رحيل مناضل كبير وعظيم من الرعيل الثاني للثورة الصحراوية .
المناضل الصحراوي الشهيد بشرايا ولد حمودي ولد محمد تقي الله ولد محمد الأمين ابن أباحازم؛ من مواليد 1964 بمدينة طنطان شمال الوطن المحتل ، انقطع عن الدراسة في السنة الرابعة اعدادي ، إبن عائلة صحراوية عريقة معروفة بالعلم والتقوى
انخرط في العمل الوطني في مرحلة السبعينات، و تعرض بسبب ذلك للاختطاف القسري وعمره لم يتجاوز 17 سنة بتاريخ 25 فبراير 1981 بمدينة طانطان، في إطار حملات الاختطاف التي شنها الاحتلال المغربي واجهزته القمعية؛ في حق المدنيين الصحراويين العزل في مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وكان اختطافه ضمن مجموعة من المناضلات والمناضلين الصحراويين الذين كانوا ينشطون في اطار التنظيمات الوطنية السرية لجبهة البوليساريو بالأرض المحتلة.
بعد اختطافه، قضى اسابيع من التحقيق البوليسي بمقر الشرطة المغربية بطانطان، تعرض فيها للتعذيب الجسدي والنفسي ، و قد تم نقله بعد ذلك رفقة رفاق اخرين تم اختطافهم إلى كوميسارية اكادير حيث بقوا هناك ثلاثة اشهر، وبعدها تم ترحيلهم للسجنين السريين المعروفين اكدز ؛ ومكونة ؛ إلى أن تم الكشف عن مصيرهم رفقة المآت من المختطفين الصحراويين مجهولي المصير سنة 1991.
واصل نضاله الوطني بكل اصرار، مدججا بقوة القناعة الوطنية الثابتة، في اطار التنظيمات السرية بعد مغادرته المخابئ السرية المغربية بتاريخ 1 يونيو 1991، وانخرط بعد ذلك بقوة في الديناميكية الحقوقية الصحراوية التي برزت في نهاية التسعينيات ، وكان له دور محوري واساسي بمعية ثلة من رفاقه من مختطفي قلعة اكدز ومكونة في محطة اكديم ازيك التاريخية في شهر اكتوبر 2010 ، وقد واكب كذلك سلسلة من المحطات النضالية من بينها : محاكمة مجموعة اكديم ازيك بسلا والرباط، ومجموعة رفاق الولي بمراكش...
شارك أيضا في المؤتمرات العامة لحبهة البوليساريو ، المؤتمر العام 14 مؤتمر الشهيد الخليل سيد امحمد ، والمؤتمر العام الاستثنائي مؤتمر الشهيد محمد عبدالعزيز ، والمؤتمر العام 15 الأخير بتفاريتي المحررة؛ مؤتمر الشهيد البخاري احمد، والعديد من الذكريات والمناسبات الوطنية بمخيمات العزة والكرامة والجامعة الصيفية بالجزائر الشقيقة...فضلا عن حضوره للندوة الافريقانيا بغانا في شتنبر 2018 بإسم الكوديسا.
ساهم الرفيق والمناضل الشهيد بشرايا اباحازم بشكل استثنائي في بناء وصياغة التجربة النضالية الرائدة والجماعية بسجني اكدز وقلعة مكونة بشهادة رفاقه، وكان عضوا مسؤولا ضمن لجنة التنسيق "لجنة تنظيمية منتخبة " التي كانت تشرف على تدبير وضعية المختطفين التنظبمية والنضالية بالسجنين المذكورين ، وقد ترك بصمته العميقة في هذا المسار ، واسهامه العظيم في صيرورة النضال الوطني بالأرض المحتلة ومناطق وادنون وجنوبها.
في السنوات الأخيرة ونتيجة ظروف الاختطاف والتعذيب الجسدي والنفسي الوحشي، كان يشكو من ألم حاد في الرأس؛ نتيجة ضربه المبرح على الرأس في إطار الاستنطاق من قبل أجهزة القمع البوليسي المغربي، واصبح يعاني من امراض مزمنة لازمته سنوات طويلة ؛ كالسكري ؛ وضغط الدم والكوليسترول...
كان معروفا قيد حياته بالاخلاص للثورة ومبادئها حد الثمالة ، وصاحب اخلاق رفيعة ؛ وطيب ؛ ومتواضع ؛ وناكر لذاته ؛ وكريم ؛ ومتدين ؛ وزاهد في الحياة ...ورجل سخر حياته لخدمة هذا الشعب وقضيته الوطنية .
غادرنا اليوم الأحد 23 فبراير 2020 على الساعة السادسة صباحا ، بمصحة بمراكش ؛ بعد أن اجريت له عملية دقيقة على القلب منذ يومين.
للإشارة فالشهيد بشرايا اباحازم متزوح وله خمسة ابناء ويسكن بالعيون المحتلة .
وينشط كعضو ضمن منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان المعروفة ب"الكوديسا ".
ـ رفيق المناضل، المدافع الصحراوي عن حقوق الانسان علي سالم التامك