-->

خبراء سياسيون يؤكدون على ضرورة الاستعجال في تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي و مراجعة الاتفاقية التأسيسية


أكد خبراء سياسيون الاثنين بالجزائر العاصمة على ضرورة الاستعجال في تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي و مراجعة اتفاقية تأسيسه و ذلك بهدف تحقيق التكامل و الاندماج الاقتصادي المغاربي و بالتالي رفع معدل نمو الناتج الداخلي للدول الأعضاء.
و أوضح الخبراء خلال يوم برلماني حول موضوع " اتحاد المغرب العربي.. واقع و تحديات" نظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال31 لمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي ان" التعاون الاقليمي كإطار واستراتيجية للتكامل المغاربي من خلال تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي أصبح أكثر من ضرورة على المدى القصير مرورا بإعادة تكييف مجمل الاتفاقيات المؤسسة للعمل المغاربي و تحديد الأولويات ".
و قال الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي الدكتور سعيد مقدم في مداخلة له أنه "بات من الضروري مراجعة الاتفاقية التأسيسية لاتحاد المغرب العربي و هيكلته الادارية و رسم استراتيجيات عمل على المديين القصير و المتوسط للنهوض باقتصاديات دول المنطقة و تعزيز التنمية الاجتماعية ".
و أضاف ان المنطقة المغاربية في حاجة إلى تموقع استراتيجي على وجه أمثل في خريطة التجمعات الاقتصادية الناشئة مضيفا ان التكتل المغاربي الحالي (كما جاء على لسان رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الافريقي عام 2016 ) هو "أضعف الاتحادات الجهوية الافريقية الثمانية ".
و ذكر ان المنطقة المغاربية تحوز على مقومات "لا يستهان بها" يمكن استغلالها و استثمارها مغاربيا حتى تشكل قوة معتبرة تفرض كلمتها في المحافل الاقليمية و الدولية.
و تتمثل هذه المقومات -يبرز المتدخل - في موقعها الاستراتيجي و مواردها الطبيعية و البشرية الهائلة فهي تتربع على مساحة شاسعة تقدر بحوالي 6 ملايين كلم2 يقطنها أزيد من 100 مليون نسمة فقط و تتوفر على 1.400 مليون كلم 2 من الأراضي الزراعية و احتياط نفطي يبلغ حوالي 60 مليار برميل و غازي مقدر ب 6 تريليون متر مكعب.
و دعا رئيس الشعبة البرلمانية الجزائرية بمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، عبد اليامين بوداود من جهته إلى الاسراع لتفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي لمجابهة مختلف الرهانات الاقتصادية و الأمنية و الاجتماعية و الثقافية .
و أبرز السيد بوداود ان "شعوب المغرب العربي و شمال إفريقيا بحاجة إلى هذا التقارب على مستوى الرؤساء و الحكومات و البرلمانات و المجتمع المدني" مضيفا "أن العالم اليوم يتقارب اقتصاديا و سياسيا مشكلا تكتلات ضخمة على الرغم من الاختلاف في اللغة و الموقع الجغرافي".
من جهته شدد المدير العام للبلدان العربية بوازرة الشؤون الخارجية مرحوم احمد مراد على "الضرورة الملحة و الاكيدة لتفعيل اتحاد المغرب العربي" مضيفا ان هذا التفعيل تفرضه مجموعة الأخطار و الأطماع التي تستهدف المنطقة".
بدوره قال رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين ان اتحاد المغرب العربي يعد "طموحا مشتركا و تطلعا مشروعا للشعوب (المغرب العربي) و فضاء خصبا للتكامل الاقتصادي و التواصل العلمي و الثقافي و الانساني .
و أضاف السيد شنين أن "الطبيعة المركبة للرهانات و التحديات و التهديدات التي تفرزها تحولات العلاقات الدولية تقتضي من دول المغرب العربي العمل برؤية استشرافية و بمنطق استراتيجي و بمنهجية بناءة و خلاقة للفرص لتحقيق تطلعات شعوب المغربي العربي الكبير .
كما اكد في ذات السياق "استعداد البرلمانيين للمساهمة في إطار الجهود الوطنية المتكاملة في إطار مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي في كل المساعي الهادفة لتحقيق طموح الأجيال بما يضمن ايجابية المصير المشترك في إطار مغرب عربي متكاملا وظيفيا و متناغما سياسيا وواعدا اقتصاديا و متضامنا إنسانيا و فاعلا استراتيجيا.
و نوه رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل بدوره ب"ضرورة الوقوف على الأسباب التي أدت إلى عدم تحقق آمال الأجيال المتعلق باتحاد المغرب العربي".
كما أكد على ضرورة أن" يكون هذا اليوم البرلماني فضاء لتحليل الدوافع و الأسباب التي حالت دون تحقق آمال أجيال و أجيال في مغرب عربي موحد". 
أما الأستاذ المحاضر بكلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية الدكتور عبد الحليم غازلي فقد ركز في مداخلة له على الدور البارز الذي يجب ان تلعبه النخب المجتمعية كفاعل يمكنه معاودة تفعيل مسار التكامل الوحدة المغاربية .
و أضاف أن "إنجاح مشروع التكامل بين أقطار المغرب العربي الخمس و تأسيس الاتحاد المنشود فرصة تسمح للدبلوماسية الجزائرية التكيف مع المعطيات الدولية الجديدة من جهة و فهم سياق العلاقات الدولية التي باتت فيها الاقليمية أحسن سبيل للوقوف في وجه العولمة الجارف".
المصدر: وكالة الانباء الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *