-->

بناء وتجهيز مقر لرئاسة الجمهورية الصحراوية بتفاريتي المحررة خطوة ترعب الاحتلال المغربي


مع الحديث عن تدشين مقرات السيادة الصحراية بالاراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية وفي مقدمتهم تدشين مقرا لرئاسة الجمهورية في بلدة تفاريتي المحررة، تزامنا وعقد المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يعود موضوع الاعمار للواجهة في استراتيجيات الجبهة الشعبية بعد انعقاد مؤتمرها الشعبي العام، في طريق التجسيد الفعلي للسيادة، وبعد استكمال بناء مقر رسمي لرئاسة الجمهورية الصحراوية بمنطقة تفاريتي المحررة تكون القيادة السياسية لجبهة البوليساريو قد وضعت المنتظم الدولي امام حقيقة الدولة الصحراوية التي لا رجعة فيها بتجسيد فعلي تكون فيه منصة القرار السياسي من عمق الاراضي الصحراوية المحررة ما يعكس توجها جديدا قد يفتح الباب امام رسم استراتيجيات اعمار حقيقة تشمل بناء احياء سكنية ومدن وطرقات ومؤسسات تلبي احتياجات سكان المناطق المحررة والريف الوطني ولاهمية الخطوة نستعرض لمحة عن المناطق المحررة وابرز التحديات التي تواجه عملية الاعمار والافاق المستقبلية لخطوة هامة كهذه.
لمحة عن المنطقة : تقدر المناطق المحررة من الصحراء الغربية والخاضعة لسلطة الجيش الصحراوي والحكومة الصحراوية بحوالي ثلث الصحراء الغربية، وهي مساحة شاسعة ذات بعد استراتجي في منطقة النزاع الذي عمر لاكثر من 40 سنة وقد حاول الاحتلال المغربي ضمها بالقوة لتخضع لاحتلاله لكن صلابة المقاومة العسكرية للجيش الصحراوي جعلته يتخندق خلف الجدران الرملية التي اقامتها قوات الحسن الثاني لعزل المناطق التي عجزت قواته على السيطرة عليها.
ومنذ وقف اطلاق النار بدأ الاستقرار يعود تدريجيا الى تلك المناطق التي تضم منطقة بئر لحلو، تفاريتي، امهيريز، ميجك… لتستقر مجموعات سكانية من المواطنين بها وينتعش قطاع الرعي خاصة في السنوات التي تشهد هطول امطار يحيا بها نبات الارض وتخضر فيها الاودية والسهول وتجد الماشية الماء والكلاء..
هذا الاستقرار شجع جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية على مراجعة التعاطي مع هذه المناطق التي كانت تصنف على انها عسكرية بسبب تواجد الجيش الشعبي الصحراوي على مساحتها لتشجع البناء والاعمار فيها من جديد خاصة انها تضم مرافق قديمة دمرتها الة الحرب المغربية خاصة في تفاريتي التي تضم مستشفى متعدد الاختصاصات ومرافق تربوية وتعليمية وصحية ...الخ.
هذه السياسة عبرت عنها جبهة البوليساريو مباشرة بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار وكانت تدرس الموضوع بجدية تجسدت ثمارها في تشييد مستوصفات ومرافق في مناطق متفرقة من الاراضي المحررة، لكن الامر شهد تراجع وفتور في السنوات الاخيرة، بالرغم من شعارات الاعمار التي اصبحت مناسباتية اكثر منها حقيقة ميدانية وبالذات في المؤتمرات الشعبية الاخيرة (الثاني عشر والثالث عشر) التي اولت اهتماما متزايدا بالمناطق المحررة كبعد استراتيجي في عملية البناء وتجسيد سيادة الدولة الصحراوية في الجزء المحرر من الصحراء الغربية، وهو ما عجل بإنشاء وزارة للبناء وإعمار الاراضي المحررة اوكلت اليها مهمة الاعمار في تلك المناطق، لكن المشروع تعثر بسبب ملفات فساد في صرف الميزانيات الضخمة المخصصة لبناء احياء سكنية بمنطقة تفاريتي كبداية للاعمار تفتح الطريق لاعمار باقي المناطق.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *