضيتهم اصبح في طور متقدم و لعل تصريح وزيرة الدفاع الفرنسية اواخر السنة الماضية بسويسرا بأن نزاع الصحراء الغربية سينتهي عام2020
لم يكن عبثا و لا الرغبة في المجازفة بسمعة دولة عظمى كفرنسا و شاهدنا بعد هذا التصريح في مارس الماضي استقالة كوهلر و هو الذي كان متحمسا لعقد الجولة الثالثة من المائدة المستدير و ليتوج كل ذلك بالعودة الى المربع الاول تمديد المينورسو الى سنة و لا افق لتعين مبعوث جديد.
ان ما رجح به إناء و زير خارجية موريتانيا يكشف حقيقة ان القوى الغربية متسرعة في انهاء السيطرة على المنطقة الجيو اقتصادية قبل ان يحتد التنافس مع الروس القادمون بقوة و الصينيون الذين تمترسوا في افريقيا ولا شك ان قضية الصحراء الغربية بقيت هي العائق الرئيسي امام هذا التكالب الاستعماري الجديد و ان صمود و كفاح الشعب الصحراوي هو الذي سينسف هذه المؤامرات مما يستدعي من شعوب المنطقة الى اليقظة و الحذر من أن تسرق مكاسبها و هي في سبات أو تساق الى مغامرة عواقبها و خيمة على الجميع. و المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم