مقال تحليلي لكاتب مغربي : التوتر بين المغرب وإسبانيا....... لعبة الربح والخسارة
لحد الساعة لايتجرأ اي "محلل" سياسي مغربي للتطرق الى الاستراتيجية التي تنهجها الدولة المغربية في علاقتها مع مدينتي سبتة ومليلية
أغلب اشباه المحللين إنضافوا الى جوقة العياشة وشرعوا في التصفيق للخطوات التي اتخذها النظام المغربي للتضييق على سكان هاتين المدينتين
منهم من ذهب ابعد من هذا ليرى أن هذه الإجراءات التضييقية تندرج ضمن استراتيجية الهدف من ورائها دفع اسبانيا الى الانسحاب من المدينتبن إثر تكبدها خسائر إقتصادية جد مرتفعة
لننظر الى لعبة الربح والخسارة التي تدور حاليا بين المغرب وإسبانيا عبر الخطوات التي اتخدتها الدولة المغربية، حالة تدهور العلاقات بين البلدين
من ببن هده العواقب تجدر الاشارة الى مايلي
أولا: ورقة مغاربة اسبانيا ومغاربة العالم
اذا وصلت هده العلاقات الى مستوى المواجهة، ستضطر الحكومة الإسبانية تحت ضغط الأحزاب المتطرفة واليمينية وكذا الرأي العام، تشديد الخناق على مئات الآلاف من المغاربة الذين لايملكون الجنسية الإسبانية، وأخد إجراءات طردهم من التراب الإسباني، خاصة منهم من يوجدون في وضعية سرية
بالإضافة إلى تقليص عدد الرحلات البحرية التي تربط الموانئ الإسبانية بالمدن المغربية الساحلية مامن شأنه أن يتسبب في مشاكل جمة لملايين المغاربة القادمين بسياراتهم من المانيا، هلندة، بلجيكا، فرنسا، البرتغال وبلدان اروبية أخرى
دون إغفال ارجاع كل مهاجر مغربي او افريقي الى التراب المغربي، وفرض تأشيرة السفر الى اروبا على كل مغربي اراد دخول القارة العجوز عبر موانئ ومطارات اسبانيا
ورقة أخرى تملكها اسبانيا في حالة تدهور هذه العلاقات: منع او على الاقل تقليص عدد الشاحنات التي تغادر المغرب يوميا باتجاه اسبانيا والمملوؤة بمختلف السلع والمواد الاستهلاكية
ثانيا: عرقلة علاقات المغرب بدول الاتحاد الاروبي
كعضو فاعل داخل الاتحاد الاروبي، اسبانيا تعتبر حاليا من أكبر الداعمين لملفات الدولة المغربية لدى مؤسسات هذا الإتحاد.
خاصة لما تعلق الأمر بمنح المغرب درجة الشراكة المتقدمة لدى المجموعة الاروبية. كما أن اسبانيا هي من تدافع بشدة على تزويد المغرب بمنح ريعية مقابل لعبه دور دركي اروبا بخصوص الهجرة السرية او مكافحة الارهاب
في حالة تردي العلاقات او نشوب عداوة واضحة بين البلدين، سيفقد المغرب هدا الدعم الثمين الدي تقدمه له الدولة الاسبانية
ثالتا: موقف اسبانيا المنحاز للمغرب في ملف الصحراء الغربية
لاشك أن اسبانيا التي تتبنى حاليا موقف المغرب تجاه هذا الملف، ستكون مضطرة الى تغييره ادا تفاقمت الأزمة التي تنحصر حاليا في الخطوات المغربية الهادفة إلى خنق اقتصاد سبتة ومليلية.
وسينتج عن هذا التغيير فتح ابواب إسبانيا على مصراعيها لممثلي البوليساريو والدفاع عن اطروحته في البرلمان الاروبي ولدى المفوضية الاروبية ببروكسيل
ضمن ملف الصحراء الغربية، سيؤثر تدهور العلاقات المغربية الإسبانية على علاقات المغرب مع العديد من بلدان امريكا اللاتينية التي لها ارتباطات تاريخية وثقافية واقتصادية باسبانبا بالمقابل
أولا
إذا كانت استراتيجية الدولة المغربية تكمن في دفع اسبانيا على المدى القريب او المتوسط الى الانسحاب من سبتة ومليلية، فهدا الأمر سيكون في متناول المغرب، إد لايمكن لهاتين المدينتين ان توفرا لسكانهما الموارد الاساسية التي تاتي من المغرب، كالماء الصالح للشرب، او الخضر والفواكه والأسماك وغيرها من مواد الاستهلاك اليومي حتى وإن قررت الحكومة الاسبانية ربط موانئها بسبتة ومليلية عبر جسر بحري وجوي مكثف ومستمر لتزويد المدينتين بما تحتاجان اليه من مواد للاستهلاك المعاشي، لن تستطيع فعل دلك الا عبر تمويل وميزانية باهضين
ثانيا
توقيف المغرب لاتفاقية الصيد البحري الدي يسمح من خلالها لاسبانيا باقتحام اعالي البحار المغربية. علما ان هدا التوقيف ستكون له انعكاسات على اقتصاد البلدين
ثالتا
توقف المغرب عن استيراد الغاز والكهرباء الآتي من اسبانيا، مع العلم أن هدا التوقف ستكون له عواقب اقتصادية على المغرب نفسه
رابعا
يمكن للدولة المغربية ان تحرك خلاياها الارهابية النائمة باسبانيا كما سبق وان فعلته في مناسبات سابقة وتشجيع الهجرة السرية عن طريق قوارب الموت. كما يمكنها ان تجند فلول العياشة المقيمين باسبانيا لإثارة القلاقل والشغب
لاداعي للإشارة لحرب عسكرية بين البلدين حيث ستكون المواجهة محسومة لصالح اسبانيا كقوة عسكرية عظمى، ناهيك عن عضويتها بالاتحاد الأروبي وحلف الناتو
من إذن سيكون الخاسر ومن سيحقق ارباحا في هده اللعبة؟