-->

مجلة “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية تكشف المستور … مدير صندوق النقد الدولي السابق يجعل من المغرب “ملاذه الضريبي”


منذ فشله في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ترشح لها سنة 2012، اختفى دومينيك ستراوس كان، المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، عن الأنظار مفضلا الابتعاد عن عوالم السياسة والإعلام والتركيز أكثر في عالم المال والأعمال، وهو الأمر الذي اختار أن يكون المغرب مسرحا له مستفيدا من إعفاءاته الضريبية، ويبدو أنه حقق فيه نجاحا باهرا.
وأعادت مجلة “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية اسم ستراوس كان إلى الواجهة من جديد، عبر النبش في أنشطته الاقتصادية وأرباحه الطائلة، حيث اكتشفت أن الرجل الذي كان وزيرا لمالية فرنسيا ما بين يونيو 1997 ونونبر 1999، استقر في المغرب منذ سنة 2013 حيث أنشأ شركة باسم “بارناس إنترناسيونال”، والتي تحقق له حاليا عائدات بملايين اليوروهات.
ووفق المصدر نفسه فإن ستراوس كان المستقر حاليا بضواحي مدينة الدار البيضاء، جنى خلال الفترة ما بين 2013 و2018 ما لا يقل عن 21 مليون يورو، بل إن مداخيله سنة 2018 وحدها بلغت 5,3 ملايين يورو، وحسب المجلة فإن هذا الرقم جعله يحتل الرتبة الـ13 ضمن لائحة المدراء التنفيذيين الأعلى دخلا ضمن الشركات المدرجة في بورصة باريس وفق مؤشر “كاك 40″، مبرزة أنه لم يسبق له أن جنى مثل هذه الأموال من قبل.
وخلال بحثه عن معلومات حول هذه الشركة اكتشف موقع “الصحيفة” وجود شركة بالفعل تحمل اسم “بارناس إنترناسيونال” تم تأسيسها في المغرب برأسمال لم يتجاوز 10 آلاف درهم وهي عبارة عن شركة ذات مسؤولية محدودة من مساهم واحد، يوجد مقرها في عمارة بشارع الزرقطوني بمدينة الدار البيضاء، وهي مختصة في مجال الاستشارات القانونية والاقتصاد والشؤون الاستراتيجية.
وتتقاطع هذه المعطيات مع تلك التي نشرتها المجلة الفرنسية التي أوردت أن ستواروس كان هو المساهم الوحيد في شركته التي تعطي استشارات لرؤساء الدول في إفريقيا، ذاكرة من بينهم رئيس جمهورية الكونغو برازافيل دينيس ساسو نغيسو، الموجود في السلطة منذ سنة 1979، غير أنها أوردت أن مقر الشركة يوجد بالمنطقة الحرة للدار البيضاء.
واعتبر التقرير نفسه أن دومينيك ستراوس كان جعل من المغرب “ملاذه الضريبي”، حيث يستفيد من القانون المغربي الذي يعفي الشركات من الضرائب خلال الخمس سنوات الأولى، قبل أن يفرض عليهم ضريبة بنسبة لا تتجاوز 8,75 في المائة، مذكرة بأن الاتحاد الأوروبي سبق أن وضع المملكة المغربية ضمن لائحته الرمادية للملاذات الضريبية سنة 2019.
وكان ستراوس كان قد استقال من منصبه كمدير عام لصندوق النقد الدولي في ماي من سنة 2011، بعد أن طفت على السطح فضيحة اعتدائه الجنسي على عاملة نظافة من غينية تدعى نافيساتو ديالو خلال إقامته بفندق بمدينة نيويورك، وهي القضية التي فتح فيها القضاء الأمريكي تحقيقات طويلة امتدت لعام ونصف، قبل أن يطوى الملف بتسوية بين الطرفين كلفت المسؤول الفرنسي 6 ملايين دولار حسب ما أوردته وسائل إعلام فرنسية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *