الخدمة العسكرية الحق الذي أريد به باطل
لا يختلف اثنان على أهمية الخدمة العسكرية في مسارنا التحرري. فتقوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي و قواتنا الأمنية و شبح الحرب الذي يلوح في الافق يقتضيان ذلك. فقد سعت رائدة كفاحنا الوطني جبهة البوليساريو خلال المراحل الأولى من الكفاح إلى تكوين الجميع، رجالا و نساء و أشبال تكوينا عسكريا نتج عن ذلك جيل واعي، ثوري، قنوع، مؤمن بكل المبادئ الـ ١٦.
صمتت المدافع و تغييرت المفاهيم و طرق الكفاح و إنتقلنا تدريجياً من موقع القوة إلى موقع الضعف.
تحولنا بفعلت فعال إلى جيل لا يفصل بين الجبهة و الجمهورية. جيل رفع شعار البناء قبل التحرير. ولم يبني غير نفسه.
تشابه علينا البقر و لم نعد نفصل بين العدو و الصديق و موزعي صكوك الوطنية والخيانة.
خراب يعم كل شي حتى النفوس. لا تعليم، لا صحة، لا أمن وقادة تعيش في عالم المثل همها التعبير عن قلقها و التغني ببقايا الأطلال.
يوم أمس اسدل الستار عن شروط الترشح للمجلس الوطني الصحراوي التي تضمنت
_ إثبات ثلاث سنوات خدمة متواصلة قبل تاريخ الترشح
_شهادة تخرج جامعية مع خمس سنوات خبرة في إحدى المؤسسات التنظيمية.
_ان يكون مؤطرا سياسيا او مقيم في دائرته الانتخابية.
_ شهادة تأدية الخدمة العسكرية بالنسبة للذكور.
كما ان كل هذه الوثائق المطلوبة تتكفل اللجنة باصدارها و الإشراف عليها إشراف مباشر بضمها وزراء الوزارت المعنية بالوثائق .
شروط تليق بمجلس وطني لحركة تحرير وطنية. تلك الحركة التي ينتخب قادتها بشرط اوحد و وحيد بطاقتك الوطنية. وفي ظل كل هذه التناقضات لابد من طرح التساؤلات التالية:
كم من عضو أمانة لا يملك شهادة وليس لا خبرة عسكرية او قتالية؟
كم من وزير يدير قطاع لا يعرف عنه شيء؟
كم من شخص يملك ملف عسكري دبر له في ليل وهو لا يفرق بين السلاح والخوذة؟
هل من العدل ان يتخرج شخص من مدرسة عسكرية على اسبوع واخر على شهر و آخر (يكح الدم من اول يوم)؟
هل مدارسنا العسكرية مؤهلة و قدتنا على التعبئة و الإقناع متينة؟
كم شخص سقط تأطيره ولا يتلقى نصيبه من المواد الممنوحة له.
و كم وكم......
في الحقيقة كنت أظن أن هذه اللجنة ستأتي بشروط يمكنها الرفع من أداء الهيئة لواجبها في التشريع و الرقابة لتساهم في بناء الحطام. و تقييد اعضاءها بضوابط تجعلهم اهلا بالمسؤوليات التي على عاتقهم. ومعالجة حالات الغياب و التهاون و الشروط. غير أن لجنة الـ127عضو كانت لها حاجة في نفسها.
#العدل_اساس_الملك
#الجبهة_جبهتنا
بقلم : سيد احمد مفتاح