-->

هل تهديدنا بالإرهاب ينال من عزمنا.


حذرت إسبانيا رعاياها قبل اسبوع تقريبا على لسان وزير خارجيتها، و طلبت منهم عدم السفر الى مخيمات اللاجئين الصحراويين في جنوب غربي الجزائر، و ذلك بالاعتماد على معلومات استخباراتية، حسب زعمها من إحدى دول المنطقة، و صدر التحذير المذكور بعد لقاء جمع الوزير الاسباني بنظيره المغربي، و كأن الغرض من اللقاء اساسا هو هذا الاعلان أو التحذير.
و لم يصدق المتضامنون الاسبان هذه الكذبة، رغم أنها لم تاتي في ابريل، و حزموا أمتعتهم نحو مخيمات العزة والكرامة الصحراوية، للوقوف إلى جانب الحق، و كانت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالصور التي تعبر عن ذلك التضامن الإنساني اللامشروط.
لكن المشكلة أن إسبانيا جددت النداء، و وصفت الهجوم الإرهابي بالوشيك، فيما يبدو أنه تنسيق مشترك بين قوى لها علاقة بالنزاع الصحراوي.
و كذبت الجزائر قبل قليل من خلال موقع وكالة الأنباء الجزائرية، ما ذهبت إليه بعض الصحف و المواقع الأجنبية، أن السلطات الجزائر حذرت بعثة المينورسو التي تمارس جزء من عملها على جزء من الأراضي الجزائرية، بأن تأخذ الحيطة، و جاء في تصريح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، أن الجزائر قادمة على استحقاق وطني مهم وهو الانتخابات الرئاسية، و أن هذه الاشاعات تأتي التأثير على الجزائر و الجزائريين، و لا تخدم سوى أجندات أجنبية لا تحب الخير للجزائر.
و شددت جبهة البوليساريو إجراءاتها الأمنية تحسبا لأي طارئ في هذه الظروف التي تمر بها الجبهة و هي تحضر لعقد مؤتمرها الخامس عشر، و الذي ستحتضنه بلدة تفاريتي المحررة.
إن فرنسا و بعد فقدانها جنود شمال مالي، قد تريد أن تنتقم لهم، و ستحاول بمعية أجهزة الاحتلال المغربي، و بالتعاون مع إسبانيا أن تسيطر على المنطقة من خلال إيهام الناس الآمنة، و اي ناس إنهم اللاجئين الصحراويين، و الدولة الصحراوية التي شكلت رقما صعبا في حماية مخيماتها، و مواطنيها مما تصفه المغرب و حلفائها التقليديين بأنه تهديد للمنطقة متمثلا في الجماعات الإسلامية المتطرفة التي هي اصلا من صناعة هذا الثلاثي، اين كانت أجهزة هذه الدول عن عملية الدهس التي وقعت في الدار البيضاء.
لابد أن نشير كما أشار الكثيرون إلى ضرورة أخذ الحيطة و الحذر، من أجل سلامة المواطن الصحراوي، و تأمين ضيوفه الكرام، و على الدولة الصحراوية أن تؤكد للعالم انها اهل لحماية مواطنيها، و رعايا الدول الأوروبية الذين يزورون شعبها في إطار التضامن و المآزرة.
و سينقلب السحر على الساحر، و تتكشف النوايا بعد انقشاع غيمة كذبة الإرهاب و تهديدات المنطقة.
إن جبهة البوليساريو و الشعب الصحراوي لن تثنيه التهديدات لأنه صمد ايام اصعب من هذه الأيام، و على مدى أكثر من أربعة عقود، و له تجربة في حرب العصابات، ستنال كل متطاول على أمن كرامة اللاجئين، و اصدقاء الشعب الصحراوي.
لقد فشل الاحتلال المغربي في مختلف الميادين، من أجل النيل من عدالة قضيتنا الوطنية، و لم يتبقى له إلا استعمال الإرهاب وهي آخر أوراقه الخاسرة.
بقلم: بلاهي ولد عثمان

Contact Form

Name

Email *

Message *